هذا ما يجعل البشرة المختلطة متقلّبة في ظروفها وحاجاتها
تبدو العناية بالبشرة المختلطة معقّدة نظرًا لطبيعتها المتقلبّة التي تجمع أصلًا بين نوعين مختلفين من أنواع البشرات: البشرة الجافة والبشرة الدهنية، وهذا ما يجعلها تحتاج إلى اهتمام خاص يؤمّن حلولًا لمشاكلها ويلبّي متطلباتها.
خصائص متعددة
تعاني البشرة المختلطة عادةً من الجفاف على جانبي الوجه والإفراط في الإفرازات الدهنيّة في المنطقة الوسطيّة منه الممتدة من وسط الجبين نزولًا باتجاه الأنف والذقن، وهذا ما يعرّضها لعدم التوازن وللمشاكل التي تطال البشرات الجافة والدهنيّة على السواء.
يكثر انتشار البشرة المختلطة في صفوف النساء اللاتي تتراوح أعمارهن بين 20 و35 عامًا، وتتأثر البشرة المختلطة كسواها من البشرات بالعوامل الوراثية، والهرمونية، والخارجيّة.
من العوامل التي تسيء إلى حالة البشرة المختلطة نذكر: التدخين (فهو يسد مسام البشرة ويتسبب في اضطراب توازنها الهرموني)، النظام الغذائي الغنيّ بالسكريات، والدهون، والأطعمة المصنّعة بالإضافة إلى الإجهاد النفسي والتلوّث، وتلعب مستحضرات العناية التي لا تتناسب مع طبيعة البشرة دورًا في تفاقم مشاكلها، وأبرزها المستحضرات ذات الصيغ الزيتيّة، الكريمات السميكة والغنيّة جدًا، بالإضافة إلى استعمال عدة طبقات من المستحضرات فوق بعضها البعض، كلها عوامل تفاقم مشاكل البشرة المختلطة.
أحوال متبدلة
يشير خبراء العناية بالبشرة إلى أن نوع البشرة ممكن أن يتبدل من فصل إلى آخر، ومن عمر إلى آخر، وهذا ما يولد صعوبة اختيار مستحضرات العناية بها.
والملاحظ أن الطابع الدهني للبشرة المختلطة يبدأ بالتراجع منذ سن الـ35 لدى النساء والـ45 لدى الرجال، إذ تخفّ إفرازات البشرة التي تميل أكثر لأن تصبح عادية أو حتى جافة.
بعد سن الـ55 بالنسبة للنساء والـ60 بالنسبة للرجال تصبح جميع البشرات جافة وهذا يعني أن معظم البشرات تكون جافة في مرحلة الطفولة، وتميل إلى الدهنية في مرحلة المراهقة، لتتحوّل إلى عادية أو جافة بعد الخمسين.
تتأثر حاجات البشرة أيضًا بتبدل الفصول وبالتبدلات الهرمونيّة التي تطرأ على حياة النساء، خاصةً في مراحل الحمل وانقطاع الحيض، وهذا ما يجعل العناية بالبشرة المختلطة مسألةً معقّدة ولكنها ليست مستحيلة.
مختلطة وحساسة
يشير الخبراء إلى أنه يمكن أن تكون البشرة مختلطة وحساسة في الوقت نفسه، فالمستحضرات المستعملة للبشرة الدهنية (مقشرات، حوامض فاكهة...) ممكن أن تكون قاسية أحيانًا على البشرة المختلطة وتسبب تحسّسها، كما أن الإفراط في استعمال مستحضرات العناية غير المناسبة ممكن أن يزيد من تفاقم هذه المشكلة.
بعض الأخطاء التي يتمّ ارتكابها في مجال العناية ممكن أن تؤدي إلى تفاقم هذه المشكلة، ومنها غسل الوجه بصابون راغي دون ترطيب البشرة بعد ذلك، مما يتسبب في فقدانها طبقتها الدهنية الحامية ويعرضها للتحسس وإفراز المزيد من الدهون.. ولتجنّب الدخول في هذه الدائرة المفرغة يُنصح بتجنّب تهييج البشرة والمواظبة على ترطيبها بمكوّنات رقيقة لا تثقلها.
أساليب عناية مفضّلة
ينصح الخبراء بمعالجة كامل الوجه في حالة البشرة المختلطة مع التركيز على المنطقة الدهنيّة منه، على أن يتضمن روتين العناية استعمال مستحضر ينظّم الإفرازات الزهميّة للبشرة صباحًا ثم تطبيق كريم سائل ذي تركيبة خفيفة يحتوي على عناصر تخفف من لمعان البشرة، أما في المساء فيمكن الاستعانة بمستحضر غني بالفيتامين A يستعمل بشكل يومي أو يومًا بعد يوم، كما يمكن الاستعانة بمستحضر غني بحوامض الفاكهة التي تعالج مشكلة الزيوان، وقناع مصنوع من الطين الأخضر أو الفحم النباتي مرة أو مرتين أسبوعيًا لتنقية البشرة.