الانبا نيقولا: هذه صورة العذراء فى سفر الرؤيا
أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "صورة العذراء مريم في سفر الرؤيا".
وفسر الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، القول الإنجيلي: "وَظَهَرَتْ آيَةٌ أُخْرَى فِي السَّمَاءِ. وَإِذَا تِنِّينٌ عَظِيمٌ أَحْمَرُ... وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ" (رؤ 3:12 و4).
وقال: "يقول يوحنا في الآية (4): "وَالتِّنِّينُ وَقَفَ أَمَامَ الْمَرْأَةِ الْعَتِيدَةِ أَنْ تَلِدَ، حَتَّى يَبْتَلِعَ وَلَدَهَا مَتَى وَلَدَتْ". قوله هذا يُبيِّن العداوة التي بين الشَّيْطَان وبين نسل المرأة، وهذه العداوة هي منذ بدء الخليقة وذلك بحكم الله على الحية (الشَّيْطَان)، بقوله للحية: "وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا" (تك 15:3)، "نسل المرأة" هو يسوع المسيح، كما سيُذكر في (رؤ 17:12) وبأن "باقي نسلها" هم المؤمنون بيسوع المسيح، الذين يقول يوحنا عنهم في الآية (17): "الَّذِينَ يَحْفَظُونَ وَصَايَا اللهِ، وَلَهُمْ شَهَادَةُ يَسُوعَ"؛ لأنه بالنسبة ليوحنا أهم شيء هو حفظ الوصايا، أي حفظ النفس بحسب الوصايا".
وأضاف: "الصورة في الآية (4)، هي صورة لمحاولة الشَّيْطَان تدمير عمل الله التدبيري في تجسُّد ابنه الوحيد وذلك، أولًا: بمحاولته منع ولادة الطفل يسوع، فعند حبل العذراء مريم بيسوع عمل على أن يُشَهِّر بها بأنها حملت سفاحًا؛ لأن في الشريعة الموسوية الزانية تُرجم حتى القتل، لكن الله الآب لم يسمح بهذا فأرسل ملاكه جبرائيل الذي ظهر ليوسف خطيبها في حلم وأعلمه بحبلها الإلهي، قائلًا له: "يَا يُوسُفُ ابْنَ دَاوُدَ، لاَ تَخَفْ أَنْ تَأْخُذَ مَرْيَمَ امْرَأَتَكَ. لأَنَّ الَّذِي حُبِلَ بِهِ فِيهَا هُوَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ" (مت 20:1)".
وتابع: "ثانيًا: بمحاولته قتل الطفل يسوع بعد ولادته من العذراء مريم، وذلك بإثارة هيرودس ليقتل الطفل يسوع. لكن الله الآب لم يسمح أيضًا بهذا فأرسل ملاكه ليوسف في الحلم قائلًا له: "قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إِلَى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأَنَّ هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِيَّ لِيُهْلِكَهُ" (مت 13:2).
الكنيسة الأرثوذكسية تُكرم يوسف الخطيب بشكل كبير وتُطلق عليه اسم "حامي سر التجسد"؛ لأنه بإيمانه بكلام الله، الذي قيل له بواسطة ملاكه، وطاعته له حافظ على العذراء مريم وعلى الطفل يسوع، الذي حُبل به فيها من الروح القدس، من القتل".