«ملتقى الحوار» يصدر ورقة «تصويت المصريين المقيمين بالخارج»
أصدرت مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان ورقة موقف عن تصويت المصريين بالخارج بعنوان " تحديات الحشد الشعبي في زمن كورونا"، وذلك بالتزامن مع تحديد يومي 9 و10 أغسطس المقبل لتصويت المصريين المقيمين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ.
وتناولت الورقة في البداية التطور التشريعي لتصويت المصريين المقيمين بالخارج، ثم عرضت الورقة اتجاهات التصويت للمصريين في الدول الغربية حيث أوضحت أنه رغم وجود جاليات مصرية مقيمة بصورة شبه مستقرة في المجتمعات الغربية بل ووجود بؤر ارتكاز ذات أوزان نسبية ثقيلة من الأسر إلا أن نسب الإقبال والتصويت في الانتخابات العامة بينها أتت شديدة المحدودية في سلوك يصعب ايجاد مبررات مقنعة به.
كما تناولت ورقة الموقف الصادرة عن ملتقى الحوار تصويتات المصريين في الدول العربية والذى اشارت في هذا الصدد الى أن تصويت المصريين المقيمين في الدول العربية لازال يمثل رقمًا مهمًا في المعادلة الانتخابية المصرية لأسباب متنوعة ربما كان أبرزها أن هؤلاء المصريين إقامتهم مؤقتة ومرهونة بفرص العمل والدخل المرتفع الناتج عنه مع تواصل وارتباط وثيق بالشأن المصري الداخلي وتتبع تطوراته بخلاف الوضع بالنسبة للمصريين المقيمين بالدول الغربية الذين انتقلوا إليها لأغراض الهجرة أو الاستقرار الدائم دون تتبع أو تدخل في مسارات الأحداث إلا بقدر تأثيرها علي حياتهم وحياة أسرهم الممتدة التي ما زالت تعيش في الداخل.
كما أشارت ورقة الموقف الى الاتجاهات المحتملة لتصويت المصريين بالخارج في انتخابات مجلس الشيوخ 2020، حيث أوضحت أن انتشار فيروس كورونا سيؤدي ربما إلى إعادة تشكيل الأوضاع في دول الخارج، بل إن مشهد التصويت سيتغير إلى حد كبير، خاصة مع حدوث إصابات جماعية لفترة طويلة من الوقت في عدد كبير من دول العالم، ومن بينها دول الخليج وأوروبا والولايات المتحدة التي يتواجد فيها أكبر عدد من كتل التصويت للمصريين في الخارج، وهو ما سيزيد من احتمالات حدوث تحول كبير في اتجاهات التصويت للناخبين المصريين في الخارج وتوجهاتهم في انتخابات مجلس الشيوخ القادمة.
أوضحت الورقة العوامل الحاكمة لتصويت المصريين بالخارج، حيث اشارت الى أن هناك العديد من العوامل التي يتوقع أن تحكم اتجاهات المصريين في الخارج في انتخابات الشيوخ، يرتبط بعضها بتطورات اتجاهات الاحداث في الدول محل التصويت، والتي شهد بعضها أوضاع اقتصادية معقدة على خلفية أزمة كورونا، وأفرزت تداعيات سلبية على المصريين في الخارج ناهيك عن تباين أداء القوى السياسية وحضورها أوساط المصريين في الخارج.
ومن حيث العوامل التي تبدو حاكمة لعملية تصويت المصريين بالخارج جاء بالورقة أن هناك عدة عوامل تحكم تلك العملية من بينها تداعيات أزمة كورونا على أوضاع المصريين الاقتصادية في الخارج، والتي قد تسهم في عدم مبالاة بعضهم بالعملية الانتخابية، لذا، من المتوقع أن يختلف الإقبال بشكل كبير على صناديق الاقتراع في الانتخابات القادمة وربما يتجه بعض الناخبون لإرسال بطاقات الاقتراع بالبريد خوفًا من التجمعات الكبيرة. بالإضافة الى المستويات المرتفعة من الوفيات، خصوصًا في الدول الغربية والولايات المتحدة، بجانب زيادة معاناة المغتربين خاصة بعد تعليق الطيران والدراسة في بعض الدول وعودة بعضها الى تطبيق الحجر الصحي الاجباري بالمنازل مع عودة تفشي الفيروس، كل تلك العوامل قد تدفع قطاعات واسعة من الناخبين الى تغيير رأيهم بشان المشاركة السياسية.
وفيما يتعلق باتجاهات التصويت المتوقعة وفي إطار ما يشهده العالم على خلفية جائحة كورونا وتداعياتها على المناخ السياسي فإن التطورات تكشف عن عدة اتجاهات محتملة لتصويت المصريين في الخارج في انتخابات مجلس الشيوخ، والتي أوضحتها الورقة فيما يلى:
الاستجابة الحكومية لكورونا تعزز نوعًا من الانحياز السياسي: يُرجح أن ينظر قطاع من المصريين في الخارج بنظرة ايجابية إلى استجابة الدولة المصرية لأوضاع المصريين الذين تضرروا بسبب جائحة كورونا، وتسيير إجراءات العالقين في الخارج، وهو ما قد يدفع المزيد من الناخبين الداعمين للدولة المصرية إلى الانخراط في عملية التصويت مع اتخاذ عدد أكبر من الاحتياطات الصحية.
تباين نسب التصويت: من المتوقع أن يختلف إقبال المصريين في الخارج بشكل كبير على صناديق الاقتراع في انتخابات مجلس الشيوخ؛ حيث يتوقع مشاركة أقل في الدول التي لا تزال تفرض قيودًا على التجمعات، وكذلك في الدول التي شهدت حالة وفيات كبيرة جراء فيروس كورونا.
تكريس المقاطعة في الدول الحاضنة للإسلاميين: يتوقع أن يعزف المصريين المقيمين في دول مثل تركيا وقطر عن المشاركة في العملية الانتخابية، أو المشاركة بالتصويت السلبي من دون اختيار أي من القوائم المشاركة. ويعود ذلك إلى وجود تيار الإسلام السياسي في هذه الدول، وبعض التيارات السياسية الموالية لها، وقد تلعب دورًا في التأثير على المصريين لعدم المشاركة.
قوى مجتمعية في الخارج قد تدفع لعدم المشاركة: ساهم انتشار مرض "كورونا" في تزايد مخاوف قوى مجتمعية من المصريين في الخارج، من نواحٍ عديدة أبرزها احتمالية نقل الوباء بشكل أوسع نظرًا لعدم الالتزام بالتباعد الاجتماعي.
تراجع حظوظ الأحزاب الصغيرة: يرجح أن يتوجه الناخبون المصريون في الخارج نحو الابتعاد عن الأحزاب الصغيرة مثل الريادة، الاتحاد، حقوق الإنسان والمواطنة، الأحرار الدستوريين، صوت الشعب، بسبب ضعف الحضور لها في الحياة السياسية المصرية، فهي تبدو أقرب إلى أحزاب موسمية تعوم على سطح الساحة السياسية أوقات العمليات الانتخابية.
وجاء ختام الورقة ليؤكد أن انتخابات مجلس الشيوخ رغم أنها الأولى من نوعها بعد عودة مجلس الشورى في ثوب جديد، وبصلاحيات واضحة ومحددة إلا أن المشاركة السياسية للمصريين في الخارج يتوقع أن تكون عند حدها الأدنى بسبب جائحة كورونا، وعودة قطاعات واسعة من المصريين في الخارج إضافة إلى مخاوف شديدة لدى كثير من الدول من التجمعات الانتخابية، وهو ما دفع اللجنة العليا للانتخابات في مصر لاستحداث التصويت بالبريد.