«كورونا» يغير طقوس عيد الأضحى.. أسواق المواشي «أونلاين»
ولاء القاضي - علي عواد - عمرو الشامي – حسام فوزي جبر - شريف عبد الغني - معوض هويدى – محمد مهدي – هدى الأمير – كريم انور – هبه عويضه - شيماء رشاد
ما زالت جائحة فيروس كورونا تواصل تأثيرها على العديد من الفئات اقتصاديًا، وخاصة بالتزامن مع موسم عيد الأضحى المبارك، حيث ينتظر تجار الأغنام والماشية تلك الفترة من كل عام، حيث إنها فترة موسم تجارتهم، إلا أن هناك طرق بديلة.
استغلال الرواج على منصات السوشيال ميديا والتعامل «أونلاين» كان الهدف المقصود بعد أن توقفت عملية التعامل المباشر في الأسواق، والذي اتجه التجار إليه لعرض بضاعتهم.
«الدستور» تستعرض في السياق التالي كيف اتجه التجار إلى الترويج لبضاعتهم وعرض المواشي «أونلاين» بديلا عن الأسواق الشعبية في المحافظات.
تجار الإسكندرية: نعتمد في حركة البيع على المعارف
في حي العامرية بمحافظة الإسكندرية، لم يستطع محمود عبد الغني الخروج إلى الأسواق لعرض بضاعته للتجار والزبائن من المواطنين، الذين يبحثون عن ذبيحة عيد الأضحى، حيث أغلق مزرعته على بضاعته واعتمد في حركة البيع على المعارف.
يقول محمود عبد الغني أحد تجار المواشي والأغنام لـ« الدستور»: "اعتمدنا هذا العام على الزبون القديم، وهو من اعتاد على الشراء منا ويثق في منتجاتنا، حيث إن هذا العام عامًا استثنائيا بسبب انتشار فيروس كورونا، والإجراءات التي اتخذتها الدولة للحد منه".
وأضاف: "الحال هذا العام لا يمكن مقارنته بوقت آخر، أو بعام آخر، بعد إغلاق الأسواق ضمن الإجراءات الاحترازية، لم يعد هناك زبون جديد، ولا يوجد عرض وطلب، وأصبح المتواجد في السوق قليل، ومن يمتلك من التجار رؤوس الماشية يتحكم في السعر بسبب قلة المعروض، فالكثير عزف عن البيع هذا العام بسبب الأزمة التي تمر بها البلاد".
وأوضح أن رغم الإقبال الضعيف على الشراء إلا أن الأسعار ارتفعت عن العام الماضي، حيث يبلغ سعر الكيلو البقري 50 جنيها، والجاموسي 57 جنيهًا، فيما وصل سعر كيلو الضأن البرقي 63 جنيهًا، متابعًا أن الجميع لديهم أمل في أن يتم فتح الأسواق قبل عيد الأضحى لكي يتمكنوا من تعويض موسم العيد الذي تضرر كثيرا هذا العام.
وأشار إلى أن هذا العام تم الاتجاه للبيع «أون لاين» عن طريق الإنترنت، حيث بدأت تنتشر الجروبات الخاصة بعرض الماشية والأغنام والتواصل عن طريق الهاتف بين التاجر والمشتري، وعن الاتفاق يتوجه المشتري إلى المزرعة لمعاينة ما تم الاتفاق عليه، لافتًا عرض البيع «أون لاين»، قد لاقى إقبال جيد، وذلك لعدم الاحتكاك بالأسواق، والتوجه إلى مكان الشراء مباشرة خاصًا في ظل انتشار فيروس كورونا وتخوف المواطنين من العدوى.
أما أحمد السيد، أحد تجار الأغنام وصاحب مزرعة بمنطقة العامرية غرب الإسكندرية، والمسؤول عن إحدى جروبات بيع الأضاحي والأغنام، أكد أن البيع «أون لاين» هذا العام حقق نجاحًا جيدًا في ظل الظروف التي تمر بها البلاد، فقد سهل الكثير على المواطنين، إضافة أن التاجر يعرض المتاح لديه ليتواصل معه من يريد الشراء.
وأضاف لـ«الدستور» أن هدف الجروب هو إيصال التاجر بالمشتري تخفيفًا على الجانبين، وذلك في ظل عدم إقامة الأسواق الذي اعتاد المواطنين على الشراء منها كل عام، متابعًا أن الفكرة جاءت بسبب انتشار فيروس كورونا، وأن المواشى والأغنام يمكن أن نتعامل معها مثل أي سلعة يمكن شرائها الآن أون لاين، فلما لا أن تكون تلك السلع من الأضاحي.
وأشار إلى أن النشر عبر الجروب على موقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» يكون من خلال المسؤول، حيث يعرض التاجر صورًا للماشية والأغنام الموجودة لديه، مع إيضاح السعر وفي بعض الأحيان العدد، ورقم الهاتف الذي يتم التواصل من خلاله، لافتًا إلى أن الجروب تم إنشائه منذ 3 أسابيع، ويخدم جميع المحافظات بجانب المحافظة الأساسية وهي الإسكندرية.
إقامة سرادقات منظمة في السويس
وفي السويس لم تمنع فوبيا انتشار فيروس كورونا المواطنين من شراء الأضحية، تلك الشعيرة الإسلامية التي اعتادوا ممارستها أول يوم عيد أضحى من كل عام.
ويقول محمد الجعويني، جزار وتاجر ماشية، إنهم في انتظار موافقة محافظ السويس اللواء عبدالمجيد صقر، على إقامة سرادقات منظمة، كل تاجر وجزار أمام محله، بشكل منظم لا يعوق حركة المرور، مشيرا إلى أن المواطنين لا يشعرون باقتراب عيد الأضحى إلا بعد نصب تلك السرادقات التي تحتوي على عينات من رؤوس الماشية الحية، ليتمكن الشاري من معاينة ومناظرة أضحيته قبل شرائها.
ويقول محمود أبو ذكري، أحد جزاري السويس، إن راغبي شراء الأضاحي بدأوا بالفعل الاستفسار عن أسعار الماشية استعدادا للشراء، وأضاف أن سعر الضأن (الخراف) وصل ثمنه إلى ٥٥ جنيها للكيلو قائم، في حين وصل سعر كيلو البقري قائم إلى ٥٦ و٥٧ جنيها.
وأشار أبو ذكري إلى أن حركة البيع ستكون قريبة من معدلاتها الطبيعية قبل كورونا، وهذا لا يمنع أن بعض الناس يخشون من صدور قرار يمنع الذبح في الشوارع.
واتفق مع أحمد عادل، محاسب، وقال: "فرحتنا بالعيد مش بتكمل غير بالذبح على باب البيت والعيلة كلها تحضر"، وأكد عادل أنهم اعتادوا الذبح أمام منزلهم بحس الأربعين كل عام، ويبدأوا في تنظيف الشارع من آثار الدماء قبل الصعود للمنازل، وقال: "مش معقول نستبقل العيد والشارع مش نضيف".
- استمرار غلق أسواق الماشية في الأقصر
أكد اللواء عماد أبو العزام السكرتير المساعد لمحافظة الأقصر، استمرار تطبيق توجيهات المستشار مصطفى ألهم محافظ الأقصر، لتنفيذ قرار وزارة التنمية المحلية بشأن إيقاف كافة أنشطة الأسواق نظرًا لمّا تتطلبه تلك المرحلة من منع تجمعات المواطنين، وذلك للحد من انتشار عدوى فيروس كورونا المستجد – كوفيد 19.
وأوضح في تصريحات خاصة لـ" الدستور" أن هناك حالة من المتابعة المستمرة من جانب الجهات المعنية بالأمر، بمتابعة مدى التزام مٌربي الماشية بالالتزام بعدم التجميع في الأسواق، خاصة خلال تلك الفترة التي تتزامن مع الاحتفال بعيد الأضحى المبارك.
وأشار إلى، إنه في حالة ضبط أية تجمعات من جانب مُربي الماشية فإنه سوف يتم فض التجمع من خلال رجال الأمن، وتحرير مخالفة بذلك، موضحًا أن هناك تعليمات مشددة تم توجيهها لرؤساء المدن بفض أية أسواق يتم إقامتها في شتى أنحاء الأقصر.
من جانبه، أوضح أحمد الشاطر، تاجر ماشية في الأقصر، إن عدم إقامة أسواق لسوق الماشية تسبب في رفع أسعار لحوم المواشي بشكل كبير، فسعر كيلو الضأن القائم وصل سعر إلى نحو 65 جنيهًا، وذلك ما يعد ارتفاعًا كبيرًا بمقارنة مع السعر في تلك الفترة من العام الماضي، ويرجع ذلك إلى تفاوت كبير بين العرض والطلب.
وأكد أهمية عودة تنظيم أسواق الماشية، في ظل اتباع الإجراءات الاحترازية والوقائية المطلوبة لتجنب الإصابة بالفيروس.
- بيع وشراء أغنام عيد الأضحى بالوادي الجديد في السوق الأسبوعي
تعتبر محافظة الوادي الجديد من أكبر مساحات مصر من حيث المساحة وأقلها كثافة سكانية، ومع ذلك لا يوجد بها أسواق للماشية، فضلا عن سوق الفرافرة فقط.
ويعتبر سوق الفرافرة من أكبر أسواق المحافظة من حيث المساحة والسلع المعروضة وكمية الشراء ويسمي سوق "الجمعة" والذي ينتظره الأهالي كل أسبوع لشراء الاحتياجات المنزلية والأسرية.
أكد بذلك إسلام عمران أحد شباب مركز ومدينة الفرافرة، أن سوق الجمعة يعد من أكبر الأسواق بالمحافظة، حيث يوجد به جميع المنتجات خاصة بيع الماشية والخراف والماعز الذي يغزو السوق لاقتراب عيد الأضحى المبارك.
وأضاف إسلام، أن أسعار البيع والشراء ما زالت ضعيفة حتى الأن بعد توقف الحياة لمدة 4 شهور بسبب جائحة كورونا التي ضربت بلاد العالم وأثرت تأثير إيجابي على الاقتصاد المصري والعالمي.
وأوضح أيمن عمران أحد شباب مدينة الفرافرة، أن سوق الجمعة الوحيد الذي يتم فيه بيع الماشية والخراف بالمدينة يخفض الأسعار لأول مرة مع قرب عيد الأضحى المبارك لعدم إقبال المواطنين على الشراء، فيما استقر سعر شراء اللحم الطازج إلى 100 جنيه للكيلو الواحد.
وقال أيمن، إنه من المحتمل نزول أسعار الماشية مرة أخرى خلال الأسبوع المقبل، وقبل توقف المواطنين عن شراء الأضحية، مؤكدا أنه تم رفع أسعار الماشية واستقرار تحرك الأسواق مع غلق باب الاستيراد من السودان والصومال بسبب عدوى الحمى القلاعية التي أصيبت الإنتاج الحيواني قبل جائحة كورونا مباشرة.
- عرض الذبائح على مواقع التواصل الاجتماعي والتليفونات بالبحيرة
شهدت أسعار المواشي، انخفاضا بنسبة متفاوتة بالتزامن مع اقتراب عيد الأضحى المبارك والذي عادة ما تشهد ارتفاعا في مثل هذه الأيام من كل عام قبل عيد الأضحى المبارك، وتراجع جميع أسعار الخرفان والأبقار والجاموس بقيمة متفاوتة، وذلك نظرا لغلق الأسواق بسبب الإجراءات الاحترازية والوقائية التى تتخذها الحكومة المصرية فى مواجهتها لفيروس كورونا، الأمر الذي جعل بعض تجار الماشية يقومون بعرض الأضاحي عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وذلك بديلًا عن الأسواق.
وتتراوح انخفاض أسعار الأضاحي برغم اقتراب عيد الاضحى المبارك ما بين جنيهين إلى خمسة جنيهات فى الكيلو القائم "حي" وذلك حسب الأنواع مقارنة بالعام الماضي.
"الدستور "انتقلت إلى بعض تجار الماشية بمحافظة البحيرة لمعرفة بعض التفاصيل والمعلومات عن كيف يتم عرض الأضاحى وبالأخص فى ظل الظروف الحالية من انتشار فيروس كورونا في البلاد الأمر الذي جعل الحكومة تتخذ قرارا بغلق جميع الأسواق الخاصة بعرض الماشية فى جميع المحافظات كإجراء احترازي للحد من انتشار فيروس كورونا.
فى البداية قال "سعيد محمد سعيد" تاجر مواشي بمدينة الدلنجات بمحافظة البحيرة، إن أسعار الأضاحي هذا العام تراجعت بنسبة قليلة عن الأعوام الماضية تراوحت ما بين جنيهين إلى خمسة جنيهات للكيلو الواحد القائم، وذلك نتيجة الركود الذي تشهده البلاد هذا العام نظرا لغلق الأسواق، وعدم وجود أي وسيلة للترويج للماشية بديلة للأسواق التي تم غلاقها بسبب فيروس كورونا.
وأكد سعيد أنه يعرض الأضاحي عبر موقع التواصل الاجتماعي للترويج، ويضع أرقام التليفونات الخاصة به لكي يقوم المواطنين بالاتصال به في حالة إعجابهم بالأضاحي المعروضة، مؤكدا أن سبب انخفاض الأسعار، بسبب حالة الركود وقلة الطلب تزامنا مع ضعف القدرة الشرائية للمواطنين تأثرا بتداعيات فيروس كورونا.
بينما أكد "عبد الحميد حسن" تاجر مواشي بمركز كوم حمادة، أن قرار غلق الأسواق تسبب في تراجع أسعار الماشية نظرًا لعدم قدرة التجار على تصريف الماشية، مشيرًا إلى قيامه بعرض الأضاحي أمام منزله، حيث يتواصل مع المواطنين عبر التليفون، لعرض الأنواع المعروضة عنده من الماشية "الأبقار، والأنغام، والماعز" ثم يقوم المواطن بالقدوم إلى المنزل لشراء الأضحية التي تناسب.
فيما قال "صفوت عبد الحميد" تاجر ماعز وأغنام بمدينة الدلنجات، إنه يعرض الأغنام والماعز عن طريق المرور على المنازل، وتسويق الأضاحي من خلال العرض على مواقع التواصل الاجتماعي، مؤكدا تراجع الأسعار بالمقارنة بالأعوام الماضية، مشيرا إلى أن هذا التراجع سيؤثر سلبا على صغار المربين والفلاحين وعلى مصانع الأعلاف والمنتجات الزراعية نظرا لارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج مع تدني أسعار بيع المواشي نسبيا.
- البيع أون لاين أحدث تقاليع بيع الأضاحي بالغربية
أنهت محال الجزارة ومحلات تجارة اللحوم الطازجة بمحافظة الغربية، الاستعدادات النهائية لاستقبال عيد الأضحى، وشهدت الشوارع في كافة المدن انتشارًا للشوادر ولكنها بأحجام أقل من المعتاد في هذا العام.
وأكد بعض أصحاب محلات اللحوم والجزارين، أن هناك حالة ركود كبيرة سوق اللحوم هذا العام، وبحسب حديثهم لـ "الدستور"، كان من المعتاد في هذه الأيام أن يكون هناك نسبة إقبال متوسطة وترتفع مع نهاية العشر الأوائل من ذى الحجة، وأرجعوا السبب لغلاء أسعار الأضاحي الحية، وتأثر الاقتصاد بسبب جائحة كورونا التي أثرت على القوى الشرائية بالعالم كله.
وأكد رامي الزفتاوي، صاحب محل جزارة حديث، أنه فضل الإعلان عن الأضاحي هذا العام عبر الإنترنت عن إقامة أي شوادر وإحداث تجمعات، مؤكدًا أنه سيحجز الأضاحي عبر الإنترنت وبرامج التواصل الاجتماعي، وأن الذبح سيكون في مكان مخصص عقب توقيع الكشف الطبي على الخيرات المختار، وبمواعيد مُحددة مسبقًا حتى لا يحدث أي تزاحم.
وأوضح أن البيع اون لاين، هذا العام أتاح للجميع المشاركة في أضحية مع شخص لا يعرفه على أن يكون سعر مُحدد للسهم وعلى أساسه يتم تقسيم الأضحية، مضيفًا أنه منذ إعلانه على مواقع التواصل الاجتماعي عن بدء حجز أضاحي بالمشاركة وتوالت الطلبات على طلب ربع أو ثلث أو نصف أضحية، ويقوم بالمشاركة مع موظفيه بترتيب كل ذبيحة وتقسيمها على أساس من قام بالحجز.
وأضاف أن مجزر زفتى العمومي يعفي المضحين من الرسوم المقررة، وسيعمل على مدار٢٤ ساعة طوال أيام العيد ومن قبله بأسبوع، وعن الأسعار أكد الزفتاوي، أن اللحم البقري قائم يتراوح بين ٥٥ إلى ٦٢، والضأن قائم يتراوح بين ٥٩ إلى ٦٥ حسب النوع والسن والوزن والمرعي.
بينما أكد عمرو المصرى، "جزار" بمدينة زفتى، أنه يتوقع بدء الموسم من يوم خمسة ذى الحجة، لافتًا إلى أن سعر كيلو اللحم صافيًا وصل إلى ١٣٠ جنيهًا، وهو زيادة عن سعر العام الماضى بعشر جنيهات، وبالنسبة لكيلو اللحم الضأن البلدى، فقد وصل إلى 170 جنيهًا بزيادة لا تتعدى 15% عن العام الماضى، فى حين وصل سعر اللحم الجملى إلى 120 جنيهًا.
كانت الأجهزة التنفيذية فى محافظة الغربية، بدأت الاستعدادات لاستقبال عيد الأضحى ومواجهة الشوادر المخالفة والذبح فى الشوارع الذى من شأنه أن يتسبب فى سد شبكة الصرف الصحى وانتشارالمخلفات، بالإضافة إلى سعى مديريتى الزراعة والطب البيطرى بالتعاون مع التموين، لتوفير الأضاحى وبأسعار مخفضة لرفع العبء عن كاهل المواطنين.
- أول موسم في المنوفية لبيع المواشي "أون لاين" قبيل عيد الأضحى
أعلنت محافظة المنوفية منذ مدة غلق أسواق الماشية بجميع أنحاء المحافظة والتى كان من شأنها تنظيم حركة بيع وشراء المواشي من أغنام وأبقار وجاموس، وخصوصا مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك، والذي يعتبر الموسم الأول في بيع المواشي على مستوى الجمهورية. ومع ظروف غلق الأسواق اتجه تجار الماشية إلى حيلة البيع أون لاين حتى يتمكنوا من ممارسة المهنة بعد غلق الأسواق.
ومن جانبه أشار رأفت دياب، مقيم بقرية كفر الشيخ خليل مركز شبين التابعة لمحافظة المنوفية، من تجار الماشية بمحافظة المنوفية، أنه بعد غلق جميع الأسواق اتجه جميع التجار بأنحاء المحافظة لحيلة البيع اون لأين، وذلك لاستمرار عملية البيع والشراء فيقوم من لديه ذبائح أو ماشيه بعرضها على مواقع التواصل وكتابة جميع مواصفاته من النوع والوزن والسن، ويبداء المشترين بالتواصل اول الذهاب لمنزله لمعاينة الذبيحه قبل الشراء.
وأضاف عادل محمود عمر مقيم بمركز الشهداء من تجار الماشية، أنه "منذ انتشار وباء كورونا وحدث ركود عام في بيع وشراء الماشية ومع اقتراب حلول عيد الأضحى قمنا باستغلال مواقع التواصل لممارسة المهنة والتي يعد ذروتها هذه الأيام".
ولفت أنه مع ظهور أمراض في البقر حدث ركود حاد في بيعه وشرائه هذه الأيام لظهور أمراض الجلد القيعي والعقدي والطاعون الدملي عليه، فابتعد كلا عن شراء الأبقار التي كانت تعد في مقدمة قائمة شراء ذبيحة عيد الأضحى. وحل محلها الجاموس والأغنام التي شهدت رواجا في هذه الأيام. كما ساعدت مواقع التواصل كثيرا في حل الأزمة بل بالعكس أصبح البيع والشراء أكثر سهولة.
وأضاف أن "أزمة وباء وجائحة كورنا كشف لنا عن بدائل الذهاب للأسواق والتكلفة سيارات تحميل المواشي التي أحيانا لا تباع وتكون التكلف على التاجر، فقد وفرت كثيرا، في الوقت والجهد، وأصبح التواصل بلا عناء، فقط تبحث عن مواصفات الذبيحة المطلوبة ويتم التواصل مع صاحبها للشراء".
- تجار الأغنام والمواشي بالبحر الأحمر: لاتوجد أسواق مخصصة للبيع
مع قرب حلول عيد الأضحى المبارك تنتعش تجارة بيع المواشي والأغنام بمدن محافظة البحر الأحمر والجمال بمدن جنوب المحافظة، وهي مدن حلايب وشلاتين ومرسى علم، ذات الطبيعة الجبلية، حيث يستعدد عدد كبير من التجار لشراء كميات كبيرة من رؤوس الغنام والماشية من المحافظات القريبة وخاصة محافظات قنا والوادي الجديد والمنيا وسوهاج، ويتم عرضها بمدن البحر الأحمر عن طريق تجار متخصصين طوال الموسم.
يقول علي عمران، أحد تجار الماشية بمدينة الغردقة، إن أسعار الأغنام ما زالت في معدلاتها الطبيعية حتى الآن ولم تشهد رواجًا كما كانت في السابق، وذلك بسبب جائحة كورونا، والتي أثرت بالسلب على كثير من الأعمال، مشيرًا إلى أن الكثير من التجار يقومون بشرائها من المحافظات القريبة واستئجار أحواش يتم العرض من خلالها وخاصة أن المحافظة لا توجد بها أسواق ماشية.
وأضاف عمران لـ"الدستور"، أن اسعار الماشية هذا العام تتراوح ما بين 90 الي 120 جنيهًا للكيلو القائم وهي الأغنام الحية، وبالنسبة للجمال في سلعة تحكمها بورصة التجار خلال عملية الشراء والمزايدة عليها لان هناك متخصصين في عملية بيعها وشرائها.
وعن تجارة وبيع الأغنام (أونلاين) أكد عمران أن طريق البيع هذه غير مجزية في تجارة الماشية والأغنام وذلك يرجع إلى ثقافة المجتمع الذي يتم عرض السلعة به، مؤكدًا أن البيع أون لاين يقتصر على التنويه عن مكان البيع وخاصة أنه لا يوجد سوق محدد، فهناك الكثير من التجار يسعى لجذب أكبر عدد من المستهلكين والتعرف على مكان بيعه.
من جانبه طالب علي أبو الشيخ أحد أهالي مدينة الغردقة؛ مسؤولي محافظة البحرالأحمر، بضرورة إنشاء سوق متخصص لبيع الماشية والأغنام ليكون معرض دائم لهذه السلعة سواء في موسم عيد الأضحى أو غيره، لافتًا إلى أنه في حال إنشاء سوق متخصص سوف يساهم في زيادة المعروض وخفض الأسعار وخلق تنافسية بين التجار تعود لصالح المستهلك.
- "كورونا" يتسبب في عزوف أهالي كفر الشيخ عن شراء الأضاحي
تسبب فيروس كورونا المستجد، في إحجام وعزوف أهالي محافظة كفر الشيخ، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية التي تسبب بها الفيروس لعدد كبير من المواطنين، وخاصة مع توقف كثير من الأنشطة وخسارة العديد من المواطنين لأعمالهم وتوقف عجلة الاقتصاد قبل قرارات رئاسة الوزراء الأخيرة الخاصة بعودة عجلة الاقتصاد تدريجيا مع مراعاة كافة الإجراءات الاحترازية لمواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وعن ما يحدث في سوق تجارة الأضاحي بكفر الشيخ، تحدثت "الدستور" مع عدد من التجار لبحث العزوف وسببه وأسعار هذا العام، بداية حسني الشطوطي، أحد تجار الماشية بكفر الشيخ، أنه على الرغم من كثرة المعروض من الماشية إلا أن الإقبال هذا العام أقل من الأعوام الماضية، وذلك بسبب تأثر أوضاع أغلب المواطنين بأزمة فيروس كورونا المستجد، حيث تراجع الطلب بشكل كبير على حجز الأضاحي، فضلا أنه أيضا يوجد ضعف إقبال علي شراء اللحوم من محلات الجزارة، والاكتفاء باللحوم المجمدة من الجمعيات الاستهلاكية أو شراؤها من منافذ وزارة الزراعة، نظرا لعدم قدرة المواطنين بشراء اللحوم الطازجة.
وعن أسعار الأضاحي لهذا العام، يقول محمد الغنام، تاجر مواشي، إن سعر "الخروف" يتراوح مابين 3500 - 5000 جنيه حسب الحجم والنوع، فيما تراوح سعر كيلو اللحم الجاموسي قائم ما بين 45 - 50 جنيها، وسعر الكيلو بقري قائم ما بين 50 - 55 جنيها، فيما بلغ متوسط سعر كيلو اللحمة مذبوحا 120 جنيها، مؤكدا أن على الرغم من عدم ارتفاع الأسعار إلا أن الإقبال هذا العام متواضعا مقارنة بالعام الماضي، فحجوزات الأضاحي قليلة للغاية على الرغم من انخفاض الأسعار عن العام الماضي، وذلك يرجع لسببين وهما غلق الأسواق وإنخفاض القوة الشرائية للمواطنين بسبب أزمة كورونا.
وأكد الحاج محمد، أن أكثر الأضاحي مبيعا هي الخراف وخاصة هذا العام، لافتا أن هناك كثير من المواطنين كانوا يأخذون منه أضحية العيد "عجل" ولكن هذا العام حجزوا خراف نظرا للأزمة المالية، وهو ما أصاب مربي الماشية بخيبة الأمل نظرا لتوقف حاله وأيضا عجزه عن التصرف في مواجهة الأزمة بعد أن كان متوقعا أن تشهد تجارته انتعاشا بسبب رخص الأسعار.
وأضاف الحاج إبراهيم الكتامي، تاجر ماشية، أن بعض المواطنين قد لجأوا حاليا إلى المشاركة في ماشية واحدة فقط وتقسيم الأضحية وثمنها عليهم بسبب الأزمة الاقتصادية بسبب كورونا.
وباستمرار غلق أسواق الماشية بسبب أزمة فيروس كورونا المستجد وعدم توفير بدائل، لجأ عدد من تجار الماشية إلي الترويج لأضاحيهم إلى مواقع التواصل الإجتماعي، أملا فى الحصول على زبائن لمواشيهم والتغلب على الأزمة القائمة، فيما لجأ آخرون إلى الترويج عن طريق المعارف والأقارب والدائرة المحيطة بهم، كما لجأ المواطنين هم أيضا لهذه الوسائل للحصول على عروض أفضل وبسعر أقل.
- كورونا يؤثر على سوق الأضاحي ببورسعيد
وفي المقابل، رغم كورونا إلا أن حالة البيع والشراء وسط أسواق مدينة بورسعيد شهدت إقبالا جيدا، حيث انتشرت شوادر بيع الأضاحي وعرضها، وذلك قبل أيام من اقتراب عيد الأضحى المبارك.
وقد التقت عدسة "الدستور" بعدد من بائعي الأضاحي بمحافظة بورسعيد وتحديدا داخل منطقة القابوطي الجديد والتي تحتوي علي شوادر البيج وأيضا مخازن ومزارع تربية الماشية، وذلك للتعرف على الأسعار والأنواع المعروضة من الماشية داخل الشوادر المنتشرة بالمحافظة، خصوصا أن عيد الأضحى هذا العام مختلف في ظل انتشار فيروس كورونا المستجد.
يقول علي مصطفي الوشاحي: "أنا جزار أبا عن جد واللحوم الأسعار أقل من من العام الماضي، وهناك إقبال على شراء الأضاحي أما الإقبال على شراء اللحوم المذبوحة المشفية ضعيفًا والسعر حسب الجزار وجودة لحومها فهناك من يبيع كيلو اللحم المذبوح بـ130 جنيها، وهناك من يبيعه بحوالي من 150 إلى 160 جنيها، أما الخراف الحية فسعرها 63 جنيها للكيلو ويشترك حوالي 5 أفراد في أضحية واحدة".
ويتابع أحمد جبريل: "شغال جزار بقالي 30 سنة ووالدي جزار وجدي جزار، ومن أول الجزارين في بورسعيد، والعيد السنة دي يختلف عن أي عيد فات، تعتبر الأسعار مقاربة للعام الماضي عكس السنوات الماضية التي شهدت ارتفاع أسعار اللحوم بشكل عام خلال فترة عيد الأضحى المبارك، وهناك إقبال أكبر من كل سنة فأغلبية الناس تشتري الأضحية وترى أنها أرخص من شراء اللحوم مذبوحة وتوزيعها".
وتابع: الخرفان السنة اللي فاتت 60 جنيها السنة دي 65 جنيها واللحوم البقري نفس الوضع السنة اللي فاتت كانت 50 جنيها السنة دي بـ55 جنيها واللحم الجاموسي السنة اللي فاتت بـ 43 جنيها السنة دي بـ47 جنيها، لذلك هناك إقبال غير كل عام ففي المواسم الماضية كنا نشتغل في آخر 3 أو 4 أيام ولكن هذا الموسم نشتغل قبل العيد بـ10 أيام، وهناك حجوزات وطبعا الموسم ده مختلف لأن الذبح ممنوع تماما داخل بورسعيد فهيتم الذبح هنا من خلالنا في منطقة الحظائر، وده للحد من التجمعات بسبب كورونا المستجد".
ولفت "عيسى": لدي المزرعة الخاصة بي وأحضر الأضحية صغيرة وأقوم بتربيتها وتكبيرها في المزرعة باستخدام علف وذرة وخلطة معينة ردة - كسب - عليقة وغيرها، كمكمل غذائي.
وتابع: "يجب تقديم المياه للأضاحي بسبب الحر، وأنصح الناس التي تحب شراء الخرفان ميشتريش حاجة كبيرة يبدأ بشراء من 50 أو 55 كيلو وبحد أقصى 70 كيلو لأن الخروف كلما ازداد وزنه عن ذلك تكون الزيادة عبارة عن لية وشحوم، وكل ما هو صغير يكون طعمه أفضل، ولكن كلما كبر لحمه يأخذ تسوية أكبر وتناوله يكون صعب".
وفي سياق متصل نظمت مديرية الطب البيطري بمحافظة بورسعيد، حملات توعية، لأصحاب محال الجزارة وشوادر الأضاحي، أشار الدكتور عاطف عيسي، مدير عام مديرية الطب البيطري ببورسعيد، إلى أن إدارة الإرشاد بالمديرية نظمت جولات على شوادر الأضاحي ومحلات الجزارة لعمل توعية إرشادية، للتأكيد على أهمية رعاية الحيوان وتغذيته جيدا قبل الذبح، وأكد مدير عام المديرية أنه تم أيضا التشديد على ضرورة الذبح فى المجازر لضمان سلامة اللحوم، وكذلك الاهتمام بنظافة البيئة.