تعرف على تاريخ مدرستي الإسكندرية المسيحية القديمة والجديدة
أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "مدرسة الإسكندرية المسيحية".
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": إن هذه المدرسة كانت مدرسة لاهوتية فلسفية، ومع الزمن أصبحت معهدًا لاهوتيًا علميًا وثقافيًا يقوده جماعة مسيحية متميزة من المصريين المُتَهَلِّنين (أي ذوي الثقافة اليونانية)، وقد عُرف المعهد بالاسم اليوناني «Διδασκαλείον» (الذيذاسقاليون).
واضاف مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس:"تبنت مدرسة الإسكندرية مبادئ التفسير الرمزي للكتاب المقدس والتأويل، ومما ساعد في هذا النهج أن التفسير الرمزي للأساطير القديمة كان شائعًا في العالم اليوناني، واعتمدت المدرسة على الأسلوب الرمزي للفليسوف فيلون الاسكندري الذي لُقب بـ"أفلاطون اليهود".
وتابع:"أكسب مدرسة الإسكندرية هذه الصفة اللاهوتية والعلمية والثقافية أحد مرشديها الأعلام بنتيتوس (Pantaenus)، الذي ولد في أثينا، وتولى رئاستها عام 180م، وكان في بادئ الأمر وثنيًا ثم اعتمد وتتلمذ على يد أثيناغوراس، ويقول يوسابيوس أسقف قيصرية: "اشتهرت مدرسة الإسكندرية منذ عهد قديم بمدرسة للعلوم المقدسة، كان يتولى أمرها رجال عُرفوا بقوة المعارضة وتميزوا بالاجتهاد في الصلاح والحث على التقوى، وكان أطولهم بيعًا بنتيتوس النابغة في الأدب الحكمة، ونالت هذه المدرسة شهرة واسعة في القرن الثالث بتفسيرها اللاهوتي العميق النظري والتفسير السرائري (الصوفي)- السري- الرمزي للكتاب المقدس الذي مكن فيها الطريقة التأملية".
وبخصوص مدرسة الإسكندرية الجديدة قال: "في بداية القرن الرابع بدأ اتجاه مدرسة الإسكندرية اللاهوتية الفلسفية في طريقة التفسير الرمزي للكتاب المقدس والتأويل يتزعزع، برفض ممثلو مدرسة الإسكندرية مبدئيًا لهذه الطريقة، ففي بحثهم عقائد الإيمان والنظريات الفلسفية صاروا يوجهون انتباههم إلى التقليد الكنسي مقابلين ومُصلحين به ما أنجزوه من آراء بمساعدة العقل بشأن العقائد، ونتيجة لهذا الاتجاه المتغير نوعًا ما، الذي قبلته هذه المدرسة سُميّت «مدرسة الإسكندرية الجديدة»، وكانت الصفة المميزة لها جَعْل الآراء في عقائد الإيمان مطابقة للتقليد الكنسي".
واضاف:"بث هذا الاتجاه الجديد في مدرسة الإسكندرية القديس البابا الكسندروس الأول أسقف الإسكندرية (313-328م) أول مدافع عن الأرثوذكسية ضد الأريوسية، ثم مدافع آخر عن الأرثوذكسية وأكثر شهرة وهو القديس البابا أثناسيوس الأول الكبير (328-373م) أفضل ممثل لمدرسة الإسكندرية الجديدة، وله نظريات عميقة في حقل العقائد متفقة تمامًا مع التقليد الكنسي بالنسبة إلى المسيح، ركزت مدرسة الإسكندرية بالأكثر في لاهوت المسيح".
وتابع:"بعد رقاد القديس البابا أثناسيوس تولى المدرسة ديديموس الضرير (398م) الذي من بعده تضعضعت مدرسة الإسكندرية، ثم انقرضت حوالي عام (410م) نتيجة لما حدث في مصر من تبني الأكثرية لقول أبوليناريوس بالطبيعة الواحدة، الذي أنكر أخْذ يسوع طبيعة إنسانية كاملة.
واختتم:"في القرن الخامس كان القديس البابا كيرلس الإسكندري (412-444م) ممثلًا لمدرسة الإسكندرية الجديدة، وآخر كُتّاب هذه المدرسة الأكثر شهرة، ويَنتسب أيضًا إلى هذه المدرسة من الكُتَّاب القديس باسيليوس الكبير (371م) والقديس غريغوريوس النزينزي (اللاهوتي) (390م) والقديس غريغوريوس النسي (النصيصي) (395م)".