الأنبا نيقولا يستنكر انقسام العالم الأرثوذكسي حول آيا صوفيا
قال الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، إنه قال المسيح: "إِنِ انْقَسَمَتْ مَمْلَكَةٌ عَلَى ذَاتِهَا لاَ تَقْدِرُ تِلْكَ الْمَمْلَكَةُ أَنْ تَثْبُتَ. وَإِنِ انْقَسَمَ بَيْتٌ عَلَى ذَاتِهِ لاَ يَقْدِرُ ذلِكَ الْبَيْتُ أَنْ يَثْبُتَ" (مر 24:3 و25).
وأضاف الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، أنه اليوم تَبكي القيادات الأرثوذكسية في العالم وتُبكي معها مؤمنيها الأرثوذكس على إعادة تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد. بينما هي مغمضة العينين، أو متجاهلة، إلى ما آلت إليه الأوضاع فيما بينها. مما جعلها فريسة سهلة للمترصدين لها من الخارج من جميع الأيديولوجيات، إن كانت دينية أو علمانية.
وتابع:"في الماضي انقسمت المسيحية في الدولة الرومانية فيما بينها وتشتت بين مؤيد ومعارض، يقودهما في ذلك النعرات القومية والإثنية وتكتلت كل فرقة ضد الأخرى وقامت كل منهما على الأخرى، مما أضعف الطرفان ومَكَن أعدائهما من احتلال أجزاء كبيرة من المملكة وسقطت الفرقتان تحت نير المحتل وفقدتا هويتهما القومية، وأصبحتا تهادنان المحتل حتى تتمكنان من الاستمرار في الوجود، وإن كان وجود الخضوع.
واستكمل:" أما تلك القيادات الأرثوذكسية التي كانت خارج حدود الدولة الرومانية وتحت ظل دول مستقلة لا تخضع لهذا الاحتلال وظلت محتفظة باستقلاليتها، فقد انتفخت على الكنائس شقيقاتها وهي في محنتها، لأنها كانت تساندها ماليًا ومعنويًا لتستمر في بقائها الأدنى.
واستطرد البيان:"و اليوم التاريخ يعيد نفسه القيادات الأرثوذكسية في العالم لم تتعلم من تاريخها ومن وضعها القائم. فانقسمت مرة أخرى فيما بينها في محاولة بعض منها لبسط نفوذها على مناطق لكنائس أخرى تحت حجج تاريخية بأن هذه المناطق كانت تابعة لها، مثلما حدث بين أورشليم وأنطاكية، وبعض آخر يتدخل في مناطق أخرى بحجج حقه التاريخي في التدخل في مناطق نفوذ الكنائس الأرثوذكسية الأخرى وخلق أوضاع جديدة، مثلما حدث بين القسطنطينية وروسيا".
وأوضح:" في هذا الوضع عمت الانقسامات الكنائس الأرثوذكسية بين مؤيد وبين معارض. ولم يكن من منتصر بل كان الخاسر هو الطرفان وكان الخاسر الأكبر هي الأرثوذكسية وكل العالم الأرثوذكسي، وكل ما سبق جرأ أردوغان العثماني على ما قام به من إعادة تحويل كاتدرائية آيا صوفيا إلى مسجد بعد أن كانت متحفا، والذي كان العالم والقيادات الأرثوذكسية قابلين له لتأكده أن العالم الأرثوذكسي في انقسامه وخصومته فيما بينه لن يكون الصوت المؤثر على قراره".
وأشار الأنبار نيقولا في بيانه إلى أن:"هذه المحنة الجديدة للكنيسة الأرثوذكسية هي جرس إنذار لقياداتها للعودة عما يقسمها وإنهاء خصوماتها، وإعادة وحدتها واحترام خصوصية كل كنيسة محلية فيما كانت عليه قبل هذه الضربة التي أصابتها، لأنه ما زال هناك مَن يتربص بها مخططًا في الخفاء ما يزيد من إضعافها ومحو رموزها التاريخية لوجودها بالاستيلاء عليها، وكذلك لتقليصها داخل أطر محددة تتوائم مع عقيدته أو مع دعواته بمدنية الكنيسة".