«الجار حسبها دمية».. تفاصيل شنق طفلة لأخرى لتقليد ما تراه على يوتيوب
كشفت تحريات الأجهزة الأمنية بالجيزة وتحقيقات النيابة العامة التفاصيل الكاملة لمقتل طفلة شنقًا بعد أن قامت أخرى تبلغ من العمر 11 عامًا بتعليقها في سلك كهربائي بهدف تقليد ما تشاهده على يوتيوب
ووفقًا للتحريات التي أجرتها الأجهزة الأمنية ظهر يوم الخميس الماضي، فقد لاحظ أحد سكان شارع الباشا بمنطقة بشتيل في أوسيم شيئًا معلقًا في مشنقة بمنور العقار.. اعتقد للوهلة الأولى أنها "عروسة لعبة" لصغر حجمها ولكن عندما اقترب ودقق النظر فوجيء بأنها جثة طفلة صغيرة لتتعالى صرخات قاطني العقار والمارة المحيطين به مرددة "في عيلة صغيرة مشنوقة هنا"
هرع جميع سكان الشارع للعقار وتعرف أحد الأطفال على جثة الطفلة قائلًا: "دي ريتاج أنا عارف بيتها" تم إبلاغ والدة الطفلة وجدتها، وتطوع بعض الجيران بإبلاغ مركز شرطة أوسيم لتنتقل على الفور قوة أمنية برئاسة العقيد أحمد الوليلي مفتش مباحث قطاع شمال الجيزة والمقدم محمد مجدي رئيس مباحث أوسيم لفحص البلاغ وتبين العثور على جثة لطفلة نحيلة الجسد معلقة من رقبتها في سلك كهربائي على هيئة مشنقة بـ "قفص حديدي" مخصص لموتور مياه ويوجد حز برقبتها نتيجة تعليقها.. لم توجد أية إصابات ظاهرية أخرى بجسد الطفلة ولم يتم العثور في مسرح الجريمة على أية أدوات أو ملامح تدل على الجاني.
بدأ فريق البحث الذي شكله اللواء محمود السبيلي مدير الإدارة العامة للمباحث في تنفيذ خطة على مستوى عال لحل اللغز والتوصل لهوية الجاني ودوافعه لارتكاب تلك الجريمة البشعة.. ترأس الرائد وليد كمال معاون مباحث مركز أوسيم قوة أمنية لم تغادر الشارع الذي وقعت به الجريمة تجولت به أجرت مناقشات لكافة سكان الشارع لرصد آخر مشاهدات للطفلة.. ناقشت والدتها وجدتها لتحديد خط سيرها قبل لحظات من وقوع الجريمة وعلى مدار 4 ساعات كاملة نجح فريق البحث في تجميع كافة الخيوط عندما توصلت الجهود الأمنية لكاميرات مراقبة رصدت الطفلة برفقة طفلة أخرى تمسك بيدها وتسير بها حتى دخلت العقار محل الواقعة وخرجت بعد قرابة 7 دقائق.
بتحريات سريعة تمكنت مباحث أوسيم من تحديد هوية الطفلة وإلقاء القبض عليها في منزلها الواقع في شارع مجاور للعقار مسرح الجريمة وما أن تم مواجهتها بجثة الطفلة اعترفت بكل سلاسة وهدوء بأنها قامت بقتلها شنقًا تقليدًا لما اعتادت مشاهدته على موقع يوتيوب، ذكرت المتهمة أنها قامت بتغيير ملابسها التي كانت ترتديها وأرشدت ضباط المباحث إليها فتم تحريزها.
علامات من الاندهاش بدت على ملامح فريق البحث ليتم استكمال التحريات حول الطفلة ونشأتها للتأكد من روايتها حول الجريمة.. تبين من التحريات بقيادة اللواء عاصم أبو الخير مدير المباحث الجنائية أن الطفلة المتهمة تدعى "حنين" تبلغ من العمر 11 عامًا تقيم رفقة عمتها وزوج عمتها منذ أن كان عمرها عامين بعد انفصال والديها منذ 9 سنوات.
استجوب الضباط الطفلة لتؤكد مرارًا أنها اعتادت منذ 3 سنوات على مشاهدة فيديوهات عنيفة على موقع يوتيوب تتضمن طريقة إعداد حبل المشنقة وخنق الأطفال وقالت إنها كانت تراودها دائمًا فكرة تنفيذ ما تشاهده حتى يوم الجريمة عندما كانت تسير في الشارع وشاهدت الطفلة المجني عليها بمفردها فاستدرجتها قائلة: "تعالي نجيب حاجة حلوة".. وما إن قابلها عقار دخلت إلى المنور وخنقت الطفلة حتى فقدت الوعي ثم شاهدت سلك كهربائي ملقى على الأرض وبحرفية شديدة قامت بصنع مشنقة فقامت بلف السلك مرتين لتقويته وعقدته من طرفه لربطه بالقفص الحديدي ثم عقدت الطرف الآخر على هيئة "مشنقة" مقاسها يناسب تمامًا رأس الطفلة المجني عليها.
أضافت المتهمة وما زالت هادئة تمامًا أثناء روايتها أنها حملت القتيلة بسهولة لصغر حجمها وجسدها وعلقت رقبتها في المشنقة وتركت جسدها ينسدل فجأة مرددة: شنقتها وسبتها تتمرجح ولما لقيتها بتموت خرجت من البيت وروحت".
أضافت التحريات بقيادة اللواء سامح الحميلي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث والعميد عمرو طلعت رئيس مباحث قطاع شمال الجيزة أن الطفلة المتهمة كانت معتادة مشاهدة مقاطع يوتيوب فكانت تمسك الهاتف ونظرًا لعدم تمكنها من الكتابة في خانة البحث تقوم بالبحث الصوتي حيث تخبر الهاتف بصوتها عن "كيف أقتل طفل وكيف أخطف طفل" وما شاهدته من فيديوهات نفذته مع المجني عليها.
استمعت النيابة برئاسة المستشار محمد هاني رئيس نيابة أوسيم لأقوال عمة الطفلة وزوجها ليقررا أنهما قاما بتربيتها منذ انفصال والديها ولاحظا تعاملها بعنف مع الأطفال في الشارع حيث تقوم بضربهم أحيانا وتعاملها بطريقة سيئة مع الكبار من الجيران او المعارف ولكنهما لم يعرفا ما ارتكبته ولم يتوقعا تقليدها لما تشاهده.
وقررت ندب الطب الشرعي لتشريح جثة الطفلة لبيان سبب الوفاة وما إذا كانت حية وقت تعليقها بالمشنقة من عدمه وطلبت تحريات الأجهزة الأمنية حول الواقعة.
وأجرت نيابة الحوادث برئاسة عمرو عباس مدير نيابة حوادث شمال الجيزة الكلية تحقيقات موسعة ايضا في الواقعة حيث استمعت لأقوال أسرة المتهمة وأسرة الطفلة المجني عليها كما استجوبت الطفلة المتهمة والتي كررت ذات اعترافاتها حيث بدت خلال التحقيقات غير مدركة لحجم الجريمة التي ارتكبتها، مازالت التحقيقات مستمرة ولم يصدر قرار بشأن الطفلة.