«لعنة الموت».. هكذا يواجه المسؤلون تسرب المواطنين إلى الشواطئ رغم غلقها
في الوقت الذي ينفذ فيه المسؤلون بجميع القطاعات، خريطة الدولة لمواجهة وباء كورونا، والتي امتدت إلى الشواطئ والمصايف لمنع التجمعات، إلا أن هناك خروقات غير مبررة من جانب البعض.
خبر صادم بغرق 11 شخصا بشاطئ النخيل بمحافظة الإسكندرية جاء معبرا عن عواقب تلك الخروقات التي لجأ إليه المتسللون إلى المياه رغم غلق الشواطئ رسميا من جانب الدولة لمنع التجمعات بسبب تفشي فيروس كورونا المستجد.
"الدستور" تستعرض في السياق التالي أوضاع الشواطئ في أيام الغلق وكيف يتم مواجهة المتسللين إلى المياه، وكيف يلجأ الأهالي المخالفون للقرار الوصول إلى المياه والأوقات التي يستغلونها.
التسرب في أوقات متأخرة من المواطنين لشواطئ الإسكندرية
شهدت محافظة الإسكندرية، غرق 11 شخصًا بشاطئ النخيل بمنطقة السادس من أكتوبر بحي العجمي غرب الإسكندرية، وذلك بالتزامن مع أيام العطلات واستقبال المحافظة للعديد من الزائرين من المحافظات الأخرى، وذلك رغم إغلاق الشواطئ ضمن الإجراءات الاحترازية والوقائية التي اتخذها مجلس الوزراء للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، حيث تلقى مدير أمن الإسكندرية، إخطارًا من مأمور قسم شرطة أول العامرية؛ يفيد ورود بلاغات بوجود غرقى أمام الحاجز الخامس، بشاطئ النخيل، منطقة العجمي، غربي المحافظة.
وكشفت التحقيقات الأولية، أنه في حوالي الساعة الخامسة و20 دقيقة فجرًا ارتاد بعض المواطنين مياه البحر، ونتج عن ذلك غرق أحد الأطفال، مما ترتب عليه اندفاع عدد من المواطنين لإنقاذه، وأدى ذلك لغرق 11 شخصًا، تم انتشال 7 جثامين، و2 مصابين، وتم البحث عن باقي الجثامين بمعرفة قوات الإنقاذ النهري.
وكشف اللواء جمال رشاد رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، أنه تم انتشال 7 جثامين من بين الضحايا الذين غرقوا بشاطئ النخيل بحي العجمي، مشيرًا إلى أن المواطنين قد ارتادوا الشاطئ في حوالي الساعة الخامسة صباحا ونزلوا إلى مياه شاطئ النخيل والمغلق حاليًا ضمن 61 شاطئا على مستوى المحافظة، بقرار رئيس مجلس الوزراء.
وأضاف رشاد، أن المواطنين تهربوا من ملاحقات الأجهزة التنفيذية التي تقوم بعملية الإخلاء طوال اليوم، بالنزول في مياه البحر ليلًا حتى لو فجرًا، وذلك بعد تضييق الشواطئ غير المأهولة عليهم، حيث كانوا يبحثون عن الشواطئ غير المأهولة، والتي لا تتوافر فيها عناصر الأمن الكاملة، من أجل ممارسة السباحة فيها والنزول في المياه.
وأشار إلى أن حادث شاطئ النخيل نتج عن نزول عدد من المواطنين للشاطئ فجرًا، حيث كانت البداية هو غرق أحد الأطفال والذي وحاول عدد من أقاربه إنقاذه فغرقوا جميعا تباعا، تم انتشال 7 جثامين، وجرى نقل شخصين رجل وسيدة إلى المستشفى بسبب إصابتهما وحالتهما مستقرة.
وأشار رئيس إدارة السياحة والمصايف، إلى أن شاطئ النخيل يشهد تدفقا كبيرا من المواطنين من المحافظات المجاورة، وتتم عمليه تفريق التجمعات وإخلاء الشواطئ يوميًا بواسطة الأجهزة التنفيذية بمحافظة الإسكندرية بالرغم من وضع علامات إرشادية بطول الشاطئ تفيد بغلقه.
وأكد أن الإدارة بالتعاون مع الأحياء والأجهزة الأمنية، تشن حملات يومية على شواطئ الإسكندرية، بالكامل لفض تجمعات المواطنين وتفريقهم، حيث إن شواطئ الإسكندرية يتم تقسيمها إلى 4 قطاعات يتم شن حملات يومية عليها من خلال مراقبي الشواطئ ومديري الإدارات، والذي يسفر عنها إخلاء تجمعات كبيرة من المواطنين خاصًا بالمواقع الشاطئية الصخرية، والشواطئ المفتوحة التي لا توجد لها أسوار، ويتسلل المواطنون إليها.
ومن جانبه حذر اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، من خطورة ارتياد الشواطىء والنزول للبحر فيها فجرا أو ليلا، والذي يتزامن مع عدم وجود مسئولي الإنقاذ داخل الشواطىء، مشيرًا إلى أنه نظرا لقرار إغلاق شواطىء الإسكندرية يلجأ البعض للتسلل فجرًا إلى الشواطىء المفتوحة بأطراف المدينة الشرقية والغربية، خاصة أبناء المحافظات المجاورة وهو ما يتسبب في وقوع حوادث غرق.
وقال اللواء محمد الشريف، محافظ الإسكندرية، إن حملات مراقبة الشواطئ مستمرة بشكل يومي، رغم ذلك يتسلل المواطنون إلى الشواطئ رغم التحذيرات المستمرة، مشيرًا إلى أن الإسكندرية بها نحو 75 كيلو متر شواطئ، يتم متابعتها وإطلاق الحملات بها ورغم ذلك لم يعي المواطنين خطورة التسلل إلى الشواطئ المغلقة، خاصة في تلك الفترة خلال أزمة فيروس كورونا.
وأوضح المحافظ، أن الشواطئ التي لم تم تلتزم بتعليمات الإغلاق تم توقيع غرامة مالية فورية عليها وتحرير المحاضر اللازمة، حيث تم توقيع الغرامة على 6 شواطئ لم يلتزم مستأجريها باتخاذ الإجراءات الكافية للحد من تواجد المواطنين عليها تنفيذا لقرارات الحكومة بعدم فتح الشواطئ، كما تم توقيع غرامات مالية على عدد 5 من مستأجري الشواطئ وأيضا على عدد 6 من مجالس إدارات بعض الجمعيات المخصص لها مساحات شاطئية بنطاق حي العجمي نظير عدم اتخاذهم الإجراءات الكافية لمنع دخول وتواجد المواطنين على الشواطئ.
رغم الغلق.. زحام على شواطئ رأس البر وشباب يلقون مصرعهم غرقا
شهدت شواطئ مدينة رأس البر بدمياط، العديد من التجاوزات لقرار غلق الشواطئ حيث كان هناك إقبالا كبيرا من الأهالي لنزول البحر، والتواجد على الشواطئ ولقي ثلاثة شباب مصرعهم غرقا بشاطئ 33 بمدينة رأس البر، بسبب السباحة أثناء غلق الشواطئ، حيث توفي غرقا كلا من عمر كمال عبد الناصر العتمة، يبلغ من العمر 17 سنة من مدينة عزبة البرج، ومحمد إبراهيم الصاوي، يبلغ من العمر 26 سنة، عامل من محافظة الدقهلية، وعلي إبراهيم الجيران، يبلغ من العمر 23 سنة صاحب محل هواتف محمولة ومقيم بمركز نبروة محافظة الدقهلية.
قال اللواء عماد حمدي رئيس مجلس مدينة رأس البر بدمياط، إنه تم تكليف حملات للبحث عن الغرقى، وجرى تكليف عدد من المدربين للبحث عنهم، إضافة إلى محاولات من حرس الحدود، مؤكدا أنه لا توجد شركات إنقاذ نظرا لغلق الشواطئ.
وطالب رئيس المدينة، بعدم نزول البحر نظرا لغلق الشواطئ وحفاظا على أرواح الشباب من الوفاة غرقا، مؤكدا أن رجال الشرطة ومجلس المدينة يتحركون في حملات لمنع التواجد على الشواطئ.
تواجد شرطي مستمر بكمائن ثابتة ومتحركة لضبط المخالفين بشواطئ الغردقة
قال اللواء عاطف وجدي رئيس مدينة الغردقة، إنه لم يصدر حتى الآن تعليمات بفتح الشواطئ، باستثناء شواطئ المنتجعات السياحية الحاصلة على شهادة تشغيل من وزارتي الصحة والسياحة، مؤكدًا أنه في حال صدور تعليمات بفتحها سيتم تطبيق ما جاء في قرار التشغيل طبقًا لقرارات الحكومة.
وأضاف رئيس مدينة الغردقة لـ"الدستور"، أن قرار فتح الشواطئ العامة لا يصدر من قبل محافظة البحرالأحمر، وإنما يأتي من رئيس الحكومة ولجنة إدارة الأزمة الخاصة بمتابعة جائحة كورونا، مشيرًا إلى أن الشواطئ العامة بالمدينة مغلقة نهائيًا منذ بدء تطبيق الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا المستجد، وهناك لجان متابعة مستمرة تقوم بالمرور على الشواطئ لمتابعة عملية الغلق وتطبيق العقوبات على المخالفين، بجانب تواجد شرطي مستمر بكمائن ثابتة ومتحركة لضبط المخالفين.