لماذا يرفض المجتمع تصريحات «شيوخ السوشيال» عن التحرش؟
"التحرش" كلمة ترددت كثيرًا خلال الأيام الماضية وما زالت، حيث أصبح الفعل محل نقاش مجتمعى كبير، من خلال الإعلام أو مواقع التواصل بعدما فجرت عدد من الفتيات القضية عقب إعلانهن قيام أحد الشباب يدعى أحمد بسام زكى بالتحرش بهن، ما حول الأزمة إلى قضية رأي عام.
ووسط حملات إلكترونية تدعم المرأة المصرية ودعوات لمواجهة ظاهرة التحرش على نطاق رسمي ومجتمعي ومطالبات بمحاسبة المتهمين تدخل عدد من الشيوخ والأئمة في الصورة، لعل أبرزهم عبدالله رشدي الذى دائمًا ما يثير الجدل بتصريحاته التى لا تلقى إعجاب الكثيرين من الجنسين.
شيوخ إثارة الجدل
وصف عبدالله رشدى المرأة بالسيّارة التي إذا ما تركت (مفتوحة) ستسرق، مرجعًا أسباب التحرش إلى ملابس الفتيات.
زاد الجدل بعدما تداول مغردون منشورًا قديمًا لـ رشدي يدلي فيه برأيه عن التحرش وأسبابه، يقول فيه: ليس من الطبيعي أن تخرج فتاةٌ بملابس لا تصلح إلا للنوم ثم تشكو من التحرش، ويشير بالمنشور ذاته إلى أنه "لا يبرر التحرش ولا يعفي المتحرش من العقوبة"، لكن معارضيه اعتبروا أن لوم ملابس النساء جزءًا من لوم الضحية وتحميلها المسئولية بدل المتحرش.
تلاها موجة من انتشار مقاطع مصورة قديمة لعدد من الدعاه والشيوخ يلقون باللوم على النساء والملابس الخاصة بهنّ حتى وإن كانت منتقبة.
الدكتورة صافيناز عبدالسلام، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، رأت أن المواطنين انصرفوا عن الشيوخ الذين يلصقون سبب التحرش بأزياء النساء بسبب حالة الوعي الجمعي التي حدثت في العشر سنوات الأخيرة، وحالة التفكير المنطقي التي أصبح يفكر بها شباب اليوم الذي يبتعد تمامًا عن النمط التقليدي للشيوخ القدامى.
أضافت صافنياز أن تحويل الشيخ من واعظ ديني إلى شخص "يفك الأعمال والسحر" أسهمت في تشكيل الوعي لدي البعض تجاه الفتاوى والتصريحات، خاصة التي تمس المجتمع كالتحرش وإلقاء اللوم علي ملابس النساء، فكل الأفكار المروجة لا تمت للعلم الحديث بصلة، كما أنها تدخل تحت بند الدجل واحتقار المرأة.
واستشهدت استشارى الطب النفسي بأنه في ستينيات القرن الماضي كانت النساء ترتدي الميكروجيب وغير محجبات، ومع ذلك لم يكن هناك تحرش، مشيرة إلى أن السوشيال ميديا من العوامل التي أسهمت في ظهور المُتحرش الإلكتروني.
الدكتور أحمد هلال، استشارى الطب النفسى، أرجع السبب في عدم التفاف الغالبية العظمى من الناس إلى آراء الشيوخ ورفض تصديق أن المرأة هي السبب في التحرش، يرجع إلى الانفتاح الذى شهده المجتمع المصرى، والإيمان بأن الرجل مثل المرأة لا يحق لأحد الاعتداء على جسد الآخر لأي أسباب.
أكد هلال أن رغبة البعض في إرجاع سبب التحرش إلى المرأة هو وسيلة لكسب المزيد من الشهرة، لافتًا إلى أن التحرش سلوك ترفضه جميع الأديان التى حثت على غض البصر، وعدم النظر للمحرمات أيًا كانت الظروف.
وأشاد الطبيب النفسي بدور المجلس القومي للمرأة الأخير، ودعمه لضحايا التحرش، وتشجيع الفتيات على الإبلاغ عن حوادث التحرش، وتقديم الدعم القانوني والطبي لهن.