تعرف على الملابس الكهنوتية ومدلولاتها بكنيسة الروم الأرثوذكس
أدلى الأنبا نيقولا أنطونيو، مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس، والمتحدث الرسمي للكنيسة في مصر، بتصريح صحفي، حول "الملابس الكهنوتية ومدلولاتها بكنيسة الروم الأرثوذكس".
وقال الأنبا نيقولا أنطونيو، في بيان رسمي، عبر حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك": الحلل الكهنوتية أثواب يلبسها ذوو الكهنوت حينما يقيمون الخدم الإلهية والأسرار المقدسة فتذكرهم بواجباتهم وتعطى لهم عند سيامتهم وارتدائها مهم للغاية لأن الثوب على الإجمال يرمز إلى الشخصية الروحية التي لخادم الأسرار. فعندما يرتدي الكاهن ألبسة خاصة استعدادًا للخدمة الإلهية فهو يشير بذلك إلى أن شخصيته العادية حجبت ولم يعد لها أهمية بل فسحت المجال لشخصية جديدة هي شخصية خادم الأسرار".
واضاف مطران الغربية وطنطا للروم الأرثوذكس:"فالكاهن الذي يقيم الخدمة الإلهية لم يعد بنظرنا ذلك الإنسان الذي نعاشره يوميًا، إنه الآن الأداة الحية التي أقامها الروح القدس لخدمة الأسرار المجيدة والتي يستخدمها- رغم عدم استحقاقه- ليبث نعمة الرب في الكنيسة. فارتداء الألبسة الكهنوتية يعني أن الكاهن، رغم جهله، وخطاياه التي هي موضوع حساب بينه وبين الله، يمكنه أن يتمم الأسرار الإلهية لأن متمم الأسرار الحقيقي هو الرب الذي هو "الكاهن إلى الأبد" (مز4:110) (عب6:5). وهو يفعل ذلك من خلال الكاهن.
والثياب الكهنوتية زاهية الألوان موشاة بالذهب والفضة للدلالة على أن خادم الأسرار المقدسة يقترب من مجد الملكوت الإلهي بصفته وسيطًا بين الله والشعب".
وتابع الأنبا نيقولا أنطونيو: "تستخدم الكنيسة ألوانًا زاهية ومتنوعة: فاللون الأبيض: يدل على الفداء بدم المخلص ويُلبس في أعياد الشهداء وجناز المسيح. واللون الأزرق: فيدل على الصفاء والقداسة ويلبس في عيد الغطاس وأعياد العذراء والقديسات البارات، واللون الأخضر: يرمز إلى النمو الروحي والازدهار بمجيء المخلص يلبس الأخضر في صوم الميلاد وأعياد الأنبياء وأبرار العهد القديم. واللون الذهبي: يدل على المجد والنور الذي يدخل في خبرته القديسون النساك يلبس في أعياد السيد مثل الدخول وفي أعياد الأبرار النسّاك ورؤساء الكهنة، واللون البنفسجي: فهو لون الحزن رسميًا ولذلك فهو يهيمن على لباس الكهنة في زمن الصوم الأربعيني المبارك".
واكمل: "نزين الملابس الكهنوتية على الإجمال وأحيانًا بصور السيد أو السيدة أو بصور الأعياد السيدية للتعبير عن فرح العيد وتكريمًا للرب الممجد بالفنون المستخدمة من رسم وموسيقى وأناشيد وكذلك في زركشة ثياب خدامه دلالة على المجد الذي يعطيه الله لخدامه ليخدموا الآخرين ويتمجدوا هم أيضًا بمجد الرب".
وعن أنواع الثياب فأوضح أنه تقسم الثياب الكهنوتية إلى أنواع: أولا ملابس خاصة بالكهنة وعددها 6 وهي الاستيخارة، والبطرشيل، والزنار، والأكمام، والحجِر، والأفلونية، وللأسقف ملابس خاصة عددها 12 قطعة، وهي الاستيخارة، والبطرشيل،والزنار، والكمام، والصاكوس، والحجِر، والاموفوريون، والصليب، والأنكلوبيون، والمانتيه، والتاج، وعصا الرعاية، وبشكل عام تُكرّس الملابس بالصلاة ونضحها بالماء المقدس كذلك وقبل ارتدائها يباركها الكاهن برسم الصليب وبتلاوة آية من المزامير إجمالًا وبصلاة خاصة.
وعن الملابس ومدولاتها فقال إنها: الاستيخارة وهي قميص طويل ينسدل حتى القدمين وتدل على الطهارة التي يجب أن يتحلى بها الكاهن وأن يحفظها في حياته،وترمز إلى الثوب اللامع الذي ألبسه هيرودس الملك للمسيح وأرسله إلى بيلاطس سخرية (لوقا23: 11) أو إلى القميص المنسوج الذي نزعه الجنود عن المسيح عند صلبه (يوحنا23:14) إنه حلة البهجة وثوب الخلاص.
والزنار (الأوراريون) وهو قطعة نسيج طويلة تشبه الزنار وعليها صلبان صغيرة أو كتابة "قدوس قدوس قدوس" يلبسه الشماس على كتفه اليسار ويمثل لنا أجنحة الملائكة لأن خدمة الشماس كخدمة الملائكة، أما الكاهن والأسقف فيتمنطقان بالزنار وعندئذ يشير إلى العفاف اللازم لمن تمنطق به ويرمز أيضًا إلى السياط التي جلد بها المخلص، ويشد الكاهن والأسقف حقويه بالزنار متهيأ للقيام بالخدمة المقدسة الإلهية بكل ضبط لشهواته ولذلك هو يرمز إلى القوة التي تمنطق بها السيد في ملكوته بحسب الرؤيا. يقول الكاهن والأسقف حين التمنطق بالزنار: "تبارك الله الذي يمنطقني بالقوة ويجعل طريقي بلا عيب مقومًا رجليّ كالأيائل ورافعًا إيايّ على المعالي" (حب19:3).
ثم الأكمام وهما قطعتا قماش عريضتان عليهما صليبان صغيران. يغطي الكمان زندي الشماس أو طرفي استيخارة الكاهن أو الأسقف، وتدل على الأسلحة الروحية الضرورية لمرتديها في جهاده الروحي ضد الشيطان وما يثير عليه من المعاكسة وكذلك إلى الوثاقات التي ربطت يدي المخلص حين آلامه، الأكمام تغطي طرفي استيخارة الكاهن أو الأسقف فيسهلان حركاته.
وكذلك البطرشيل وهو قطعة نسيج طويلة وعريضة يلبسها الكاهن أو الأسقف على العنق وتتدلى على الصدر وينتهي إلى الأسفل بشراريب والبطرشيل يدل على النعمة الإلهية المستقرة على لابسه ويشير إلى تحمل الأسقف أو الكاهن مسؤولية الرعية، وبدونه لا يستطيع الكاهن القيام بأية خدمة كنسية.
والحجر وهو قطعة نسيج مربعة الزوايا في وسطها صليب أو صورة أحد القديسين يضعها الأساقفة والكهنة على الجانب الأيمن ويشير إلى فضائل الشجاعة والصدق والدعة والحق الذي ينبغي أن يتصف بها الكاهن عند تقديم الذبيحة الإلهية، يرمز الحجر إلى غلبة السيد المسيح على الموت، كذلك يرمز إلى السيف الروحي الذي ينبغي للكاهن والأسقف أن يتقلداه وهذا السيف هو التعليم والكرازة واستقامة الرأي، إنه سيف الحق المسلول دومًا على الشرير، يلبسه الأسقف ويعض الكهنة الذين يكلفهم المطران بمسؤولية تتميم سر الاعتراف كآباء روحيين.
وكذلك هناك الأفلونية وهو رداء (مشلح) عريض مستدير ذو فتحة في أعلاه مستدير ذو فتحة في أعلاه يلبس منها فيدخل رأس الكاهن فيها وتغطي الأفلونية جسم الكاهن، ترمز إلى ثوب الارجوان الذي سخر به جند الرومان من سيدنا يسوع المسيح عند آلامه وترمز إلى نعمة الرب المستقرة بالروح القدس على الرسل وخلفائهم. يلبسها الكاهن مع البطرشيل في تتميم جميع الأسرار المقدسة وعند تتميم الايصودن (الدخول) في صلوات الغروب وكذلك في صلاة الغروب الاحتفالية (عند تقديس الخبزات الخمس).
وايضا الصاكوص وهو رداء الأسقف، هو قميص واسع قصير وعريض الكمين ومشقوق الطرفين يجمع طرفيه بجلاجل ويرمز إلى قميص المخلص الذي اقترع عليه الجند ساعة صلب السيد ويرمز إلى عبادة الله الصانعة الصالحات التي تستر مرتديه وتكتنفه من كل الجهات.
الاموفوريون وهو لباس الكتف، وهو قطعة نسيج مستطيلة يرتديها الأسقف فقط على كتفيه وحول عنقه فوق الصاكوص ويدل على الخروف الضال الذي فتش عنه المسيح فلما وجده حمله على منكبيه بفرح عظيم وضمه إلى التسعة والتسعين، وكذلك هو يرمز إلى خشبة الصليب التي حملها المسيح على كتفيه ولهذا كان ينسج من الصوف.
والانكولبيون وهي أيقونة السيد أو السيدة أو أحد القديسين مرصعة بالحجارة الكريمة يعلقها الأسقف على صدره دلالة الإيمان القويم من كل قلبه، ويدل على أهمية حامله وأهليته للخدمة، وعلى أن الأسقف يعترف من قلبه بالإيمان المستقيم.
وهناك الصليب حيث يتدلى صليب من معدن ثمين مرصع من على الرقبة تمثلًا يقول: "من أراد أن يتبعني فليكفر بنفسه ويحمل صليبه ويتبعني" (مرقس8: 34) يلبسه الأسقف وأصحاب الرتب الكنائسية، والتاج وهو زينة الرأس مستدير موشى بالتخاريم والأيقونات المقدسة ويعلوه صليب يلبسه الأسقف في الاحتفالات الكنسية وفي تتميم سائر الأسرار المقدسة ويدل على إكليل الشوك الذي وضع على هامة ملك الملائكة ويشير إلى العمامة التي كان يرتديها هرون ورؤساء الكهنة في العهد القديم حسب أمر موسى (خروج39: 3، 31)، ولبس الأسقف للتاج يعني أنه بتحمله مهام الرعية سيصل بنعمة الله إلى اكليل المجد والغلبة.
وهناك ايضا العكاز أوعصا الرعاية، وهي عصا طويلة من المعدن أو الخشب تعلوها حيتان يتوسطهما صليب صغير وتبدي حقوق الأسقف الرعائية وسلطته الروحية، وتشير إلى عصا موسى التي تحولت إلى حية وأكلت حية كهنة فرعون.،وكذلك إلى الحية النحاسية التي رفعها موسى في البرية.
واخيرا المانتيه، وهو جلباب واسع وطويل لونه أحمر أو بنفسجي تعلق جلاجل بطرفيه الأماميين ويزين بأيقونتين على الصدر وتطريز في الزاويتين السفلين. يلبسه الأسقف في الاحتفالات على أنه معلم الكنيسة ويلبسه رؤساء الأديرة الكبيرة على أنهم معلموا الرهبان وآباؤهم وهو في الأصل لباس رهباني انتقل إلى المدينة مع الأسقف.