ملتقى الحوار يصدر «خارطة المشاركة الحزبية المحتملة بانتخابات الشيوخ»
أصدر اليوم الاثنين مؤسسة ملتقى الحوار للتنمية وحقوق الانسان دراسة بعنوان "خارطة المشاركة الحزبية المحتملة لانتخابات مجلس الشيوخ 2020".
لفتت الدراسة الانتباه إلى أن هناك قوى سياسية وحزبية متنوعة قد أعلنت عن توجهها نحو المشاركة في العملية الانتخابية لمجلس الشيوخ، وقد ظهر ذلك في بدء عدد كبير من مرشحي الأحزاب التقدم بطلبات للهيئة الوطنية للانتخابات بأوراق ترشحهم ناهيك عن بدء الأحزاب تقديم القوائم التي ستخوض بها الاقتراع.
وذكرت الدراسة أن مساحات التوافقات والتفاهمات الحزبية حيال المنافسة في انتخابات مجلس الشيوخ ستكون هي الأوفر، خاصة أن تجربة التحالفات الحزبية في برلمان 2015 حققت مردودًا ايجابيًا غير مسبوق، حتى أنها كانت واحدة من أبرز الظواهر السياسية في انتخابات 2015، وأضفت مزيدًا من الحيوية على العملية الانتخابية.
وقد تناولت الدراسة عدة محاور مهمة في خارطة المشاركة الحزبية المحتملة لانتخابات مجلس الشيوخ القادم تمثلت فيما يلي:
حراك حزبي
أوضحت الدراسة أن انتخابات الشيوخ تجرى في ظل حالة من الحراك الحزبي، حيث تشهد الساحة السياسية حاليًا تحركات جادة من قبل الأحزاب لتشكيل تحالفات انتخابية تمكنها من التحرك في الشارع وطرح برنامجها على المواطنين الذين سيكون عليهم الاختيار وفقًا لقناعاتهم في انتخابات مجلس الشيوخ التي ستجرى في 11 و12 أغسطس المقبل بنظام يجمع بين القائمة المطلقة والفردي، وهو الأمر الذي يسهم في حلحلة الجمود الذي تعاني منه الحياة الحزبية، ويوسع تمثيل المعارضة في المنظومة التشريعية.
الجدير بالذكر أن السلطة التنفيذية تدفع باتجاه تفعيل الحياة الحزبية في مصر، وقد ظهر ذلك في التصريحات التي أطلقها رئيس الدولة مطلع يناير الماضي، عندما اقترح على الأحزاب والقوى السياسيّة أن تتّفق فيما بينها على الاندماج في 5 كيانات رئيسيّة تشكّل مختلف التيّارات، لكسر حالة الجمود وإثراء الحياة السياسيّة، الأمر الذي لاقى ترحيبًا من مختلف القوى السياسيّة على اختلاف وتوجهاتها واتجاهاتها السياسية.
كما أوضحت الدراسة أن الأحزاب السياسية في مصر شهدت توافقًا غير مسبوق بين أحزاب المعارضة والأحزاب الداعمة للسلطة في العام 2020، وأسفر عما سمى "جلسات الحوار الوطني" التي بدأت في فبراير 2020، تضم 10 أحزاب تشمل (مستقبل وطن- الإصلاح والتنمية- العدل- المصري الديمقراطي الاجتماعي- المحافظين- الوفد- الشعب الجمهوري- الغد - لتجمع– المؤتمر).
كما أشارت إلى نجاح جلسات الحوار الوطني وحوارات تنسيقية الأحزاب التي جمعت طيف واسع من القوى السياسية أثر الاتفاق بين أعضائه على أهمية المشاركة في انتخابات مجلس الشيوخ.
خارطة المشاركة المتوقعة
أوضحت الدراسة أنه بناءِ على التحالفات الانتخابية التي شهدتها الانتخابات البرلمانية في العام 2015، وعلى ضوء التفاعلات الحزبية التي شهدتها الساحة السياسية طوال الشهور الماضية، يمكن الإشارة إلى ثلاث تحالفات حزبية متوقعة في انتخابات مجلس الشيوخ وهى (قائمة "دعم مصر"، قائمة "نادي الأحزاب الدستورية "، قائمة "تحالف الأحزاب المصرية").
وفيما يتعلق بحزب النور لفتت الدراسة الانتباه أيضًا أنه بالرغم من رفض حزب النور إجراء انتخابات مجلس الشيوخ بنظام القائمة المطلقة وتأييده القائمة النسبية فإن ثمة فرص متصاعدة لمشاركة الحزب فى اقتراع مجلس الشيوخ ضمن ائتلاف "دعم مصر" أو بقائمة مستقلة.
تيار المستقلين والمرأة
يتوقع مشاركة عدد وسع من الشخصيات غير الحزبية في انتخابات مجلس الشيوخ 2020، حيث نص قانون تنظيم انتخابات مجلس الشيوخ رقم 141 لسنة 2020، على ضرورة انتخاب نحو 100 عضو بنظام الانتخاب الفردي.
كما يتوقع أيضًا أن يترشح عدد واسع من النساء في العملية الانتخابية، حيث إن التعديلات الدستورية الأخيرة كفلت تمثيل أفضل للمرأة فى الحياة النيابية سواء ترشيحًا أو تصويتًا، كما نص القانون المنظم لاقتراع مجلس الشيوخ على ضرورة وجود 3 نساء إذا كان عدد أعضاء القائمة 15 عضوًا، ويصل هذا العدد إلى 7 نساء حال وصول أعضاء القائمة إلى 35 مرشحًا.
واختتمت الدراسة القول إن هناك تغيرات كثيرة حدثت على الساحة السياسية المصرية عشية انتخابات الرئاسة المصرية 2014، فقد شهدت عودة مجلس الشورى بموجب التعديلات الدستورية 2019 تحت مسمى "مجلس الشيوخ"، وهو الأمر الذى من المحتمل أن يعزز حضور الفاعلين الحزبيين الجدد الذين ظهورا في السنوات الأخيرة، وحققوا نجاحات ملحوظة في الشارع المصري مثل حزب مستقبل وطن مقارنة بالقوى السياسية التقليدية.