قائد الدفاع الجوي لـ«الدستور»: قادرون على بتر ذراع العدو إذا حاول اختراق سماء الوطن
قال قائد قوات الدفاع الجوي، الفريق علي فهمي، إنهم يحرصون بقوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التي تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوي مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية يتم اتباعها في القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكري مع الدول الشقيقة والصديقة بمجالاته المختلفة.
وأضاف قائد قوات الدفاع الجوي أن سماء مصر مُحرقة لكل عدو يفكر في المساس بها، وذلك خلال لقاء مع المحررين العسكريين بمناسبة مرور 50 عامًا على بناء حائط الصواريخ في الثلاثين من يونيو عام 1970، والذى يتواكب مع الاحتفال بالذكرى السابعة لثورة 30 يونيو المجيدة.
وتحتفل قوات الدفاع الجوى بذكرى أيام ما سمى بـ«أسبوع تساقط الفانتوم»، ووجه الفريق علي فهمي قائد قوات الدفاع الجوي في هذه المناسبة الشكر باسمه واسم قادة وضباط وضباط صف وجنود قوات الدفاع الجوي لجميع القادة والضباط والجنود الذين شاركوا في صناعة هذا التاريخ العظيم، ولكل من يشارك ويساهم مع قوات الدفاع الجوي في الاحتفال بالعيد الخمسين لقوات الدفاع الجوي.
وأشار قائد قوات الدفاع الجوي في كلمته التي ألقاها بمناسبة الاحتفال بالعيد الخمسين لقوات الدفاع الجوي إلى أن قوات الدفاع الجوي فور صدور قرار إنشائها قامت بالتخطيط والتدريب للتصدى للعدو الجوي، حيث بذل رجالها الأوفياء جهودهم وحشدوا كل الطاقات، وسارعوا الزمن لبناء المواقع والتحصينات، ولاستكمال إنشاء حائط الصواريخ تحت ضغط الضربات والهجمات الجوية المعادية المستمرة.
وأكد أن يوم الثلاثين من يونيو 1970 يوم عظيم فى تاريخ العسكرية المصرية يذخر بالبطولات والأمجاد والفخر لرجال قوات الدفاع الجوى، ويمثل الإعلان الحقيقى عن اكتمال بناء حائط الصواريخ بسواعد رجال وأبطال الدفاع الجوى وبدأ تساقط طائرات العدو الجوى، معلنة بتر ذراعه الطولى وكسر إرادته لاختراق سماء الوطن، وقدرة مصر على أن تفرض إرادتها العسكرية على جبهة القتال.
واتخذت قوات الدفاع الجوى من هذا التاريخ ذكرى وعيدًا يُحتفل به كل عام فهو يعتبر البداية الحقيقة لحسم انتصار أكتوبر المجيد، وأن احتفال قوات الدفاع الجوى اليوم هو بمثابة الوفاء والإجلال لكل شهداء قوات الدفاع الجوى الذين ضحوا بأرواحهم حتى تعلوا الرايات خفاقة دليلًا على العزة والكرامة والقدرة على التحدى وتأكيدًا للنصر.
وقدم الفريق على فهمى الشكر والعرفان للقادة والرواد الأوائل ومصابى العمليات الذين سبقوا فى تولى المسئولية وأدوا واجبهم بتفان وإخلاص وأفنو حياتهم لرفعة شأن مصرنا الغالية وحملوا الأمانة فى عزة وشرف وسطروا تاريخًا يشرفهم، وتتعلم منه الأجيال القادمة فاستحقوا منا كل تقدير واعتزاز، كما توجه بالتحية لرجال الدفاع الجوى حماة سماء مصر ودرعها الواقية وعينها الساهرة، المرابطين فى ربوع الوطن الذين يتحملون مسئولية الدفاع عن سماء الوطن وقدسيته لا فرق عندهم بين سلم وحرب، كما قدم الشكر والعرفان لشعب مصر الوفى الذى أنجب هذه الكوكبة من أبنائه، رجال قوات الدفاع الجوى الأوفياء الذى تحمل الكثير من التضحيات والمشاق من أجل دعمهم طوال فترة خدمتهم بالقوات المسلحة للعمل على رفعة شأن هذا الوطن.
وأكد الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى، للفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، أن رجال قوات الدفاع الجوى يعاهدون الله أن يظلوا مرابضين فى مواقعهم، يواصلون الليل بالنهار، حتى تظل قوات الدفاع الجوى قادرة على مجابهة ما يستجد من تهديدات وتحديات للدفاع عن هذا الوطن وهذا الشعب الذى يستحق أن يزهو ويفتخر بقواته المسلحة التى كانت وستظل دائمًا بإذن الله درعًا للوطن وسيفًا على أعدائه.
كما وجه الفريق على فهمى تحية شكر وإجلال وتقدير للسيد الرئيس عبدالفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة، مؤكدًا أن رجال قوات الدفاع الجوى يجددون العهد لسيادته فى أن يظلوا دوما جنودًا أوفياء حافظين العهد مضحين بكل غالٍ ونفيس، وأن يحفظوا للأمة هيبتها ولسماء مصر قدسيتها لتظل مصر درعًا لأمتنا العربية.
واستعرض الفريق على فهمى قائد قوات الدفاع الجوى النبذة التاريخية لقوات الدفاع الجوى ودورها ومهامها، حيث أشار إلى أن قوات الدفاع الجوى المصرية أحد الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة المصرية، فعقب حرب 1967 ومع رفض مصر للهزيمة، أدركت القيادة العسكرية أهمية إنشاء قوات الدفاع الجوى فى القوات المسلحة المصرية، تحمل مسئولية وشرف الدفاع عن سماء مصر، وأُسند إليها مهمة قطع الذراع الطولى للعدو الإسرائيلى، ومنع اختراق طائراته غرب القناة، وصدر القرار الجمهورى رقم (199) فى الأول من فبراير 1968، بإنشاء قوات الدفاع الجوى لتمثل القوة الرابعة فى قواتنا المسلحة الباسلة.
وتواصل قوات الدفاع الجوى عملها تحت ضغط هجمات العدو الجوى المتواصل بأحدث الطائرات (فانتوم، سكاى هوك) ذات الإمكانيات العالية مقارنة بوسائل الدفاع الجوى المتيسرة، وفى ذلك الوقت تم إنشاء حائط الصواريخ.
ومع استمرار التدريب الواقعى فى ظروف المعارك الحقيقية خلال حرب الاستنزاف تمكنت تجميعات الدفاع الجوى صباح يوم 30 يونيو عام 1970 من إسقاط عدد (2) طائرة فانتوم، عدد (2) طائرة سكاى هوك وتم أسر ثلاث طيارين إسرائيلين، وكانت هذه أول مرة تسقط فيها طائرة فانتوم، وتوالى بعد ذلك سقوط الطائرات حتى وصل إلى عدد (12) طائرة بنهاية الأسبوع، وهو ما أطلق عليه أسبوع تساقط الفانتوم، واتخذت قوات الدفاع الجوى يوم الثلاثين من يونيو عام 1970 عيدًا لها، ويعتبر ذلك اليوم هو البداية الحقيقية لاسترداد الكرامة، حيث استطاعت مصر أن تفرض إرادتها العسكرية على جبهة القتال، ومنعت طائرات العدو من الاقتراب من سماء الجبهة المصرية.
وحائط الصواريخ هو تجميع قتالى متنوع من الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات فى أنساق متتالية داخل مواقع ودشم محصنة قادرة على صد وتدمير الطائرات المعادية بإمكانيات توفير الدفاع الجوى عن التجميع الرئيسى للتشكيلات البرية والأهداف الحيوية والقواعد الجوية والمطارات على طول الجبهة غرب القناة مع القدرة على تحقيق امتداد لمناطق التدمير لمسافة لا تقل عن (15) كم شرق القناة.
وتم إنشاء هذه المواقع وتحصينها تمهيدًا لإدخال الصواريخ المضادة للطائرات بها فى ظروف بالغة الصعوبة، حيث كان الصراع بين الذراع الطولى لإسرائيل المتمثل فى قواتها الجوية لمنع إنشاء هذه التحصينات وبين رجال الدفاع الجوى بالتعاون مع شركات الإنشاءات المدنية فى ظل توفير الوقاية المباشرة عن هذه المواقع.
بالمدفعية المضادة للطائرات، ورغم التضحيات العظيمة التى تحملها رجال المدفعية المضادة للطائرات، كان العدو ينجح فى معظم الأحيان فى إصابة أو هدم ما تم تشييده.
وقام رجال الدفاع الجوى بدارسة حائط الصواريخ من خلال خيارين، الخيار الأول القفز بكتائب حائط الصواريخ دفعة واحدة للأمام واحتلال مواقع ميدانية متقدمة دون تحصينات وقبول الخسائر المتوقعة لحين إتمام إنشاء التحصينات، والخيار الثانى الوصول بكتائب حائط الصواريخ إلى منطقة القناة على وثبات أطلق عليها (أسلوب الزحف البطيء)، وذلك بأن يتم إنشاء تحصينات كل نطاق واحتلاله تحت حماية النطاق الخلفى له وهكذا، وهو ما استقر الرأى عليه، وفعلًا تم إنشاء مواقع النطاق الأول شرق القاهرة، وتم احتلالها دون أى رد فعل من العدو.
وتم التخطيط لاحتلال ثلاثة نطاقات جديدة تمتد من منتصف المسافة بين غرب القناة والقاهرة، وتم تنفيذ هذه الأعمال بنجاح تام وبدقة عالية وجسدت بطولات وتضحيات رجال الدفاع الجوى، وكانت ملحمة وعطاء لهؤلاء الرجال فى الصبر والتصميم والتحدى، ومنع العدو الجوى من الاقتراب من قناة السويس.
وخلال خمسة أشهر (أبريل، مايو، يونيو، يوليو، أغسطس) عام 1970 استطاعت كتائب الصواريخ المضادة للطائرات إسقاط وتدمير أكثر من (12) طائرة فانتوم وسكاى هوك وميراج وفرض الإرادة العسكرية على جبهة القتال مما أجبر إسرائيل على قبول (مبادرة روجرز) لوقف إطلاق النار اعتبارًا من صباح 8 أغسطس 1970، لتسطر قوات الدفاع الجوى أروع الصفحات وتضع فى عام 1970 اللبنة الأولى فى صرح الانتصار العظيم للجيش المصرى فى حرب أكتوبر 1973، وتثبت وتؤكد للعالم أنها قوة ولدت عملاقة وتستحق أن تتخذ من 30 يونيو عيدًا لها.
أما عن دور قوات الدفاع الجوى فى حرب أكتوبر 73 فى أنها كانت فى مواجهة القوات الجوية الإسرائيلية وما وصلت إليه من كفاءة قتالية عالية وتسليح حديث متطور، حيث بدأ مبكرًا التخطيط لتنظيم وتسليح القوات الجوية الإسرائيلية بأحدث ما وصلت إليه الترسانة الجوية فى ذلك الوقت بشراء طائرات ميراج من فرنسا، والتعاقد مع الولايات المتحدة على شراء الطائرات الفانتوم وسكاى هوك حتى وصل عدد الطائرات قبل عام 1973 إلى (600) طائرة أنواع مختلفة.
وتم إعداد وتجهيز رجال قوات الدفاع الجوى لحرب التحرير واستعادة الأرض والكرامة من خلال استكمال التسليح بأنظمة جديدة لرفع مستوى الاستعداد القتالى واكتساب الخبرات القتالية العالية، وتم وصول عدد من وحدات الصواريخ الحديثة سام- 3 (البتشورا) وانضمامها لمنظومات الدفاع الجوى بنهاية عام 1970.
ونجحت قوات الدفاع الجوى فى حرمان العدو الجوى من استطلاع قواتنا غرب القناة بإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتوكروزار) صباح يوم 17 سبتمبر 1971 ومقتل جميع من كانوا عليها من العلماء والمتخصصين فى الحرب الإلكترونية.
واستمر استكمال تسليح قوات دجو من خلال إدخال منظومات حديثة من الصواريخ (سام -6) فى عام 1973، وكانت مهمة قوات الدفاع الجوى بالغة الصعوبة لأن مسرح العمليات لا يقتصر فقط على جبهة قناة السويس بل يشمل توفير الدفاع الجوى عن جميع الأهداف الحيوية (سياسية، اقتصادية، قواعد جوية ومطارات، قواعد بحرية وموانئ استراتيجية،...).
وفى اليوم الأول
للقتال فى السادس من أكتوبر 1973 هاجم العدو الإسرائيلى القوات المصرية
القائمة بالعبور حتى آخر ضوء بعدد من الطائرات كرد فعل فورى توالى بعدها
هجمات بأعداد صغيرة من الطائرات خلال ليلة 67 أكتوبر تصدت لها وحدات
الصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، ونجحت فى إسقاط أكثر من (25) طائرة، بالإضافة إلى إصابة أعداد أخرى وأسر عدد من الطيارين، ونتيجة لذلك أصدر قائد
القوات الجوية الإسرائيلية أوامره للطيارين بعدم الاقتراب من قناة السويس
لمسافة أقل من 15 كم... وفى صباح يوم 7 أكتوبر 1973 قام العدو بتنفيذ هجمات
جوية على القواعد الجوية والمطارات المتقدمة وكتائب الرادار ولكنها لم
تجنِ سوى الفشل ومزيد من الخسائر فى الطائرات والطيارين.
وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم نتيجة لامتلاك قوات الدفاع الجوى القدرات القتالية التى أدت إلى حسم مركز ثقل القوات الجوية للعدو الإسرائيلى، مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال قائلًا (وثمة مشكلة أخرى تواجة طيراننا فهو عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية)، وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها... ثقيلة بدمائها).
وخلال الثلاثة أيام الأولى من الحرب فقد العدو الجوى الإسرائيلى أكثر من ثلث طائراته وأكفأ طياريه الذين كان يتباهى بهم نتيجة لامتلاك قوات الدفاع الجوى القدرات القتالية التى أدت إلى حسم مركز ثقل القوات الجوية للعدو الإسرائيلى، مما جعل (موشى ديان) يعلن فى رابع أيام القتال قائلًا (وثمة مشكلة أخرى تواجة طيراننا فهو عاجز عن اختراق شبكة الصواريخ المصرية)، وذكر فى أحد الأحاديث التليفزيونية يوم 14 أكتوبر 73 (أن القوات الجوية الإسرائيلية تخوض معارك ثقيلة بأيامها... ثقيلة بدمائها).
وتعتبر منظومة الدفاع الجوى أحد المنظومات الأكثر تعقيدًا فى مكوناتها لقدرتها على توفير الدفاع الجوى عن الأهداف الحيوية، ومنع اختراق العدو الجوى للحدود المصرية، وتتكون من عناصر استطلاع وإنذار وعناصر إيجابية ومراكز قيادة وسيطرة تمكن القادة على كافة المستويات من اتخاذ الإجراءات التى تهدف إلى حرمان العدو من تنفيذ مهامه أو تدميره بوسائل دفاع جوى تنتشر فى كافة ربوع الدولة طبقًا لطبيعة الأهداف الحيوية والتجميعات المطلوب توفير الدفاع الجوى عنها.
ويتطلب تنفيذ مهام الدفاع الجوى اشتراك أنظمة متنوعة لتكوين منظومة متكاملة تشتمل على أجهزة الرادار مختلفة المدايات تقوم بأعمال الكشف والإنذار، بالإضافة إلى عناصر المراقبة الجوية وعناصر إيجابية من صواريخ متنوعة والمدفعية (م ط) والصواريخ المحمولة على الكتف والمقاتلات وعناصر الحرب الإلكترونية.
يتم السيطرة على منظومة الدفاع الجوى بواسطة نظام متكامل للقيادة والسيطرة من خلال مراكز قيادة وسيطرة على مختلف المستويات فى تعاون وثيق مع القوات الجوية والحرب الإلكترونية بهدف الضغط المستمر على العدو الجوى وإفشال هدفه فى تحقيق مهامه وتكبيده أكبر نسبة خسائر ممكنة.
ويتحقق بناء منظومة الدفاع الجوى من خلال توازن جميع عناصر المنظومة وفاعليتها وقدرتها على مجابهة العدو الجوى، بالإضافة إلى التكامل بين عناصر المنظومة، والذى يشتمل على التكامل الأفقى ويتحقق بضرورة توافر جميع العناصر والأنظمة الأساسية للمنظومة، والتكامل الرأسى ويتحقق بتوافر أنظمة تسليح متنوعة داخل العنصر الواحد.
وتحرص قوات الدفاع الجوى على امتلاك القدرات والإمكانيات القتالية التى تمكنها من أداء مهامها بكفاءة عالية من خلال تطوير وتحديث أنظمة الدفاع الجوى مع مراعاة تنوع مصادر السلاح طبقًا لأسس علمية يتم اتباعها فى القوات المسلحة بالاستفادة من التعاون العسكرى مع الدول الشقيقة الصديقة بمجالاته المختلفة من خلال ثلاث مسارات، المسار الأول هو التعاون العسكرى من خلال تنفيذ التدريبات المشتركة مثل [التدريب المصرى الأمريكى المشترك (النجم الساطع)، التدريب المصرى اليونانى المشترك (ميدوزا)، التدريب البحرى المصرى الفرنسى المشترك (كليوباترا)، التدريب المصرى الأردنى المشترك (العقبة)]، لاكتساب الخبرات والتعرف على أحدث أساليب التخطيط وإدارة العمليات فى هذه الدول، بالإضافة إلى تنفيذ أول تدريب مصرى روسى مشترك (سهم الصداقة) بمركز التدريب التكتيكى لقوات الدفاع الجوى، باستخدام المعدات المتطورة القادرة على التعامل مع أسلحة الجو الحديثة، وظهرت فيه براعة مقاتلى قوات الدفاع الجوى وقدرتهم على استيعاب التكنولوجيا الحديثة المتطورة، ونظرًا للدور الرائد لقوات الدفاع الجوى المصرى على المستوى الإقليمى والعالمى تسعى الدول لزيادة محاور التعاون فى كافة المجالات (التدريب، التطوير، التحديث،....) معنا مثل جمهورية باكستان.
والمسار الثانى هو التعاون فى تأهيل مقاتلى قوات الدفاع الجوى من القادة والضباط من خلال إيفاد عدد من ضباط الدفاع الجوى المصرى المتميزين للتأهيل بالعلوم العسكرية الحديثة بالمعاهد والكليات العسكرية المتميزة بالدول الشقيقة والصديقة.
كما يتم تأهيل ضباط الدفاع الجوى من الدول الشقيقة والصديقة بالمنشآت التعليمية لقوات الدفاع الجوى المصرية وبما يساهم فى تبادل الخبرات والإعداد المتميز للفرد المقاتل.
والمسار الثالث هو التعاون فى تطوير وتحديث الأسلحة والمعدات بما يحقق تنمية القدرات القتالية للقوات وإجراء أعمال التطوير والتحديث الذى تتطلبه منظومة الدفاع الجوى المصرى، طبقًا لعقيدة القتال المصرية، بالإضافة إلى أعمال العمرات وإطالة أعمار المعدات الموجودة بالخدمة حاليًا فى خطة محددة ومستمرة.
وتهتم قوات الدفاع الجوى بجميع مجالات البحث العلمي التى يمكن الاستفادة منها فى تطوير ما لدينا من أسلحة ومعدات، ويتواجد بقوات الدفاع الجوى مركز للبحوث الفنية والتطوير، وهو المسئول عن التحديث والتطوير وإضافة التعديلات المطلوبة على معدات الدفاع الجوى بالاستفادة من خبرات الضباط المهندسين الفنيين المستخدمين للمعدات، حيث يقوم المركز بإقرار عينات البحوث وتنفيذها عمليًّا بدءًا بإجراء الاختبارات المعملية، ثم الاختبارات الميدانية للوقوف على مدى صلاحيتها للاستخدام الفعلى الميدانى بواسطة مقاتلى الدفاع الجوى.
ويقوم مركز البحوث الفنية بتطوير معدات الدفاع الجوى من خلال مراحل متكاملة بهدف استخدام التكنولوجيا الحديثة والاستفادة من أحدث التقنيات العلمية بما يحقق الارتقاء بمستوى الأداء لمعدات الدفاع الجوى، وظهر ذلك جليًا بتصميم وتنفيذ أول جهاز رادار مصرى الصنع بسواعد ضباط الدفاع الجوى، هذا بالإضافة إلى وجود تعاون وثيق مع مراكز البحوث الفنية المختلفة بالقوات المسلحة، لدراسة مشاكل الاستخدام للأسلحة والمعدات، وتقديم أفضل الحلول لها. أما عن وسائل تدعيم مجالات البحث العلمى لضباط الدفاع الجوى... فهى كثيرة منها قيام كلية الدفاع الجوى بعقد الكثير من الندوات والمحاضرات التى يشارك فيها الأساتذة المدنيين من الجامعات المصرية من مختلف التخصصات والاشتراك فى الندوات التى تقيمها هيئة البحوث العسكرية وأكاديمية ناصر العسكرية العليا والكلية الفنية العسكرية، ويتم إيفاد ضباط الدفاع الجوى إلى الخارج لتدعيم البحث العلمى، وتبادل العلم والمعرفة بيننا وبين الدول الأخرى والحصول على الدرجات العلمية المتقدمة (الماجستير، الدكتوراه)، لمواكبة أحدث ما وصل إليه العلم فى دول العالم.
وفى عصر السموات المفتوحة أصبح العالم قرية صغيرة وتعددت وسائل الحصول على المعلومات سواءً بالأقمار الصناعية أو أنظمة الاستطلاع الإلكترونية المختلفة وشبكات المعلومات الدولية، بالإضافة إلى وجود الأنظمة الحديثة القادرة على التحليل الفورى للمعلومة، وتوفر وسائل نقلها باستخدام تقنيات عالية، مما يجعل المعلومة متاحة أمام من يريدها ولكن ما يهم قوات الدفاع الجوى هو فكر استخدام الأنواع المختلفة من الأسلحة والمعدات الذى يحقق لها تنفيذ المهام بأساليب وطرق غير نمطية فى معظم الأحيان، بما يضمن لها التنفيذ الكامل فى إطار خداع ومفاجأة الجانب الآخر. والدليل على ذلك أنه فى بداية نشأة قوات الدفاع الجوى تم تدمير أحدث الطائرات الإسرائيلية (الفانتوم) من خلال منظومات الصواريخ المتوفرة لدينا فى ذلك الوقت، وكذا التحرك بسرية كاملة لإحدى كتائب الصواريخ، لتنفيذ كمين لإسقاط طائرة الاستطلاع الإلكترونى (الإستراتكروزر) المزودة بأحدث وسائل الاستطلاع الإلكترونى بأنواعه المختلفة، وحرمان العدو من استطلاع القوات غرب القناة باستخدام أسلوب قتال لم يعهده العدو من قبل (تحقيق امتداد لمناطق تدمير الصواريخ لعمق أكبر شرق القناة) وقوات الدفاع الجوى لديها اليقين بأن السر لا يكمن فقط فيما نمتلكه من أسلحة ومعدات ولكن فيما لدينا من قدرة على تطوير أسلوب استخدام السلاح والمعدة بما يمكنها من تنفيذ مهامها بكفاءة تامة.
كما بادرت قوات الدفاع الجوى، وبمساندة قوية صادقة من القيادة العامة للقوات المسلحة، فى التحديث وخلق أنماط جديدة فى العنصر البشرى من خلال خطة متكاملة تصل إلى أدق التفاصيل بما يحقق رفع الروح المعنوية للجنود وتأهيلهم لأداء مهامهم القتالية بكفاءة عالية، بدأت بخطة الرعاية التامة للجنود المستجدين بمراكز التدريب منذ لحظة وصولهم وحتى نقلهم إلى وحداتهم بعد انتهاء فترة التدريب الأساسى بمراكز التدريب، وذلك من خلال استقبال ورعاية الجندى لبناء شخصيته العسكرية طوال فترة خدمته الإلزامية بالقوات المسلحة، وحتى عند استدعائه بعد نهاية فترة التجنيد، ولتحقيق ذلك فإنه يتم التخطيط بعناية تامة لاستقبال الجنود فى مراكز التدريب منذ لحظة التحاقهم بالقوات المسلحة من خلال إعداد التجهيزات اللازمة للتدريب من معلمين أكفاء وفصول تعليمية مزودة بأحدث وسائل التدريب وقاعات الحواسب المتطورة، وكذا معامل اللغات الحديثة، بالإضافة إلى المقلدات التى تحاكى معدات القتال الحقيقة لتحقيق مبدأ الواقعية فى التدريب وترشيد استخدام المعدات الحقيقة، وتنفيذ الالتزامات التدريبية الرئيسية أثناء فترة التدريب، بالإضافة إلى توفير كافة التجهيزات الإدارية والمعيشية الحضارية من أماكن إيواء وميسات للطعام وقاعات ترفيهية مع إعداد أماكن لاستقبال أسر الجنود المستجدين أثناء الزيارات الأسبوعية.
وتولى قيادة قوات الدفاع الجوى الاهتمام الكامل لرفع الروح المعنوية لمقاتلى الدفاع الجوى فى جميع مواقعه المنتشرة على كافة ربوع الوطن، وتوفير سبل الإعاشة الكريمة، وذلك بإنشاء معسكرات الإيواء الحضارية للوحدات المقاتلة والميسات المتطورة ومجمعات الخدمات المتكاملة للترفيه عن الضباط وضباط الصف والجنود إلى جانب الرعاية الصحية التى تقدمها جميع مستشفيات القوات المسلحة لرجال قوات الدفاع الجوى، وكذا تنظيم رحلات الحج والعمرة، وتوفير أماكن متميزة لضباط الصف وعائلاتهم بمصايف ونوادى 6 أكتوبر للقوات المسلحة.
وفى إطار تنفيذ توجيهات القيادة العامة للقوات المسلحة بالاهتمام بالرعاية الاجتماعية للحفاظ على الحالة المعنوية العالية لمقاتليها وأسرهم، تحرص قيادة قوات الدفاع الجوى على التحديث والتطوير المستمر للمنشآت والخدمات بدور الدفاع الجوى فى (القاهرة، الإسكندرية، مطروح، الغردقة)، كما يتم استكمال منشآت القرية الرياضية لقوات الدفاع الجوى باستكمال افتتاح باقى مراحل حمام السباحة الأوليمبى، وبما يساهم فى دعم المنشآت الرياضية الأوليمبية بجمهورية مصر العربية وافتتاح المرحلة الأولى لدار الدفاع الجوى بالعاصمة الإدارية الجديدة، ذلك الصرح الذى يعتبر قيمة مضافة لدور ونوادى القوات المسلحة.
إن قوات الدفاع الجوى القوة الرابعة فى القوات المسلحة المصرية تمتلك القدرات والإمكانيات القتالية بما يمكنها من مجابهة العدائيات الجوية الحالية والمنتظرة لتأمين الأهداف الحيوية بالدولة، وكذا مسرح العمليات للقوات المسلحة على كافة الاتجاهات الاستراتيجية، وأن مقاتلى قوات الدفاع الجوى المنتشرين بجميع أنحاء الجمهورية والمرابضين فى مواقعهم يواصلون العمل ليلًا ونهارًا... سلمًا وحربًا لحماية قدسية سماء الوطن ضد كل من تسول له نفسه الاقتراب منها لتظل الرايات عالية خفاقة، تحت قيادة الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والانتاج الحربى وفى ظل الزعامة الحكيمة للسيد رئيس الجمهورية الرئيس عبدالفتاح السيسى القائد الأعلى للقوات المسلحة.