رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فرزلى»: أزمات لبنان خليط من الإدارة الذاتية السيئة والاستهداف الخارجى

إيلي الفرزلي
إيلي الفرزلي

أكد نائب رئيس مجلس النواب اللبناني إيلي الفرزلي، أن معالجة الأزمات والتدهور الراهن الذي يشهده لبنان، تقتضي حوارًا واسعًا يضم كل المعنيين والقوى السياسية إلى جانب العمل على "لم الشمل" في سبيل مواجهة التحديات المتعلقة بالأوضاع الاقتصادية والأمنية والسلم الأهلي، مشيرًا إلى أن واقع الأزمات في لبنان هو خليط ما بين الإدارة الذاتية السيئة والاستهداف الخارجي.

وقال نائب رئيس المجلس النيابي، في تصريحات خاصة لوكالة أنباء الشرق الأوسط، اليوم السبت، إن لم الشمل اللبناني أصبح يمثل ضرورة قصوى وقضية مركزية، في ظل الوضع الراهن المتدهور ووجود تحديات خارجية ومخاطر عدة تتهدد لبنان، لافتا إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري لا يزال يضطلع بجهود حثيثة تستهدف جمع مختلف الفرقاء السياسيين ولم الشمل الوطني.

وأضاف الفرزلي "إذا كان لم الشمل اللبناني يتطلب تغييرا حكوميًا فليكن هذا الأمر، ولكننا في المقابل لا نريد أن نُعمّق الأزمة الحالية ونغرق في الفراغ الحكومي وتداعياته الكارثية".

وأوضح أن الطرح باستقالة الحكومة الحالية دون التوافق على إمكانية سرعة تأليف حكومة بديلة، قد يتبعه طلبات وأفكار من قبل البعض تتناقض مع روح الدستور اللبناني، ومن ثم يصبح من الصعوبة تشكيل حكومة جديدة ونعيش الفراغ وتتحول الحكومة القائمة لتصريف الأعمال فقط، ونشهد حالة من الشلل في العمل الحكومي، وهو الأمر الذي لا يمكن للبنان أن يتحمله في ظل هذا الوضع الاستثنائي.

وتابع الفرزلي: "المطلوب الآن من جميع القوى السياسية اللبنانية وكل المعنيين، العقلانية ولم الشمل والاتفاق المسبق، بما يؤدي إلى دفع الأمور نحو الاتجاه الصحيح ويحقق المصلحة اللبنانية العليا".

وتطرق نائب رئيس مجلس النواب إلى الاجتماع الأخير الذي دعا إليه رئيس البلاد ميشال عون تحت مسمى "اللقاء الوطني" للبحث في تطورات الوضع الاقتصادي والمسائل المتعلقة بالسلم الأهلي والاستقرار، مشيرًا إلى أن غياب عدد من القوى السياسية الفاعلة عنه، أظهر حالة الانقسام الحادة التي يشهدها لبنان، لافتًا في نفس الوقت إلى أن الاجتماع الرئاسي خرج برسالة إيجابية مفادها مد اليد للجميع وضرورة الاستمرار في التحاور حرصا على إنقاذ البلاد وانتشالها من عثرتها.

وقال إيلي الفرزلي: "اللقاء الوطني كان خطوة لا بأس بها، ولكن يجب أن يتبعها نوع من الحراك الإيجابي الذي يدفع باتجاه تقريب وجهات النظر بين مختلف الفرقاء السياسيين، عبر مفاوضات خارج إطار الإعلام والسجالات الكلامية المتبادلة، وأن يتم ترتيب الأجواء قبل أي اجتماع آخر قد يُعقد، حتى لا يكون هذا الانعقاد بدون جدوى".

وأشار إلى أن رئيس مجلس النواب نبيه بري مستمر في محاولات جمع كل الأطراف السياسية في البلاد حرصا على لم الشمل، في ضوء دقة الوضع في لبنان وحساسيته والذي يتطلب تكاتفًا مجتمعًا واسعًا، مؤكدا أن "بري" له دور مركزي في هذا الأمر في إطار المسئولية الوطنية.

وأكد نائب رئيس البرلمان اللبناني أنه لا يتبنى المقاربة التي تزعم أن الأزمة اللبنانية، بمستوياتها السياسية والاقتصادية والمالية والنقدية والمعيشية، أسبابها خارجية بالكامل، قائلا "الأزمة خليط ما بين استهداف خارجي واضح، وإدارة ذاتية سيئة أدت إلى تسهيل مهمة الأهداف الخارجية".

وأضاف الفرزلي "المناكفات وعدم الاتفاق الداخلي ساهم بصورة دراماتيكية في هذا الواقع المزري، كل هذه الأمور مجتمعة، داخليا وخارجيا، أدت إلى الواقع المتدهور الذي نعيشه حاليا".

وشدد على أهمية المضي قدمًا، وبخطى سريعة، نحو تحقيق الإصلاحات المالية والاقتصادية والهيكلية اللازمة، مشيرا إلى أنه ينبغي أن تكون هناك قناعة لبنانية داخلية بضرورة تنفيذ الإصلاحات، قبل أن يكون السير فيها لمجرد تحقيق مطالب خارجية أو تلبية لمطالب الجهات الدولية المانحة مثل صندوق النقد الدولي وغيره.

وأوضح قائلا "أنا أرى أن الإصلاح الهيكلي في لبنان في الإدارة والجوانب المالية والاقتصادية والإدارية وغيرها، يجب أن ينطلق من إرادة ذاتية لبنانية، فنحن في أمسّ الحاجة لهذه الإصلاحات بصورة فورية، كما أن الحوار ولم الشمل يجب أن يتطرق إلى جميع المسائل الخلافية المتعلقة بتفاصيل وجوانب هذا الإصلاح بما يؤدي إلى إنجاحه".