فى ذكرى رحيله الـ14.. سيد الوكيل عن محمد مستجاب: ظاهرة ثقافية متكاملة
قال الناقد سيد الوكيل عن الروائي الراحل محمد مستجاب، والذي تحل اليوم الجمعة، 26 يونيو الذكري الـ14 لرحيله عن عالمنا: "أنا شخصيًا أعتبره ظاهرة ثقافية متكاملة، بل ومتفردة ليس بين أبناء جيله وحسب، بل في الأدب العربي المعاصر. وهذه الوضعية تجعله خارج أي توصيف أو تصنيف، فلا تدخله في مقارنة مع أحد. لهذا فمهما كانت تعديات الزمن على البشر والشجر والبقر الذين جعل منهم أبطالا لقصصه، سيظل مستجاب حيًا في ذاكرة الأدب العربي".
وتابع "الوكيل" في مقدمته للكتاب الذي أعده عن محمد مستجاب بعنوان "المتفرد" وصدر عن إقليم القاهرة الكبرى الثقافي: "وعليه فإني أضع هذا الكتاب بين أيديكم، ليس تكريما لمحمد مستجاب وحسب، بل اعتبارا لما فيه من جهد الباحثين والقارئين، ومن مداورات ومناورات، ومن فتنة وعفة، وغمز ولمز.. فهكذا كان هو وهكذا كانت كتاباته. طاقة غنية متعددة المسارات حتى إنها تذكرنا بما كان عليه فحول الأدباتية في الزمن القديم، ولا غرابة أن تجد فيها إمتاع ومؤانسات التوحيدي، وحكمة الجاحظ وسخريته، وحكايات ومعاني ومغاني الأصفهاني".
واستكمل: "وعليه– مرة أخرى- فإن كتاباته تغنيه عن ذكرنا له، فهي التي تذكرنا به، فلا يطالنا النسيان، وكلما غفونا تدعونا للحزن والممازحة حين تدمع عيوننا في عز أسمارنا ونقول: الله يرحمك يا خال مستجاب"، مضيفا: "وعليه – مرة ثالثة – فإن هذا الكتاب على ما فيه من تنوع في مشارب كتابه، واختلاف وعيهم، وعلو جهدهم، هو مجرد محاولة من محاولات عديدة للقبض على مستجاب متلبسًا بحيله الفنية ودهائه اللغوي، وطرافة شخصياته، وتشعب حكاياته، وبراعة إحالاته بين الواقع والمتخيل، والظاهر والواعر، والعابر والمكين، والجد والهزل، وكسر أو جبر الخواطر".