في ذكراه.. لماذا اعتبر جورج أورويل «ضمير القرن العشرين»؟
على الرغم من قصر حياة الكاتب البريطاني جورج أورويل، الذي تحل اليوم الذكرى الـ117 لميلاده، حيث ولد في 25 يونيو لعام 1903، بالهند، إلا أن سنواته كانت حافلة بأعمال ضخمة في الأدب والفكر، وترك العديد من الأعمال الإبداعية التي مثلت بصمة واضحة في مسيرة الرواية الأوروبية.
الفيلسوف البريطاني ألفريد جول إيير، صاحب الكتاب الشهير "اللغة والحقيقة المنطق" قال عنه: إنه واحد من هؤلاء الناس الذين إذا اعتقدت أنهم يقدرونك، زاد تقديرك لنفسك، وأنا اعتبر أن من الأوصاف التي يمكن أن تطلق عليه، كما يمكن أن تطلق على غاندي، أنه كان ضمير القرن العشرين.
وبحسب مقال نشر بمجلة "الشارقة الثقافية" بعنوان "جوروج أورويل استشرف ملامح القرن العشرين" بقلم أيمن عبد السميع، بعددها رقم 31 والصادر في 1 مايو 2019، قال الكاتب: إن هذه الشهادة الكبيرة التي حظي عليها الكاتب جورج أورويل لها دلالة واضحة على عمق التأثير الذي أحدثته رواياته في نبض الفكر العالمي، كما أن سيرته الذاتية تعتبر مادة ثرية لأقلام كثيرين.
وأوضح خلال مقاله أن جورج أورويل أبدع وعزف على أوتار الوجع في مجالات أدبية وفكرية متنوعة، كتب في الروابة والمقال والنقد الأدبي والشعر الخيالي والصحافة الجدلية، إلا أن موهبته الحقيقية قد بدت واضحة في أعماله الروائية أكثر.
و أشار إلى أن إبداع جورج أورويل الأدبي حمل الروح المناضلة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معاني هذه الروح التي امتزجت بنفسه وتغلغلت في كيانه، ولقد استلهم جورج من حياة المطحونين والمهمشين في الحياة وما اتسمت به من حاجة وعوز، كما أظهر كل هذه العناصر وسبكها في لغة أدبية غنية وثرية بالمفردات المميزة، التي جعلت لأدبه طابعا خاصا وفريدا، ميزه بين أقرانه من الكتاب الأوروبيين، لكن المبحر بعمق في كتابات جوروج أورويل يشعر من خلال حروفه وكلماته بنبض القلق والنزعة التشاؤمية، فمن ضمن أقواله التي تؤكد ذلك: "لم تعد هناك مساحة آمنة ولا تلك السنتيمترات المربعة في الجمجمة".
ومنذ كتاباته الأولى؛ كان جورج أورويل صاحب رسالة، فكان لا يكتب لتسلية القارئ أو لتسلية نفسه، بل كان يكتب بهدف الوصول إلى فهم أعمق للحياة أو الطبيعة الإنسانية، وبهدف الإصلاح دائما.