كورونا يمنح الطائرات الورقية «قُبلة الحياة»
خلال الفترة الماضية، وفي ظل استمرار حظر التجوال وغلق الأندية والمتنزهات، شهدت سماء عدة مناطق بمصر ظاهرة تزايد أعداد الطائرات الورقية في السماء، حيث استغل المصريون من جميع الأعمار رياح الربيع والفراغ النسبي الذي خلفه فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19"، وحاولوا كسر ملل الإغلاق بإطلاق الطائرات الورقية في السماء، فتحولت إلى مسرح استعراضي للعشرات منها، وتفننوا في صناعتها وتنافسوا في تزيينها بأشكال وألوان مختلفة، فمنها ما حمل عبارة (تحيا مصر) وصورة (الشهيد المنسي) وأخرى طبعت عليها صورة (محمد صلاح) وأخرى تم تزويدها بإضاءة خاصة زادت من بهاء منظرها وهي تحلق في السماء ليلًا.
ولقد كان انتشار الطائرات الورقية في السماء ملاذا ومتنفسا للعديد من الشباب والأطفال والكبار للخروج من حالة الملل والضيق من البقاء داخل المنازل، ومن رتابة الجلوس أمام شاشات التلفاز والهواتف المحمولة والكمبيوترات، فضلا عن كونها "باب رزق"، حيث يقوم المحترفون بتصنيعها وبيعها، وبهذا منح انتشار فيروس كورونا تلك الهواية الشعبية "قبلة الحياة" بعدما تراجعت أمام التقدم التكنولوجي والألعاب الإلكترونية، فعادت مرة أخرى لتكون من الألعاب الممتعة التي يمارسها الكبار والصغار، خاصة في فصل الصيف.
وفي وقت من الأوقات، كانت هذه الهواية هي اللعبة الأكثر انتشارًا بين أطفال مصر وفتيانها في حواريها وعلى شواطئها، لما فيها من متعة خاصة تجذب الصغار والكبار معا، وعشقها الذي يرجع إلى مرحلة الطفولة، وظل راسخا في أذهان كل من عشقها في طفولته، وعندما غيرت (كورونا) نمط الحياة وأجبرت الجميع على الالتزام بالمنازل، خرج الأطفال والشباب والكبار في المناطق الشعبية من فوق أسطح منازلهم لاستعادة ذكريات الطفولة بالطائرات الورقية.
تعد الطائرات الورقية من الألعاب المحفزة للأطفال وغير المكلفة إذ يتم تصنيعها من الورق والبلاستيك الخفيف والخشب أو البوص والخيوط، حيث كانت تُصنع من الورق (وما زالت) إلا أن النايلون الخفيف والمتين في نفس الوقت هو المادة المفضلة لصنع هذه الطائرات حاليا.
وتعتمد فكرة تصنيعها على الجسم الانسيابي، خفيف الوزن المربوط بخيط ويطير ضد اتجاه الريح، ويؤثر في كفاءة طيرانها وتحليقها في السماء 4 قوى مختلفة، هي قوى الدفع والرفع والجاذبية والسحب، وعند دفع الطائرة للأمام تعمل قوة الرفع والأجنحة الكبيرة تزيد منه، وتعد الجاذبية هي القوة التي تسحب الطائرة لأسفل، واختيار المواد الخفيفة تبقى الطائرة أطول مدة أطول في الطيران، وغالبًا ما تكون المنافسة فى اللعب بالطائرات الورقية قائمة على طول المسافة والوقت لترتفع في السماء.
وهناك نوع من الطائرات الورقية التي يتم التحكم في طيرانها عن طريق خيطين مربوطين في الطائرة، ويتم ربط أحد الخيوط في الجهة اليمنى من الطائرة والخيط الثاني في الجهة اليسرى، ويتم توجيه الطائرة عند تحليقها عن طريق شد أحد الخيوط، فإذا تم شد الخيط الأيمن تجنح لجهة اليمين، والعكس.
ومما لا شك فيه أن المهارة المطلوبة للتحكم في هذه الطائرة تقتصر على الكبار ناهيك عن قوة الجذب التي يمكن أن تحدثها هذه الطائرة إن كانت من الحجم الكبير (8 أقدام من طرف الجناح الأيمن إلى طرف الجناح الأيسر).
وبعد تدخل الكمبيوتر ببرامجه ذات الأبعاد الثلاثية واستخدام أنفاق الهواء التي تستخدم في اختبار انسيابية الطائرات أو سيارات الفورمولا 1، خرجت هذه الهواية من دائرة الأطفال إلى دائرة المحترفين، وتنتشر هواية الطائرات الورقية في الهند واليابان والصين، حيث يعتقد أن الطائرات الورقية نشأت هناك.