«صعيدي فالصو».. أخ يترك شقيقه المصاب بكورونا على باب حميات قنا
دون أي ذرة نخوة أو إنسانية، تخلّى أخ عن شقيقه المصاب بفيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، داخل مستشفى حميات قنا، ليواجه مصيره وحيدًا، ويلقى ربه بعدها بساعات قليلة، دون أن يجد مَن يسانده ويسأل عنه فى أصعب المواقف التى يحتاج فيها الإنسان لمَن يقف بجانبه.
الحكاية المأساوية رواها مصدر مسؤول في مديرية الصحة والسكان بقنا، بدأت بوصول ماسح أحذية فى حالة إعياء شديدة إلى المستشفى برفقة شقيقه عبر سيارة إسعاف، الذى تركه ولاذ بالفرار بمجرد وصول الحالة للمستشفى، دون أن يعطى أى بيانات عن هوية شقيقه المريض.
الشقيق ظن أن بهروبه وتخليه عن المريض، سيخفى تفاصيل المنطقة التى يقطنون بها، ولم يدر أن المنظمة الصحية المرتبطة بالإسعاف وبمعاونة من قسم شرطة قنا، قادرة على الوصول إلى هويته خلال دقائق، وهو ما حدث بالفعل بعد اتصال من مدير المستشفى بقسم الشرطة والإسعاف.
بعد التوصل إلى شقيقه، تم الاتصال به مرارًا لإحضار صورة بطاقة المريض، لاستكمال الإجراءات اللازمة وفقً برتوكول علاج وزارة الصحة، إلا أنه ماطل، ولم يتحرك إلاّ بعد مكالمة من مأمور قسم شرطة قنا، اضطر بعدها الشقيق إلى إحضار صورة البطاقة وتسليمها للأمن الخارجي، وهرب مرة أخرى تاركًا شقيقه يعانى آلام المرض والخذلان معًا.
لم يمض اليوم، حتى لفظ المريض أنفاسه الأخيرة داخل مستشفى الحميات للعزل الصحى، وواصل الشقيق العاق تخاذله متجاهلًا نداءات المستشفى بالحضور لاستلام جثمان شقيقه، حتى تم نقل الجثة إلى مشرحة مستشفى قنا العام.
جبروت وتخاذل الشقيق، لم يتوقف على شقيقه الذى ودّع الحياة وحيدًا، فقد تجاوز ذلك لزوجة المتوفى وطفليه الذين يعانون ظهور أعراض فيروس كورونا عليهم، دون أن يتوجه بهم للمستشفى لاتخاذ اللازم قبل أن تتفاقم حالتهم كوالدهم الذى تسبب حبسه فى المنزل إلى تدهور حالته التي انتهت إلى الموت.
كان مستشفى حميات قنا، استقبل المريض (مبارك.م) ماسح أحذية، مقيم بالقرب من منطقة سيدى عبدالرحيم القنائى في سيارة إسعاف وهو يعانى آلام شديدة وبعد الكشف عليه تبين إصابته بفيروس كورونا، وأثناء محاولة تسجيل بياناته تركه شقيقه ولاذ بالفرار.