سعيد كامل: هندسة البترول كنز يفتح حدود المستقبل لصناعة التنقيب في مصر
قال الدكتور سعيد كامل، أستاذ إنتاج واقتصاديات البترول والغاز بكلية هندسة البترول والتعدين جامعة السويس، إن وزارة البترول والثروة المعدنية تعمل حاليًا على تطوير برنامج تحديث قطاع البترول، والذي يهدف بشكل رئيسي لإعداد قيادات فنية وإدارية لتطوير القطاع واستغلال أفضل الفرص لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المنتجات البترولية كما حدث فى الغاز الطبيعي، وجعل مصر مركزا اقليميا للطاقة.
وأضاف "كامل"، أنه لابد من دعوة شركات قطاع البترول لطرق أبواب قسم هندسة البترول لكليات هندسة البترول والتعدين في جامعات السويس والقاهرة والأزهر، ومد يد التعاون والتكامل وتبادل الخبرات بين الجامعة والمؤسسات الصناعية، ووضع آليات وبروتوكولات تعاون دائمة بين شركات الإنتاج في مصر والجامعات المصرية.
وأوضح أستاذ اقتصاديات البترول والغاز، أن الهدف الرئيسي من الجامعات هو إعداد خريجين في جميع المجالات العلمية والعملية قادرين على المنافسة في سوق العمل متسلحين بسلاح العلم للمشاركة في مجالات الحياة كافة، بالإضافة إلى تطوير أبحاث وعلوم قادرة على حل مشكلات الحياة فى كل المجالات بشكل عام، أما كليات الهندسة بشكل خاص فإنها مرتبطة بالصناعة بشكل خاص حيث إن صلب تطوير أي صناعة يكمن في تطوير العاملين بها عن طريق تطوير ما يتلقونه من تعليم في كليات الهندسة ولهذا السبب لابد أن تكون الجامعة مواكبة للصناعة وتطوراتها لفهم احتياجات الصناعة ومشكلاتها وطرق تطويرها.
وتابع: الجامعات هي الأخرى تحتاج إلى الصناعة في تطوير أبحاثها لتكون ملائمة للواقع وتطبيقاته ولتوفير تدريبات قوية وفعالة لطلبة الكليه حتى لا تقع في فخ الأبحاث النظرية التي لا تعود بالنفع على المجتمع، ولعل من أكبر المشكلات التي تواجه إدارة أي جامعة هي تمويل مشاريعها وأبحاثها التي تحتاج لمبالغ طائلة وخاصة في الكليات العملية مثل كلية الهندسة، معللًا ذلك أنه على سبيل المثال لا الحصر فلو ذهبت لقسم هندسة البترول في جامعه هيوستن في الولايات المتحدة ستجد أن قسم هندسة البترول بها اسمه "قسم هندسة البترول كونكو فيلبس" نسبة لشركة التنقيب الأمريكية كونكوفيلبس، وستجد قائمة شرف تضم أفضل الشركات الداعمة للجامعة وللقسم وأبحاثه.
أما بالنسبة لصناعة التنقيب على النفط والغاز، أوضح أن الترابط بين الصناعة والجامعة لابد أن يكون وثيقا وضروريا لتطوير الصناعة حيث إن الأفكار والمشاريع البحثية التي يعكف عليه طلبه وأساتذة قسم هندسة البترول في كلية هندسة البترول والتعدين من الممكن أن توفر ملايين بل مليارات الدولارات إذا ما استغلت استغلالا صحيحا من المؤسسات العاملة في صناعة البترول.
ولفت إلى أنه في الدول الصناعية الكبرى تقدم الشركات الكبرى تمويلا للأقسام العلمية في الجامعات المختلفة لتمويل أبحاثها مقابل طرح المشكلات التي تواجهها محل البحث والدراسة، وتكون جزءا من المشاركة المجتمعية لهذه الشركات، وتستفيد أيضا الشركات من ناتج هذه الأبحاث.
ونوه بأن إعداد مهندس بترول قوي في الجامعة من الممكن أن يفتح فرصا للشركات تدر أرباحا بالملايين على الشركات العاملة بالقطاع، لذلك يجب الاهتمام بجودة خريج قسم هندسة البترول وما يجعل تخرج المهندس البترول الجيد ممكنا من الجامعة هو توفير تدريب قوي في الشركات ليرى ويتعلم التطبيق العملي لما يتعلمه في الكتب في الجامعة.
وأوضح أنه على سبيل المثال لا الحصر فإن قراءة تسجيلات الآبار والخرائط الجيولوجية والجيوفيزيقية بطريقة جديدة بواسطة العقول الجديدة المدربة على أحسن برامج نمذجة حقول البترول تستطيع أن تفتح فرصا جديدة تستغلها شركات البحث والتنقيب في زيادة إنتاج جمهورية مصر العربية من الزيت والغاز الطبيعي، لافتا إلى أن أفضل الطرق حل مشكلات التي تواجه البحث والتنقيب يجب أن تكون خاضعة للمنهجية العلمية وطرق البحث والتحليل وهذا ما يتوافر لدى أساتذة وخبراء قسم هندسة البترول.