«حراس الليل».. ميلشيات مسلحة لقمع الأتراك المعارضين لـ أردوغان
يسابق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الزمن لمحاولة توطيد سلطته، في ضوء تهميش السلطات الأخرى لكي تصبح القوة فقط في يده، وبالتزامن مع تأسيس المنظمات الإرهابية والمرتزقة لاستخدامها بالخارج، يحاول أردوغان إنشاء كيانات موازية وميليشيات عسكرية وشرطية في الداخل لتهميش الجيش والشرطة التركية.
وشهد البرلمان التركي اليوم الأربعاء، خلافات واشتباكات حادة بين اعضائه اليوم، اعتراضا على مساعي حزب أردوغان لتمرير قانون بشأن تشكيل قوات تحت اسم "حراس الليل" ويزيد من صلاحيتها لتكون ذراع أمنية مستقلة تابعة له.
ظهرت هذه القوات بشكل واضح على جسر اسطنبول في انقلاب 15 يوليو 2016، عندما ظهر أشخاص بزي مدني ومدججين بالسلاح قاموا بقتل الشعب التركي الرافض لأردوغان، وقبلها في عام 2008 قام أردوغان بإعادة هيكلة «حراس القرى» وهي قوات الهدف منها المشاركة في الحرب ضد حزب العمال الكردستاني والنشاطات الكردية، وفي عام 2012 قام أردوغان بتأسيس منظمة «سادات» وهي تشبه قوات «الإنكشارية» التي عاثت فسادًا وقتلًا في عهد الدولة العثمانية.
تعمل قوات حراس الليل كقوة موازية للشرطة التركية، في المدن الكبرى مثل اسطنبول وأزمير وأنقرة وديار بكر وغيرها، والهدف منها مراقبة كل شيء في هذه المدن، ومنع أي نشاط سياسي أو مجتمع مدني يناهض حزب العدالة والتنمي.
ويشترط على من يعمل في حراس الليل أن يكون تابعًا لحزب العدالة والتنمية، وهي عناصر غير مدربة ولم تحصل على تعليم عالٍ، ولا تعلم شيئًا عن القوانين التركية.
ويعني توسيع صلاحيات حراس الليل وتسليحها تشكيل قوة شبه عسكرية موالية لأردوغان، فبعدما كانت هذه الفكرة متواجدة من قبل ثم تم إلغاؤها من قبل حزب أردوغان، عادت هذه الفكرة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على حكومة أردوغان، فهي بمثابة سلاح تهديد ضد كل من يحاول الاعتراض على النظام الحالي.
يعتقد كثيرون أن هذه المبادرة تنبع من رغبة حكومة أردوغان في بناء قوة أمنية مسلحة موثوقة، إذ إنها لا تثق في قوات الأمن النظامية، التي طردت الآلاف من عناصرها بشبهة الانتماء لجماعة فتح الله جولن، الذي تتهمه أنقرة بالضلوع في محاولة الانقلاب.
ويشبه هذا السيناريو كثيرا ما حدث في إيران، إذ سعى النظام الإيراني إلى تكوين ميليشيات موازية للقوات الحكومية، لأنه يشك في ولائها له ويعتقد أنها قد تنقلب عليه، ومن بين هذه الميليشيات التي أسسها مرشد النظام السابق الخميني، وهي قوات التعبئة الشعبية، التي إحدى مهامها المساعدة على حفظ الأمن في المدن، لكنها الوجه الأكثر وضوحا في قمع المظاهرات المطالبة بالتغيير أيضا.
يهدف أردوغان إلى بناء قوى أمنية تدين بالولاء الأيديولوجي والفكري له على غرار الحرس الثوري الإيراني، والمهمة الأولى لهذه الميليشيات هي حماية أردوغان وحزبه بعد تآكل شعبيته وتصاعد الغضب الشعبي ضده.