«تطوير التحرير».. لوحة فنية بريشة نجل «فارس السينما»
لاقت صور ميدان التحرير التي نشرها «مجلس الوزراء» أمس، عقب تطويره وإنهاء مشروع إضاءته إعجاب كثيرين، وتفاعل معها رواد مواقع التواصل الاجتماعي من جميع أنحاء العالم، حيث وصفوه بأنه «تُحفة معمارية».
وانطلقت أعمال التطوير بسواعد مصرية، لإظهار عبق التاريخ المصري وما تمتلكه القاهرة من فنون عمرانية منذ عهد الفراعنة حتى العهد الحديث، ليتحول الميدان إلى واحد من أبرز المزارات السياحية المفتوحة في العالم، بعد أن كان شاهدا على أحداث 25 يناير وثورة 30 يونيو الخالدة في ذاكرة الشعب المصري.
وتسائل كثيرون عن هوية المصمم الذي جعل ميدان التحرير يرتدي ثوبا جماليا، حيث كشفت مصادر حكومية لـ«الدستور» أنه المهندس المعماري شهاب أحمد مظهر، ابن فارس السينما المصرية الراحل الفنان أحمد مظهر، الذي ذاع صيته خلال السنوات الماضية كأفضل استشاريي مصر المعماريين خاصة في مجال اللاند سكيب.
تخرج المهندس شهاب أحمد مظهر من هندسة جامعة القاهرة عام 1978 وحصل على الترتيب الثاني في دفعته، وعُين معيدا بالكلية في العام التالي للتخرج، واستمر في العمل الجامعي 10 سنوات ثم تقدم باستقالته ليخرج للعمل الخاص.
بدأ ابن فارس السينما المصرية حياته العملية عقب استقالته من العمل الحامعي، بفتح مكتب خاص للاستشارات الهندسية عام 1988، وصنف مكتبه خلال السنوات الماضية ضمن أفضل مكاتب الاستشارات المعمارية بمصر.
«تطوير ميدان التحرير» شمل عدة مراحل، حيث تم تقسيم العمل لـ6 مناطق (صينية الميدان وعمر مكرم والمتحف والمجمع ووزارة الخارجية القديمة وجراج التحرير)، وتم إزالة صاري العلم الضخم الموجودً في قلب الميدان وإزالة الزراعات بالكامل والوصول بالحفر إلى منسوب محطة مترو السادات لإنشاء قاعدة المسلة التي تم ترميمها بطول 19 مترًا «وزن 100 طن» بالإضافة إلى عمل نافورة مياه وأعمال الرصف والإنارة وتنسيق الموقع العام.
وتضمنت الأعمال أيضًا تنفيذ 9 ممرات بطول 16 مترا وارتفاع 230 مترا وعمل مشايات مكونة من بلاطات خرسانية ممشطة وعلى جانبيها زراعة ونخيل وعمل أماكن للجلوس عبارة عن بلوكات خرسانية وبعض المقاعد الرخامية، إضافة إلى عمل نظام إضاءة أرضية وأحواض بها شجيرات زيتون وتركيب أجهزة إضاءة بها لإضفاء شكل جمالي ينسجم مع الطابع الفرعوني وأعمال التطوير بالميدان.
وتجاوز وزن المسلة الفرعونية التي تزين قلب ميدان التحرير 145 طنا وطولها 19 مترا، وأحيطت بقاعدة كبيرة بها شلال مياه، بالإضافة إلى 4 تماثيل للكباش تم نقلها من الأقصر.
وفي قلب الميدان استقدم المهندسون مسلة الملك «رمسيس الثاني» القادمة من منطقة صان الحجر الأثرية بمحافظة الشرقية، لتزينه حيث كانت مقسمة لعدة أجزاء، وبلغ ارتفاعها مكتملا بعد تجميعها نحو 19 مترًا، ووصل وزنها لـ90 طنًا، وهي منحوتة من حجر الجرانيت الوردي، وتتميز بجمال نقوشها التي تصور الملك رمسيس الثاني واقفًا أمام أحد المعبودات، بالإضافة إلى الألقاب المختلفة له.
وشملت أعمال التطوير أيضًا تركيب الكباش الأربعة الفرعونية على القواعد المخصصة لها بجوار مسلة الملك رمسيس الثاني، لإضفاء طابع الحضارة الفرعونية على الميدان، مع تمييز المسلة والكباش بأحدث أنواع الإضاءة، وتوفير أعداد مناسبة من الجلسات والكراسي بجميع أنحاء الميـدان بما يتناسب مع حجم الحركـة به ومناطق التواجـد، إلى جانب إنشاء منحدرات على الأرصفة لتسهيل حركة ذوي الاحتياجات الخاصة.
كما تم إعـادة رصف ممرات المشاة والأرصفة بالخرسانة الممشطة، التي تتناسب مع حجم الحركة الكثيفة بالميدان، فضلًا عن تخصيص مساحات لانتظـار الدراجـات ضمن المشروع التجريبي لاستخدام الدراجـات بوسط القاهـرة، كما تم توفير أنواع مختلفة من الزراعات الفرعونية ووضعها في الجزء الأمامي للمتحف المصري، لتتناسب مع معالم الميدان التاريخية.