«الرمد أبرزها».. أمراض تفشت بين عمال حفر قناة السويس قبل 166 عامًا
بدأت فكرة إنشاء قناة السويس عام 1798 مع قدوم الحملة الفرنسية على مصر، ففكر نابليون في شق القناة إلا أن تلك الخطوة لم تكلل بالنجاح، وفي عام 1854 استطاع دي لسبس إقناع محمد سعيد باشا بالمشروع وحصل على موافقة الباب العالي، فقام بموجبه بمنح الشركة الفرنسية برئاسة دي لسبس امتياز حفر وتشغيل القناة لمدة 99 عام. استغرق بناء القناة 10 سنوات (1859 - 1869)، وساهم في عملية الحفر ما يقرب من مليون عامل مصري، مات منهم أكثر من 120 ألف أثناء عملية الحفر نتيجة الجوع والعطش والأوبئة والمعاملة السيئة. وتم افتتاح القناة عام 1869 في حفل مهيب وبميزانية ضخمة.
ويكشف كتاب "السخرة فى حفر قناة الويس" للدكتور عبد العزيز محمد الشناوى، الصادر عن "مكتبة الأسرة"، أن أكثر الأمراض انتشارا بين العمال المصريين فى ساحات الحفر هى النزلات الشعبية، والأمراض الصدرية والرمدية، وحالات الإسهال الشديد والدوسنتاريا وأمراض الكبد.
وأوضح الكاتب ان "بوجوا" طبيب الشركة قرر أن انتشار الرمد، وهو التهاب يصيب العينين، كان يرجع إلى عدة أسباب منها: البرودة الشديدة ليلا عقب الحرارة العنيفة نهارا، وكذلك شدة أشعة الشمس المحرقة وتأثيرها على شبكة العين، كما كان من أسباب انتشار الرمد طبيعة عمليات الحفر إذا أن نقل الأنقاض يملأ الجو بذرات الأثربة التي كان ينقلها الهواء إلى العين، وكانت الشركة تطلق لفظ "السود والبرابرة" على العمال الذين يفدون من بلاد النوبة.