يتعرضون للاستغلال.. استطلاع: السوريون يعانون من التمييز في تركيا
كشف استطلاع رأي صدر حديثا، أن نصف الشباب من اللاجئين السوريين يعانون من التمييز الاجتماعي والاقتصادي في تركيا ويريدون العودة إلى وطنهم بسبب ظروف معيشتهم الصعبة وسوء تعامل الحكومة التركية لهم.
وبحسب صحيفة "آراب نيوز" البريطانية، أصدر مركز الهجرة والدراسات الحضرية بجامعة بهجيشهر في إسطنبول، أمس الجمعة، تقريرًا يسلط الضوء على التحديات الاجتماعية والاقتصادية الطويلة الأمد التي يواجهها اللاجئون السوريون في تركيا، وقال نصف ممن شملهم الاستطلاع من قبل الجامعة أنهم يريدون العودة إلى الوطن، أو الابتعاد عن تركيا، بسبب ظروف معيشتهم والتمييز الذي يواجهونه.
ويتضمن تقرير الجامعة مسحًا لـ 808 سوريًا تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا في مدينتين تركيتين- هاتاي وإزمير- حيث يتواجد بهما أعداد كبيرة من اللاجئين السوريين على ساحل بحر إيجة، الذي يضم حوالي 146000 سوري، وتم إجراء المسح في أكتوبر ونوفمبر من العام الماضي.
ووفقًا للأرقام الرسمية، هناك حوالي 1.2 مليون لاجئ سوري تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عامًا يعيشون حاليًا في تركيا، ما يمثل ثلث إجمالي عدد السكان في البلاد.
وأظهر الاستطلاع أن نصف الشباب من اللاجئين السوريين يواجهون تمييزا على المستوى الاجتماعي والاقتصادي في تركيا، وخصوصا في مدينة هاتاي، التي تستضيف حوالي 439000 سوري - حوالي ثلث إجمالي عدد سكان المدينة- كما ان ظروف معيشتهم صعبة بسبب ندرة الموارد وانخفاض مستوى أجورهم.
- الشباب السوري في تركيا يعاني تمييزا في التعليم بسبب البيروقراطية
وقال عمر كادكوي، محلل سياسة الهجرة في مركز أبحاث TEPAV ومقره أنقرة، إن التقرير يسلط الضوء على أوجه القصور الهيكلية في "سياسة التنسيق" في تركيا، لافتا إلى ان "البيروقراطية في تركيا تعمل على تهميش السوريين الذين لديهم مهارات عالية وتمنعهم من تحقيق إمكاناتهم، وبالتالي حرمان البلاد من القدرات المطلوبة، والتي تعد غير مستغلة بالكامل".
وبحسب الاستطلاع، 45٪ من الشباب السوري في تركيا لا يعملون ولا يذهبون إلى المدرسة، نظرًا لأن 86.6 % منهم لا يمكنهم الحصول على شهادة معادلة لمؤهلاتهم، فلا يمكنهم الالتحاق بالجامعة أو التقدم لبعض الوظائف التي قد يكونون مؤهلين لها، وهو ما أدى إلى لجوئهم للعمل في "القطاع غير الرسمي" بدون أي تأمين اجتماعي، وغالبًا ما يستغلهم أرباب عملهم.
- اللاجئون السوريون يتعرضون للاستغلال من قبل أصحاب العمل في ظل تفشي كورونا
وأوضح كادكوي أن هذه البيروقراطية تعرض الشباب السوريين لمخاطر أكبر، وخاصة في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد، قائلا "في ظل الظروف العادية، يعني العمل بشكل غير رسمي بالفعل التعرض لأشكال مختلفة من الاستغلال، وخلال الوباء، يؤدي العمل بشكل غير رسمي إلى تحويل السوريين إلى قوة عاملة تتعرض لمخاطر أكبر في ظل وجود شبكة أمان مالية هشة والسعى لمواجهة العواقب الاقتصادية الناتجة عن الأزمة".
وأضاف ان الشباب السوريون يعملون بشكل رئيسي في قطاعات النسيج والبناء والمطاعم في تركيا، وبحسب المسح، فإن 78.8٪ لا يتلقون راتبهم الكامل كل شهر، واشتكى مجموعة من المستجيبين من انخفاض الأجور، بينما قال 16% إن ظروف عملهم غير مناسبة.
وبحسب ما ورد يعمل حوالي نصف الشباب السوريين 9-10 ساعات في اليوم، ويعمل ثلثهم لمدة 11 ساعة على الأقل - وهو ما يتعارض مع قواعد التوظيف في تركيا، كما اشتكى نصف ممن شملهم الاستطلاع أنهم لا يستطيعون الوصول إلى الخدمات العامة أو استئجار منزل بسبب جنسيتهم.
وقال ثلث المجيبين إنهم يعانون من التمييز والعنصرية، بينما أشار خمسهم إلى حاجز اللغة باعتباره عقبة رئيسية أمام اندماجهم في المجتمع التركي. وقال 11% من المستطلعة آرائهم إن اتصالهم بالمجتمع المحلي كان "على مستوى سيئ للغاية".