«فويس أوف أمريكا»: أردوغان يستغل أزمة كورونا لتشديد قبضته
قالت شبكة "فويس أوف أمريكا" إن الإجراءات الجديدة التي تطبقها حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في تركيا، قد حولت إسطنبول ومدن أخرى إلى "مدن أشباح"، بعد إعلان وزارة الداخلية التركية اعتقال ومحاكمة أشخاص بتهمة إختراق قانون يجرم منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، وُصفت بأنها تنشر "الذعر" بشأن الوباء.
ونقلت الشبكة عن إيما سنكلير ويب، من منظمة "هيومن رايتس ووتش" قولها: "الحكومة التركية تعتبر أن المنشورات على وسائل التواصل تهديدا للبلد، وهذا الأمر مقلق جدا، فهي تبعث رسالة للناس مفادها (ابقوا صامتين ولا تتكهنوا بشأن آثار كورونا)".
وأشارت الشبكة إلى تصريح أردوغان قائلا إنه بالإضافة إلى مواجهة الوباء، فإنه سيواجه ما وصفه بـ"فيروسات الإعلام والسياسة"، لافتة إلى أنه بالرغم من تلك التهديدات، إلا أن الصحف المستقلة القليلة الموجودة في تركيا لا تزال تنشر تقارير تنتقد فيها أداء حكومته في التعامل مع الوباء، مما أدى إلى اعتقال ومحاكمة العديد من الصحفيين.
ولفتت الشبكة إلى أن رؤساء البلديات لم يسلموا من تلك الاتهامات، حيث خضع عمدة إسطنبول أكرم إمام أوغلو وعمداء آخرون للتحقيق بتهمة محاولة "خلق دولة داخل دولة"، بعد أن قاموا بتوفير كمامات للوجه للمواطنين وقادوا حملات جمع تبرعات لمساعدة ضحايا الوباء، وهو ما جعل العديد من المراقبين يتهمون أردوغان باستغلاله أزمة كورونا، لزيادة إحكام قبضته على البلاد.
كما نقلت "فويس أوف أمريكا" عن آسلي أيدينتاسباس من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، قولها أن هذه الإجراءات ستؤدي إلى "مزيد من السيطرة التي تمارسها الحكومة أصلا في تركيا، مضيفة "لا نعلم كيف ستكون ردة فعل الناس، وما إذا كانوا سيعتبرونها إجراءات ضرورية لمواجهة الفيروس، أو ما إذا كانوا مع الوقت سيكرهون السيطرة الخانقة من قبل السلطات".