أزمة تنمر على مرضى والمتعافين من كورونا بكفر الشيخ
لم يشفع لهم مرضهم بفيروس كورونا في جلب عطف ورحمة البعض ولم يشفع لهم أيضا محاربتهم للفيروس وإنتصارهم عليه لمن استطاع فعل ذلك وأصبح متعافيا، فالتنمر والمعاملة السيئة وربما المقاطعة ستكون هى جزاءهم سواء في مرضهم أو في تعافيهم سواء لهم أو لأسرهم وذويهم، ليصبح بذلك المرض عار في عين المجتمع الذي حكم على مصاب كورونا أنه شخص مذنب، وهو ما يعانيه مرضي فيروس كورونا والمتعافين أيضا بكفر الشيخ.
يرفضون ذكر أسمائهم أو حتي التلميح لها أثناء الحديث معهم عن معاناتهم كإنهم ارتكبوا جرما في عيون الناس، لتستجيب "الدستور" لرغباتهم في عدم الكشف عن هوياتهم وتكتفي بذكر الأحرف الأولي من أسمائهم، بداية يقول " ز.م.ع"، مريض بفيروس كورونا ويخضع حاليا للعلاج بالمدينة الجامعية: "إنه يخشي من معاملة الناس عقب خروجه وتعافيه جراء مايسمعه من تعاملهم السئ مع ذويه وهو ما يؤثر بالسلب علي نفسيته مما جعله يفكر في بيع منزله الكائن بإحدي قري مركز بيلا، وأخذ أهله والذهاب بهم إلى مكان لا يعرفهم فيه أحد لكي يستطيعوا أن يبدأو حياتهم مرة أخري".
نفس المعاناة يعيشها " أ. س. م " المتعافي من فيروس كورونا والذي قال: " إنه لا يستطيع أن يعود لممارسة حياته الطبيعية مرة أخري بعد خروجه من المستشفي، وذلك بسبب تغير معاملة جيرانه معه ومع ذويه وخاصة في عمله كصاحب محل تجاري، فالجميع قد قاطعه ولا يريد أحد أن يشتري منه شيئا بحجة أنه سينقل العدوي لهم على الرغم من تعافيه نهائيا، ما دعاه إلى غلق محله والمكوث في المنزل وسط ظروف معيشية صعبة بسبب مايتعرض له من تنمر ومقاطعة له".
ويقول "م. ع " أحد أطباء مستشفي العزل: " إنه يخشي عقب عودته لعمله في عبادته الخاصة بسبب عزوف المواطنين عن الذهاب إليه لمجرد علمهم أنني عملت لفترة في مستشفي عزل مصابي كورونا، فهم يتعاملون معي كأنني مصاب وهو مايتعبني نفسيا وهذه المعاناة يعاني منها زملائي أيضا، مما يؤثر على نفسيتنا سلبا".