أردوغان يقر قانونا يحوّل الجامعات التركية إلى ثكنات عسكرية
قال باكي تيزكان، الأستاذ في جامعة كاليفورنيا باختصاص التاريخ، إن تعديلات قانون التعليم العالي التركي التي دخلت حيز التنفيذ في 17 أبريل الماضي، تجسّد مزيجا من أسوأ ملامح التراث العثماني الإمبراطوري والجمهوري التركي؛ نظرًا لأنها توضح كيف أن أردوغان يسعى لتنظيم مؤسسات التعليم العالي التركية بقوة أكبر مما كانت عليه من قبل الجنرالات الذين أسسوا نظامًا عسكريًا في عام 1980.
• تعديلات قانون التعليم العالي الجديد بتركيا
وأوضح تيزكان، في مقال نشره موقع أحوال المعارض، أن قانون التعليم العالي الجديد الذي أقره البرلمان التركي يتضمن أحكامًا تكمن في تحويل الحرم الجامعي إلى ثكنات عسكرية، ومن خلال ذلك سيتم تأديب الأكاديميين الأتراك بسبب "التصريحات غير المحترمة" تجاه "رؤسائهم" تمامًا مثلما يتم تأديب الجندي عندما لا يحترم رئيسه.
وأضاف أن هذا التعديل الجديد على القانون يفتح الباب لتوبيخ الأكاديميين الأتراك لانخراطهم في سلوك يُعتبر خارج "الأخلاق العامة والآداب العامة" من وجهة نظر حكومة أردوغان، رغم أنه لا توجد لائحة معينة تحدد ما هو السلوك الذي يقع خارج تلك "الآداب العامة"، كما أنه ينص على أنه قد يتم تأديب الأكاديميين لتداولهم أو نسخهم أو حتى عرض "المنشورات المحظورة"، وهو مفهوم جديد وصادم في مجال التعليم العالي.
• فصل الأكاديميين
ولفت تيزكان، إلى أن القانون يتيح، أيضًا، فصل الأكاديميين بسبب اتهامات تتعلق بالإرهاب، وهي نفس الاتهامات التي استخدمها أردوغان لفصل مئات الأكاديميين والأساتذة من معارضيه في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشل عام 2016، موضحًا أن هذا التعديل الجديد يمهد الطريق للحكومة لطرد هؤلاء الأساتذة الذين سيبدون أي نوع من الانتقادات للسياسات الحكومية تجاه المواطنين الأكراد في تركيا، والذي سيفسره العديد من مديري الجامعات التركية وبعض القضاة على أنه دعم للإرهاب.
وأكد الكاتب أن أردوغان يتبع، الآن، التقليد الإمبراطوري العثماني في إدارة التعليم العالي من أجل فرض الهيمنة الإيديولوجية، وتعزيز هذا التقليد من خلال الاستعانة بالإرث التأديبي القاسي للأنظمة العسكرية التركية، واصفا الأمر بأنه مزيج مخيف من الممكن أن يؤدي إلى إغلاق الكتير من الجامعات وطرد معظم العقول المستنيرة في الجامعات التركية.