هشام عزمي ناعيًا صالح كامل: كان عاشقًا لمصر وشعبها
نعى الدكتور هشام عزمي رئيس المجلس الأعلى للثقافة، رجل الأعمال السعودي ومؤسس مركز الاقتصاد الإسلامي بجامعة الأزهر، الشيخ صالح كامل، الذي وافته المنية أمس عن عمر ناهز 79 عامًا.
وكتب «عزمي» على حسابه الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك»: «هذا الرجل ما زلت أتذكر ذلك اليوم البعيد في بداية تسعينيات القرن الماضي وكنت ساعتها قد انتهيت للتو من رسالتي للدكتوراة في موضوع إنشاء نظام معلومات متكامل لمكتبات التلفزيون المصري، وكانت الرسالة هي الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي، بل واحدة من الدراسات الأكاديمية النادرة التي تقتحم هذا المجال البكر حينها - مجال التوثيق الإعلامي - على مستوى العالم في ذلك اليوم جاءني صوت الإعلامي الكبير حمدي قنديل ـ رحمه الله ـ عبر الهاتف ليخبرني برغبة الشيخ صالح كامل في لقائي لموضوع مهم يرتبط بمجال دراستي».
وتابع: «لم تمض سوى ساعات قلائل حتى التقيته في مكتبه مساء اليوم ذاته بالبرج الكائن بشارع جامعة الدول العربية، والحقيقة أنني لم أكن في حاجة للكثير من الوقت لاكتشف أنني أجلس أمام شخصية غاية في الاحترام والرقي والتواضع.. كان الشيخ صالح يؤسس وقتها شبكة فضائية قُدر لها بعد فترة وجيزة أن تكون واحدة من أكبر المحطات الفضائية العربية وأوسعها انتشارا وهي ART، أخبرني الرجل أنه قد سمع عني وعن رسالتي وأنه سيكون سعيدا لو قبلت العمل معه كمستشار للمعلومات في شبكته الواعدة لأكون مسئولا عن تنفيذ نظام المعلومات بها.. ويتطلب الربط بين مواقع الشبكة المنتشرة في القاهرة وجدة وعمان وبيروت ومحطة البث في إيطاليا».
وأضاف أنه سيكفل لي كافة الصلاحيات التي تمكنني من تنفيذ المهمة على أكمل وجه، وأشهد أن الرجل كان صادقا فيما وعد.
واستطرد: «كانت التجربة ثرية مهنيا وعمليا بالنسبة لي، فلقد استقطب الشيخ صالح قمما إعلامية يشار إليها بالبنان لإدارة الشبكة الوليدة، أذكر منهم الأساتذة حمدي قنديل، همت مصطفى، سامية صادق، صلاح زكي، سناء منصور، وغيرهم كُثر، وكانت طبيعة المهمة تتطلب التعامل معهم بصفة شبه يومية، وكان لي مع كل منهم ذكريات لا يتسع المقام لها الأن، المهم أثمر العمل الدؤوب عن استحداث أول نظام معلومات عربي لمكتبات وأرشيفات التلفزيون، من خلال فريق عمل أعتز به حتى الآن، وعلى مدى سنوات ثلاث استغرقها تنفيذ المهمة، اقتربت من الشيخ صالح كامل ـ رحمه الله ـ مهنيا وإنسانيا، كان ودودا، متقد الذهن، محترما، ثاقب النظر وصاحب رؤية وقبل كل شئ إنسانا بكل ما تحمله الكلمة من معان والأهم أنه كان عاشقا لمصر وشعبها، عشق استشعره كل من قابله وتحدث معه فلقد أحب الرجل مصر، فأحبته مصر.
وأضاف: «سيظل الشيخ صالح كامل من أكثر الشخصيات التي قابلتها تأثيرا خلال مشوار الحياة، أدعو الله في هذه الأيام المباركة أن يتغمده بواسع رحمته وأن يشمله بفيض مغفرته وأن يُسكنه فسيح جناته، قدم ما قدم لأمته وهو كثير».