محلل سياسي ليبي: لا شعبية للإخوان في ليبيا
قال الدكتور عبد الحكيم فنوش، المحلل السياسي الليبي، إن الحديث في المنطقة الغربية عن القبائل يجب أن يوضع في إطاره العرقي فأغلب المعارضون للجيش الليبي ولأغلبية الليبيين ينتمون لهذه الفئة الكورغلية والتي يحاول إردوغان أن يتاجر بها والتي يصفها بأنهم أتراك ليبيا هذا إضافة لأغلبية من ينتمون للأمازيغ وذلك بسبب نزعتهم العنصرية ومشروعهم المرتبط بأطراف خارجية من خلال ما يسمى بالمؤتمر الأمازيغي ورغبتهم بأن يكونوا أصحاب قرار من أجل تكريس خصوصيتهم العرقية والثقافية والتي يرون أن الجيش يعرضها بعد أن تم إدراج لفظ العربي كتوصيف لهوية المؤسسة العسكرية، في حين أن من ينتمون للقبائل ذات الأصول العربية كما يصفهم أنصار أردوغان، هم مناصرون للجيش في غالبيتهم.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ "الدستور": "أتصور بأن محاولة تقسيم الشعب الليبي وفقا لمنطق القبيلة يبعدنا عن رسم الخارطة السياسية الصحيحة لمشروع الاحتلال الذي يمارس وفق أجندات دول كبرى عقدت صفقة مع أردوغان بإطلاق يده في ليبيا، أن التقسيم الحقيقي هو بين من ينتمون للمؤسسة العسكرية في مشروع تحرير ليبيا من الاحتلال وبين طرف آخر سلم نفسه للمشاريع الغربية التي سمحت لهم باستقدام حتى الإرهابيين ليبقوا في السلطة تماشيا مع مشروعهم لاستباحة ليبيا وإعدام مفهوم الدولة وصولا بليببا لأن تكون مركز زلزال للمنطقة برمتها وبؤرة توتر دائم يتم استغلاله من قبل قوى عظمى".
وأشار فنوش، أنه فيما يخص الإخوان والجماعات الأيديولوجية المتأسلمة، فلا شعبية لها في ليبيا، لكنهم مخلب قط بيد استخبارات دول كبرى ساندتهم وفرضتهم من خلال السماح لهم باستغلال الجماعات المتطرفة المسلحة تنفيذا لأجنداتها، والتي نسقت معها منذ 2011، لينطلقوا بإرسال المقاتلين من ليبيا إلى سوريا بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأمريكية وبمباركة ودعم وتمويل قطر وتركيا، وليتم فيما بعد إرجاعهم إلى ليبيا انطلاقا من 2014، بعد أن قام الجيش الليبي بإطلاق عملية الكرامة لمحاربة الإرهابيين في بنغازي".
وأوضح المحلل السياسي، أن كل ما يحدث من التنظميات الإرهابية يحدث بمعرفة الأطراف الدولية والتي كانت تفرض على الليبيين مشاريعها السياسية، من خلال اتفاق الصخيرات وما يسمى بحكومة الوفاق، وأن الأخونة خصم لمنطق الدولة الوطنية، متابعا: "إنهم يخلقون مجتمعات أيديولوجية موازية في أي مجتمع يزرعون فيه، وارتباطهم هو ارتباط عقائدي مع من ينتمون لنفس فكرهم وليس منطق المواطنة هو ما يحسم علاقتهم بأوطانهم وشعوبهم، ومن هنا يمكن أن نعرج على الموقف التونسي والذي يتصدره حزب النهضة الذي يتماشى مع التوجه الأردوغاني والمشروع الإسلاموي في المنطقة برمتها، والذي ترجم من خلال الأخبار التي تتوارد من وصول شحنات مشبوهة بدعوى أنها طبية في حين أن مطارات مصراتة ومعيتيقة لم تتوقف عن استقبال المرتزقة والإرهابيين".
وأكد فنوش، أن في نهاية المطاف على كل الليبيين أن يعيشوا حالة تحرير لإنهاء حالة الاحتلال التي تمارس الآن بشكل مباشر من قبل أردوغان، والتي أحالت السراج ومن معه إلى مجرد عملاء وخونة لا مصير لهم إلا المحاكم بتهمة الخيانة العظمى، لذا لا حديث عن أي صفقة سياسية أو حل سياسي مع من باعوا الوطن، والرسالة التي نوجهها لمصر هي أن تستمر بدعم الجيش الليبي الذي يقاتل نيابة عن المنطقة برمتها، فما يحدث في ليبيا يهدد الجميع ويعتبر أمنا قوميا مصريا، بالإضافة لذلك ننتظر دورا ومواقفا فاعلة لنزع الشرعية عن السراج ومن معه وإعلان عدم الاعتراف بهم وتمكين من يمثلون السلطات الشرعية المساندة للجيش الليبي كممثلين وحيدين لليبيا.