الحلقة 19 من رواية «الصديق أبو بكر».. حديث الإفك 1
أسبوع مر على الأب وأسرته فى الصعيد، وفى تلك الليلة كان الأب جالسا مع والده ووالدته فإذا بشقيقتيه يحضرا ومعهما أبنائهما مرام وزهراء ومحمد وعبد الله وندى ومحمود ثم يدخلون عليهم، وبعد قليل جاء زياد ووالدته ونور ويارا وجنة ووالدتهم جميعهم فى غرفة الأب فقال الجد بارك الله فيكم. سمعت أنك تسرد لبناتك وابن أخيك سيرة أبو بكر الصديق رضى الله عنه.
الأب: نعم
الجد: كنت أتمنى أن أستمع مثلهم.
الأب: لو كنت أعلم ذلك يا أبى لسردت لهم السيرة ها هنا.
الجد: لا بأس ولكن إلى أين وصلت ؟
الأب: إلى حديث الإفك.
الجد: ياله من موقف عصيب على رسول الله وزوجه أم المؤمنين عائشة وأبيها الصديق
الجدة: أعرف من القصة القليل فقصها علينا
الأب: على الرحب والسعة يا أمى
زهراء: فلتبدأ إذن
الأب: بعد غزوة الأحزاب قررت قبيلة بنى المصطلق غزو المدينة فعلم النبى صلى الله عليه وسلم بالخبر فقال: نغزوهم قبل أن يغزوننا وفاجأهم النبى صلى الله عليه وسلم فاستسلم بنو المصطلق فاطلق النبى صراحهم وأثناء العودة حدث أمر جلل
مرام: ماهو؟
الأب: أجيبك يا ابنة أختى كان مع النبى صلى الله عليه وسلم فى هذه الغزوة أم المؤمنين عائشة وفى طريق العودة. أمر النبى بأن يبيتوا بعض الليل وفى أخر الليل خرجت السيدة عائشة لقضاء حاجتها بعيدا وأثناء عودتها لم تجد عقدها فرجعت تبحث عنه، ولما عادت مرة أخرى لم تجد المعسكر فلقد أمر النبى بالرحيل وحمل بعض الصحابة الهودج ووضعوه على الجمل ظنا منهم أن السيدة عائشة بداخله خاصة لأنها كانت خفيفة الوزن
الجده: أم المؤمنين عائشة وحدها فى الصحراء ؟ ماذا فعلت ؟
الأب: تلحفت السيدة عائشة بردائها وانتظرت فى مكانها حتى إذا لاحظوا غيابها عادوا إليها فإذا بالصحابى الجليل صفوان بن المعطل آت على جملة فقال: زوج رسول الله؟ فلم ترد عليه السيدة عائشة فأناخ جمله وذهب بعيدا حتى لا ينظر إليها وهى تركب فلما ركبت جر الجمل وتحرك خلف جيش رسول الله..صلى الله عليه وسلم
الجميع: صلى الله عليه وسلم
الأب: ولما دخل المدينة كان المنافق عبد الله بن سلول جالسا مع أتباعه من المنافقين فقال: صفون يجر الجمل وعلى الجمل عائشة وهز رأسه ساخرا
الجد: لعن الله هذا المنافق عبد الله بن أبى بن سلول
الجدة: بهذه البساطة يخوض فى عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم
الأب: وبدأ الناس يتحدثون فى الأمر والسيدة عائشة لم تعلم شيئا من هذا وكانت مريضة ومعها أمها فلاحظتت أن النبى لم يلاطفها كعادته فاستأذنته أن تعالج فى بيت أبيها فأذن لها صلى الله عليه وسلم.
ونكمل غدا بإذن الله