بدوي: كابل «إفريقيا 2» يعزز ريادة مصر في مراكز البيانات العملاقة
قال الدكتور عمرو بدوي، الرئيس التنفيذي السابق للجهاز القومي لتنظيم الاتصالات، مساعد أول وزير المالية للتطوير المؤسسي السابق، إن صناعة الكوابل البحرية من أهم وأكبر الصناعات في قطاع الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، مشيرا إلى أن مصر تعد نقطة محورية في مرور الكابلات البحرية العالمية لنقل حركة البيانات وشبكة الإنترنت العالمية بين الشرق والغرب وربط أمريكا وأوروبا بإفريقيا وأسيا، موضحا أن حجم الحركة أصبح كبيرا جدا خلال السنوات الأخيرة بعد الاعتماد على منظومة التحول الرقمي والخدمات الذكية في معظم دول العالم.
وأكد بدوي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن تغير مسارات نقط الإنزال للكابل البحري الجديد "إفريقيا 2"، الذي أعلنت المصرية للاتصالات اتفاقية شراكة لبدء إنشائه والذي يستغرق نحو 4 سنوات لبنائه من خلال 21 منطقة إنزال في نحو 16 دولة إفريقية سيؤدي إلى تعظيم الاستفادة من هذا الكابل، إذ أنه في حالة حدوث أي انقطاع في الكوابل البحرية نحتاج إلى مسارات بديلة للاعتماد عليها.
وقال بدوي، إن هناك تضاعف في حجم البيانات المستخدمة عالميا في منطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وإنشاء هذا الكابل سيوفر سعات دولية كبيرة للإنترنت تصل إلى 180 تيرابيتثانية، ما يعظم من التقنيات الجديدة لريادة مصر في مجال مراكز البيانات العملاقة وتخزين وتجميع البيانات كمركز إقليمي للبيانات لخدمة العالم.
وأكد، أن مصر مؤهلة لأن تصبح ممرا رقميا لإفريقيا، حيث أن عبور هذه البيانات يمثل أهمية كبرى لمصرعلى خريطة الاستثمارات العالمية، إذ أن كثير من الشركات العالمية تحتاج إلى الاستثمار في إفريقيا ومصر أحد أهم الأسواق الناشئة لتوجيه هذه الاستثمارات خلال الفترة المقبلة.
وأضاف بدوي، أن اعتماد المصرية للاتصالات على منطقتين إنزال جديدتين تنفيذ مسارات أرضية جديدة تتميز بالتنوع الجغرافي والاختلاف عن المسارات الموجودة حاليًا أمر في غاية الأهمية لتعظيم الاستفادة القصوى من هذا الكابل، مشيرا إلى أن هذه المسارات تمتد لربط البحر الأحمر والبحر المتوسط ومن خلال محطات إنزال حديثة بمواصفات فنية عالمية، بعد اختيار مواقع محطات الإنزال بعناية لتحقيق التعددية والمرونة، حيث تم اختيار مدينة رأس غارب على ساحل البحر الأحمر ومدينة بورسعيد على ساحل البحر الأبيض المتوسط وتمتد المسارات بين نقطتي الإنزال موازية لقناة السويس، بالإضافة إلى ذلك قامت الشركة المصرية للاتصالات بتصميم وتوفير وصلة بحرية جديدة للربط بين محطات رأس غارب والسويس والتي تعتبر بمثابة مسارًا إضافيًا.
وقال بدوي، إن سوق الاتصالات المصري من أكبر أسواق المنطقة وجاذب للاستثمارات الأجنبية، حيث أن مشتركي التليفون المحمول والأرضي تجاوز 106 ملايين مشترك في حين أن مستخدمي الإنترنت الأرضي والموبايل تجاوز 50 مليون مستخدم، ما يؤكد على أهمية الاستثمار في هذا المجال الواعد.