وزير الاتصالات لـ«الدستور»: كابل «2Africa» يعزز تحويل مصر لممر رقمي عالمي
كشف الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن توقيع الشركة المصرية للاتصالات اليوم على عقد شراكة عالمية لإنشاء الكابل البحري "2Africa"، الذي سيكون أضخم كابل يدور حول القارة الإفريقية مرورًا بـ 16 دولة، ويغطي مناطق شرق أسيا وإفريقيا وجنوب أوروبا، في أمر غاية الأهمية لمصر ويحقق التكامل مع القارة.
وقال طلعت في تصريحات خاصة لـ "الدستور"، إن مصر تستحوذ على جزء كبير من حركة نقل البيانات الدولية حول العالم، حيث يمر نحو 18 كابلا بحريا عبر أراضيها من خلال نقط الإنزال في مدينة "أبو تلات" بالإسكندرية على البحر المتوسط، وأخرى في مدينة الزعفرانة على البحر الأحمر، لافتا إلى أن إنشاء الكابل البحري الجديد يستهدف منه تغطية نقل البيانات وحركة الإنترنت مع ثلاث قارات، هي آسيا وإفريقيا وأوروبا، ما سيعظم من مركز مصر العالمي على خريطة الاستثمارات العالمية في مجال الكوابل البحرية ومراكز البيانات العملاقة و"الداتا سنتر".
وأكد وزير الاتصالات، أن وزارته وضعت خطة لتحويل مصر إلى ممر رقمي عالمي وبالمشاركة في هذه الاتفاقيات والاستثمارات العالمية سيؤدي إلى الإسراع في تحقيقها، حيث تشارك المصرية للاتصالات مع 7 شركات عالمية والتي تضم شركة الصين الدولية لخدمات المحمول وفيسبوك وشركة "إم تي إن جلوبال كونكت" وأورانج الفرنسية وشركة الاتصالات السعودية وفودافون العالمية وشركة غرب المحيط الهندي للكابلات، سيعزز من مكانة مصر في هذا المجال الواعد وستؤدي إلى جذب استثمارات أجنبية إلى مصرخلال الفترة المقبلة.
وقال، إن مصر لديها خطة للتكامل مع الدول الإفريقية الشقية ومثل هذه المشروعات ستحقق هذه الاستراتيجية في هذا الشأن، إذ أن هناك اهتمام كبير من مصر بالتعاون في مجالات التحول الرقمي والأمن السيبراني والتدريب عن بعد مع إفريقيا وفق توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال الفترة الحالية، موضحا أن هناك العديد من المبادرات الرقمية مع القارة.
وأشار طلعت إلى أن مصر ستستفيد من مرور الكابل البحري الجديد اقتصاديا وتقنيا والذي سيمتد بطول 37 ألف كيلومتر حول القارة الإفريقية ليصبح أحد أطول أنظمة الكوابل البحرية في العالم، حيث يربط قارة أوروبا شرقًا عبر مصر ومنطقة الشرق الأوسط عبر المملكة العربية السعودية بأفريقيا من خلال 21 نقطة إنزال في 16 دولة أفريقية.
وأوضح، أن حجم نقل البيانات العالمية تضاعف 10 مرات خلال تداعيات أزمة فيرس كورونا وما واجهته الدول في أثناء الجائحة من زيادة كبيرة من مستخدمي الإنترنت والشبكات الاتصالات حول العالم، ما يؤكد على أن ضخ هذه الاستثمارات سيعزز زيادة الطلب علي نقل البيانات، مشيرا إلى أن المصرية للاتصالات تمتلك كابلين بحريين تقوم بإدارتهما بشكل جيد.
وقامت الشركة المصرية للاتصالات بتصميم وصلة بحرية جديدة للربط بين محطات رأس غارب والسويس والتي تعتبر مسارًا إضافيًا، ويتم إنشاء الكابل الجديد باستخدام أحدث تقنيات أنظمة الكوابل البحرية المقدمة من شركة "الكاتيل" للشبكات البحرية وهي "SDM1"، والتي تدعم سعات أكثر بتكلفة أقل، حيث تسمح بتشغيل عدد أكبر من أزواج الألياف الضوئية يصل إلى 16 زوجًا مقابل ثمانية أزواج من الألياف الضوئية كحد أقصى وفقًا لما يتم تقديمه في الأنظمة البحرية الحالية.
وتمتلك الحكومة نحو 80% من أسهم الشركة المصرية للاتصالات في حين أن 20% المتبقية تداول حر في البورصة المصرية، كما حققت الشركة إيرادات مجمعة بلغت نحو 25.8 مليار جنيه خلال عام 2019 بنسبة نمو قدرها 13% عن عام 2018، مدفوعًا بشكل رئيسي بالنمو في الإيرادات المرتبطة بخدمات البيانات عبر وحدات أعمال المنزل والشركات والمؤسسات ووحدة أعمال المشغلين الدوليين.