الحلقة 16 من رواية «الصديق أبو بكر».. يثرب
الأب وشقيقه أيمن وأبناءهما زياد ونور ويارا ومحمود يتجولون فى المزرعة فإذا بنور تسأل عن وصول النبى صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبو بكر الصديق إلى المدينة وكيف استقبلهم المسلمون
أيمن: كان أهل المدينة يخرجون من الصباح حتى الظهيرة استعدادا للقاء رسول الله، ولما ينتهى الظل يعودون إلى بيوتهم.. وفى الوقت الذى كانوا قد عادوا إلى بيوتهم وصل النبى صلى الله عليه وسلم، وكان أول من رآه رجل من اليهود فقال: يابنى قيلة هذا جدكم قد جاء.
يارا: ماذا يعنى بعبارة يابنى قيلة؟
أيمن: الله أعلم.. نسأل أباك.
الأب: قيلة هذه أم الأوس والخزرج.. أهل المدينة.
نور: وما معنى جدكم ؟
أيمن: جدكم أى حظكم.
الأب: فلما سمعوا نداء اليهودى خرج الرجال والنساء والأطفال من المسلمين وغير المسلمين ينظرون إلى رسول الله. وأغلبهم لم يكونوا رأوه من قبل.
أيمن: أغلبهم أى أغلب أهل المدينة.. وليس المهاجرين.
زياد: نعلم ذلك يا أبى
الأب: فأنشد النساء والأطفال ابتهاجا برسول الله النشيد الذى تحفظونه
زياد ويارا ونور: طلع البدر علينا.. من ثنيات الوداع
وجب الشكر علينا.. ما دعا لله داع
أيها المبعوث فينا.. جئت بالأمر المطاع
جئت شرفت المدينة.. مرحبا ياخير داع
الأب: بارك الله فيكم
أيمن: هذا النشيد يعلمنا حب أهل المدينة للنبى _صلى الله عليه وسلم_ ويعلمنا حسن استقبال الضيف وإكرامه.
يارا: الكريم يحبه الله
نور: فالله هو الكريم سبحانه وتعالى
زياد: وماذا حدث بعد ذلك؟
الأب: كما ذكرت لكم أن أغلب أهل المدينة لم يكونوا قد رأوا النبى من قبل.. فاحتاروا بينه وبين الصديق.. أيهما رسول الله؟ ولأنه كما ذكرنا وصل صلى الله عليه وسلم وقت الظهيرة، وكان الحشد كبيرا وبينما الرسول يلتفت اليهم فاذا الشمس تسطع فى وجهه.. فاقترب منه الصديق وظلل عليه برداءه.. فعرف أهل المدينة أن هذا هو النبى صلى الله عليه وسلم
أيمن: وفى هذا دليل على وسامة الصديق -رضى الله عنه- فلو لم يكن وسيما ونظيفا ووقورا، لما اختلط على أهل المدينة أيهما رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأيهما صاحبه.
الأب: وأقام النبى فى قباء أياما وبنى مسجد قباء -أول مسجد فى الإسلام- وهو أول مسجد أسس على التقوى وصلى فيه النبى بالصحابة رضى الله عنهم ثم خرج من قباء. وكان يوم الجمعة فصلى فى مسجد بنى سالم، وخطب فيه أول خطبة جمعة فى الإسلام لذا سمى هذا المسجد بمسجد الجمعة.
أيمن: وخرج النبى على ناقته والتف الأنصار من حوله كل يناديه ي يارسول الله أقم فى بيتى، وكل منهم يجرى ليشد الناقة حتى تقف عند بيته.. فقال لهم الرسول صلى الله عليه وسلم. دعوها فأنها مأمورة.. فبركت الناقة فى أرض لغلامين يتيمين اسمهما سهل وسهيل ابنى رافع بن عمرو، ثم قامت ثم بركت أمام بيت أيوب الأنصارى.. فنزل عنده النبى صلى الله عليه وسلم ثم اشترى الأرض من سهل وسهيل.. وأقام بيته والمسجد النبوى.
ونكمل غدا بإذن الله