الحلقة 15 من رواية «الصديق أبوبكر».. سراقة بن مالك
بعد الجلوس حوالى ثلاث ساعات قرر الأب الانصراف بعد أن اتصل بشقيقه محمد ليأتى لهم بسيارة فطلب زياد أن يكمل عمه سرد قصة الغار.
الأب: بعد ثلاث ليال.. نزل النبى وأبوبكر من الغار وجاءهما عبد الله بن أريقط بالناقتين طبقا لاتفاق مسبق معه، وبناقة ثالثة، وكان معه عامر بن فهيرة وبينما هم فى الطريق فإذا بفارس خلفهم.
نور: من هذا الفارس؟
الأب: إنه سراقة بن مالك
يارا: ومن سراقة بن مالك؟
أيمن: لو يأذن لى أخى أقص عليكم قصة سراقة
الأب: تفضل
أيمن: سراقة بن مالك من قبيلة تسمى جشعم قريبة من قريش، فعندما خرج النبى من مكة إلى المدينة جعلت قريش مائة ناقة لمن يرده إليهم، وبينما سراقة جالس فى قومه أقبل رجل فقال رأيت ثلاثة رجال وما أظنهم إلا محمد وأصحابه، فأراد سراقة أن يحصل على الجائزة وحده. فقال للرجل: إنهم رجال من قبيلة فلان يبحثون عن شئ فقدوه ثم وجلس قليلا حتى لا يشكوا فيه ثم قام إلى بيته وأتى بفرسه، وأخرج سلاحه من خلف البيت حتى لا يراه أحد من قومه فيذهب معه ويقتسم الجائزة.
نور: كل هذا الحذر؟
أيمن: نعم وأخرج الأقداح أو الأزلام
يارا: ماهى الأقداح أو الأزلام؟
أيمن: هى ثلاثة أسهم مكتوب على أحدها ينفع.. والثانى يضر؟؟ والثالث يعيد
فخرج سهم يضر أى يضر سراقة ولا يضر النبى
الأب: ولقد حرم الله الأزلام (يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون) صدق الله العظيم. أعتذر للمقاطعة أكمل يا أبا زياد
أيمن: أفادكم الل.. المهم رغم أن السهم جاءه بغير ما يريد إلا أنه أصر على أن يلحق بالنبى ليحصل على الجائزة فركب فرسه وانطلق فأوقعه الفرس على الأرض فاستغرب لأنه كان فارسا ولم يقع من على فرسه من قبل فأخرج الأسهم مرة أخرى، فكان نفس السهم لا يضره ومع ذلك أصر وجرى بفرسه فأوشك أن يلحق بالنبى ولما اقترب منهم غاصت أرجل فرسه فى الرمال، ووقع سراقة على الأرض. فسحب الفرس أرجله فخرج من الأرض دخان. فخاف سراقة وعلم أن النبى محفوظ
نور ويارا وزياد: يا الله
أيمن: فقال سراقة: أنا سراقة بن جشعم أريد أن أكلمكم والله لن ينالكم منى مكروه.. فقال النبى لأبى بكر: قل له ماذا تريد؟ فقال سراقة: أكتبوا لى كتابا.. بأنى لم أعترضكم. فأمر النبى أبو بكر أن يكتب له.. فكتب له على عظم.. ثم قال له النبى صلى الله عليه وسلم.. كيف أنت يا سراقة وفى يديك سوارى كسرى؟ فقال سراقة متعجبًا: كسرى ملك الفرس؟ قال: نعم.. وبعد وفاة النبى.. وبعد وفاة أبو بكر.. وفى خلافة عمر بن الخطاب.. انتصر المسلمون على كسرى وجاءوا بجواهره.. فنادى عمر أين سراقة فلما جاءه ألبسه سوارى كسرى، وقال له: قل ما قال لك رسول الله يوم الهجرة.. فقال سراقة وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم..
ونكمل غدا بإذن الله.