رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مابقيتيش تعجبيني».. حكايات زوجات طلقهن أزواجهن لتغير شكلهن

سيدة
سيدة

ضجة كبيرة أحدثتها محادثة إلكترونية بين شاب وخطيبته عبر منصات التواصل الاجتماعي، يهددها فيها بسبب ظهور خطوط بيضاء بجسدها "استرتش مارك" بفسخ الخطبة بعد منحها مهلة للعلاج، وسرعان ما تحول الأمر إلى مشاجرة كبيرة بين عدد من رواد التواصل الاجتماعي بين مؤيد لهذا التصرف من الشاب ومن معارض له.

وبعد أن ألقت هذه الحادثة الضوء على أسباب مستغربة عند البعض للانفصال العاطفي.. في السطور التالية نقدم حالات ونستعرض آراء خبراء وشيوخ عن هذه الظاهرة، وكيف أن المظاهر الشكلية وتغييرها لم تكن سببًا في فسخ خطبة فقط،بل كانت سببًا في إنهاء حياة زوجية بأكملها لينقطع ميثاقًا غليظًا، نتيجة تغيرات طبيعية على الأجساد يفرضها الزمن والظروف المعيشية.

"زاد وزني بعد إنجاب طفلي الثاني، وأصيبت بمرض الغدة ليزداد وزني بصورة أكبر، وبدأت بعدها أعيش مأساة يوميًا"، بهذه الكلمات بدأت تروي "عبير ح" 35 سنة قصتها "للدستور"، وهي تقاوم دموعًا كفيلة أن تشرح القصة كاملة.

تقول" عشنا قصة حب دامت خمس سنوات قبل الزواج، وكافحنا سويًا لبناء عش الزوجية ليجمعنا يومًا سقفًا واحدًا، وحلمنا بإنجاب الأطفال، وتكوين الذرية الصالحة، وكان بالفعل ما تمنيناه سويًا"، وأنجبت طفلنا "أحمد" وسرعان ما أنجبت طفلنا الثاني"آدم"، إلا أنه وبعد إنجابي الثاني، بدأت علامات زيادة الوزن تظهر على جسدي، وبدأ زوجي يظهر نفوره من تلك الزيادة، فأخذ يشعرني ليل نهار بأن مظهري صار قبيحا، وبدأت ألحظ هروبه من التقرب إلي وكأنه تحول لشخص أخر".

وأضافت"الأمر تطور بيننا إلى أن ألقى علي يمين الطلاق بعد مشاجرة، بسبب تلك الزيادة رغم علمه إنني مريضة، وليس لي ذنب بتلك الزيادة".

"مابقتيش تعجبيني"، كانت تلك هي الكلمات التي ألقاها زوج "سمر ع"، "40عامًا" عليها بعد زواج عن حب استمر 11 عاما أثمر عن ثلاثة أبناء، ليكون سبب تغيره نحوها، هو إصابتها بالدوالي التي كان لها تأثيرًا غير محببًا بشكل ساقيها، ليلقي عليها كلمات السخرية والإهانة المستمرة بسبب أثار هذه الدوالي،
،وقالت سمر "الدوالي جاتلي من شغلي في البيت ووقفتي لخدمته وخدمة أولادي..ماليش سبب فيها"، رغم هذا عانت سمر مع زوجها من مشاجرات عديدة، وكانت إصابتها"بالدوالي" جزءًا رئيسيًا بها وذلك دون سعيه معها لعلاجها بل إنه يعايرها فقط حسب قولها، مما دفع الزوجة إلى طلب الطلاق بعد تلك المشاحنات التي وصفتها بأنها لا تنتهي "مقدرتش استحمل إهانتي".

الدكتور محمد هاني، استشاري الطب النفسي والعلاقات الأسرية، أكد لـ "لدستور" أن الزوج الذي يعاير زوجته بتغيرات بشكلها، نتيجة الزواج والإنجاب من زيادة الوزن وخلافه هو زوج لا يستحق التمسك به، لأن الزوج الحقيقي يعد هو السند والشريك في الحياة وليس ذل الشخص الذي ينظر إلى متعته فقط، والحب معناه الرئيسي هو التقبل، تقبل الشخص بعيوبه خاصة لو كانت عيوبًا مظهرية فقط.

وأوضح أنه من الطبيعي أن يطرأ على الزوجين تغيرات نتيجة مرور الزمن وليس على الزوجة فقط، هل يتقبل الزوج أن تلفظه زوجته كما يفعل بعض الأزواج مع زوجاتهم، لافتا إلى أن تلك التصرفات لا تصدر من رجل بمعنى الكلمة، فالرجل هو من يقف جوار زوجته ويحبها بكل حالاتها.

من جهته قال الشيخ أحمد ترك لـ "لدستور" أن الحديث الشريف يقول " قال لا يَفرَكْ مؤمن مؤمنة، إن كره منها خُلقًا رضي منها آخر "، موضحًا أن مفهوم الزواج أكبر من مجرد متعة بين زوجين شكلية فالزواج هو حياة وأسرة لابد أن يبنى على المودة والرحمة والتقبل والتضحية، فلا يجب أن ينسى الزوجين ما بينهما من مودة وعشرة من أجل تلك الأسباب الواهية المظهرية.

وأضاف أنه ليس هناك شخصًا كاملًا تمامًا من العيوب سواء الشكلية أو الجوهرية، فيجب أن تقوم الحياة بين الشريكين على تذكر الصفات الحسنة في شريكه دائمًا واستكمال الحياة على هذا الأساس، وليس هناك مانع من أن يصرح كل منهم ببعض العيوب التي يحب أن يتخلص منها شريكه سواء العيوب المظهرية أو الجوهرية بطريقة لا تنقصها المودة واللين، والعمل معًا على محاولة تخلص كليهما من تلك العيوب أو التقليل منها.