خشوع على عتبات المسجد.. قصة رجل لم يمنعه كورونا من النفحات (فيديو)
لم يتحمّل «محمد عبدالشافي» أن يبعده كورونا عن بيت الله، فالرجل قلبُه معلق بالمسجد كروحٍ لم تستطع أن تفارق جسدها، فنسي الخطر وقاده قلبه إلى أقرب نقطة من المسجد، وأخذ يصلي على «بابه» سائلًا الله أن يرفع الوباء والبلاء، وأن يفتح بيوته أمام زوارها.
على قارعة الطريق اعتاد محمد عبدالشافي الصلاة منفردًا أمام أبواب مسجد الصالح طلائع المغلقة بقرار وزارة الأوقاف بتعليق الصلاة في المساجد ضمن الإجراءات الاحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد، متضرعًا لله بأن تُفتح له أبواب المساجد من جديد حيث تعلق قلبه في رحابها ولم يعتد الصلاة في المنزل.
وبينما يشهد مدخل القاهرة الفاطمية أجواء صاخبة قبيل بدء حظر التجول وحلول موعد إغلاق المحال التجارية بمبادرة كثيرين لجمع أمتعتهم وزادهم لاستقبال شهر رمضان الكريم بشراء الفوانيس وأقمشة الخيامية من محيط باب زويلة، انزوى محمد عبد الشافي، أمام باب مسجد الصالح طلائع؛ لأداء صلاة العصر والتضرع إلى الله منفردًا.
لم يزل الرجل الأربعيني حريصا على الذهاب للمسجد المحبب إلى قلبه رغم إغلاق أبوابه في وجهه إلا أنه يتمسح بين عتباته مستذكرًا ذكرياته التي جمعها منذ نعومة أظافره على مدار 4 عقود؛ أملًا في سكينته التي افتقدها أثناء صلاته في المنزل.
على مدار أسبوعين تجول عبد الشافي على مساجد القاهرة الفاطمية التي نشأ وتربي بين أروقتها ما بين حوش آدم والدرب الأحمر وباب الوزير وصولًا إلى باب زويلة حيث مسجد الصالح طلائع الذي استقر على عتباته متضرعًا في كل صلاة أن يُفتح له الباب من جديد.
على الرغم من صلاته في أحد الشوارع الحيوية التي تشهد زحامًا كبيرًا إلا أنه يتوجه نحو باب المسجد متجاهلًا كل ما يحدث خلفه من أمور الدنيا: قائلًا «جئت لأصلي وأتضرع لله ولا يهمني كلام الناس ولا أسعى إلا لمرضاة الله من باب الحرص على الصلاة في وقتها وأخشى أن تضيع مني صلاة».
وعن سر تمسكه بالصلاة أمام المسجد أوضح أنه اختار المكان الأكثر سكينة وطمأنينة إلى نفسه وتمثل في مداخل المساجد التي يحمل لها الكثير من الذكريات، كما يفضل الابتعاد عما يشغله عن السكينة والروحانيات بينما ينشغل في البيت بالأطفال ولعبهم ما يقطع عليه سكينته والشعور بحلاوة الصلاة.