الوباء لا يمنع الاتصال بالسماء.. مسيحيو الشرق الأوسط يتحدثون عن عيد الفصح
تخطت حصيلة إصابات فيروس كورونا المستجد حول العالم 1.8 مليون إصابة، فيما تخطت الوفيات 110 آلاف حالة حتى اليوم، ليجعل الوباء الجميع في حالة إغلاق وحظر حتى طال الأمر الاحتفالات الدينية، آخرها احتفالات مسيحي الشرق الأوسط بعيد الفصح.
وفي هذا الإطار ترصد "الدستور"، كيفي يحتفل المسيحيون في دول الشرق الأوسط بعيدهم:
*العراق
أوضحت أنسام مانوئيل اسكندر عضو ائتلاف النصر العراقي، في تصريحات خاصة لـ"الدستور"، أن هذا العيد يسمى عيد القيامة أو عيد الفصح وهو العيد الكبير للمسيحين، مشيرة إلى أنه في ظل وجود جائحة كورونا لا يوجد أي مظاهر للاحتفال أو الذهاب إلى الكنائس، لكن تتم المعايدة من خلال الرسائل عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشارت اسكندر إلى أن هناك قسيس يقوم بأداء صلاة العيد وينشرها على موقع فيسبوك حتى يستمع الناس إلى قداس العيد، مضيفة: "لا يوجد أي احتفال بهذا العيد وسط كل ما يمر به العالم من جائحة كورونا التي أخذت واستنزفت الكثير وأيضًا تأثيرها على الأزمة الاقتصادية للعالم أجمع".
وأعربت اسكندر عن تضرعها وصلاتها، في عيد القيامة أن ينجي كل شعوب العالم من هذا الوباء بسلام.
* كردستان العراق
فيما أوضح فرحان خورشيد حمكول الأستاذ الجامعي من كردستان العراق أن المسيحيين في العراق تعرضوا إلى أعمال عنف منذ عام ٢٠٠٣ مما دفع الكثير منهم للتوجه إلى أوروبا وأمريكا طلبا للأمان كما توجه قسم منهم الى إقليم كردستان - العراق.
وأضاف "كان تعداد المسيحيين في العراق أكثر من مليون ونصف، فيما الإحصائيات غير الرسمية تؤكد بأن عددهم الآن لا يقارب ٤٠٠ ألف نسمة. وتعرضوا أخيرا على يد تنظيم داعش الإرهابي وفي سهل نينوى بالذات إلى التطهير العرقي والتهجير إضافة إلى الخسائر المادية".
وأكد خورشيد أن إجمالي عدد المسيحيين في كردستان العراق يصل إلى عشرات الآلاف يتركز معظمهم في قضاء عينكاوه في أربيل ومنطقة كويسنجق ومحافظة دهوك وسليمانية وكركوك، مشيرا إلى أن الأكراد المسيحيين، يمارسون طقوسهم الدينية بحرية تامة.
وأكد الأستاذ الجامعي أن هذه السنة تعتبر عاما استثنائيا بسبب تفشي مرض كورونا وما تبعتها من وضع الحجر المنزلي على المواطنين ما خلق عائقا أمام المسيحيين من تنظيم القداس والاحتفال الجماعي.
لبنان
قال "بسام الهاشم" الباحث والأستاذ الجامعي في مجال علم الاجتماع لـ"الدستور" إن المسيحيين في لبنان يحتفلون بعيد الفصح وسط جائحة كورونا والصراعات السياسية، مشيرا إلى أنه في لبنان يتحاشى رجال الدين النزاعات السياسية.
وأوضح الباحث اللبناني أنه اليوم في زمن جائحة كورونا تم تعميم الحجر الصحي والحجر المنزلي على كل المستويات سواء في الحياة المدينة أو الدينية وفى الكنيسة.
وأضاف الأكاديمي اللبناني أنه يوجد غياب تام للجمهور من الكنائس داخل لبنان وأصبح القداس افتراضيا، وعادة ما يتجنب رجال الدين داخل الكنيسة التعبير عن مواقف قد تسئ لبعض القوى السياسية المتمثلة في الاحتفال.
* سوريا
الدكتور زاهر اليوسفي عضو مجلس الشعب السوري قال لـ"الدستور"، إن الطوائف المسيحية الغربية تحتفل اليوم بعيد الفصح كما يسمى عندنا أو قيامة السيد المسيح عليه السلام، مشيرا إلى أن الطوائف المسيحية الشرقية فستحتفل بالمناسبة يوم الأحد القادم.
وأضاف: "في كل عام يتشارك السوريون بكافة أطيافهم في كل المناسبات، فالمسيحي يشارك المسلم في رمضان وعيدي الفطر والأضحى والمولد النبوي الشريف وغيرها من المناسبات الدينية، كما أن المسلم يشارك المسيحي في احتفاله بميلاد السيد المسيح ورأس السنة الميلادية والفصح المجيد".
وأكد النائب السوري أن هذا هو حال السوريين دوما إذ يعتبرون أن سوريا لكل السوريين وبسبب الوباء الذي غزا العالم هذا العام والقرارات التي فرضتها جميع الدول للحد من انتشاره تم إغلاق المدارس والجامعات والمطاعم وكل أماكن التجمعات ومنها دور العبادة الإسلامية والمسيحية.
واعتبر اليوسفي أنه نتيجة لذلك اقتصرت الاحتفالات هذه السنة على إقامة الصلوات في الكنائس لرجال الدين المسيحي فقط ومنع المواطنون من الصلاة وتقديم التهاني حرصا على سلامتهم فالكل محتفل في منزله بحزن شديد ودعاء إلى الله بأن يزيح هذه الغمة ويعجل بالفرج كي تعود الروح الى الاحتفالات المباركة.
واشار النائب السوري إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي الآن هي الوسيلة الوحيدة التي نرسل من خلالها تهانينا للأقارب والأصدقاء، مؤكدا أن الحرب على سوريا خلال تسع سنين لم تمنعهم رغم ضراوتها من الاحتفال بكل المناسبات.