فندق 5 نجوم و«تقسيمة المليون».. «أصالة» تنقذ ابنها بـ«محامي عُقر»

أسرة القتيل

وكشفت مصادر من عائلة «شاكر محمد عبدالهادي» والد المجني عليه أنَّ القتيل «هاني» كان زوجًا وأبًا، وأرملته تُدعى «هالة جمال أبو النور» ولديه طفلان هما «آسر» (5 سنوات) و«هناء» (3 سنوات).

وأضافت المصادر أنَّ التصالح بين «أصالة» وأسرة المجني عليه جرى عبر محاميها ويُدعى «علي»، مشيرة إلى أنَّ قيمة التصالح البالغة مليون جنيه قُسِّمت حسب الميراث بين أرملة القتيل وطفليه ووالديه بأن حصلت أرملته وأبناؤه على 600 ألف جنيه ووالدته على 200 ألف ووالده 150 ألفًا، وباقي المبلغ تمَّ تسديده كفواتير إقامة الأسرة في أحد فنادق الـ5 نجوم خلال الأيام الماضية.
بداية التفاوض

وأشارت إلى أنَّ التفاوض بدأ مع مندوب الفنانة أصالة في اليوم الرابع من عزاء القتيل في 25 ديسمبر 2019، إذ أرسلت سيارة إلى قرية «محلة قيس» في مركز شبراخيت التابع لمحافظة البحيرة، ووجهت دعوة إلى أسرة القتيل للحضور إلى القاهرة، وبالفعل حضر إلى القاهرة والد القتيل وأرملته وشقيقه «محمد».

وتابعت: «حجزت الفنانة أصالة من خلال مندوبها غرفًا في أحد الفنادق الكبرى في القاهرة لإقامة الأسرة لمدة 3 أيام وبدأ التفاوض بعرض مبلغ الميلون جنيه بشرط التوقيع على أوراق والتعهُّد بعدم العدول عن التصالح».

وبحسب المصادر، وافقت الأسرة ووقّع والد القتيل وزوجته وشقيقه على الاتفاق المشروط بالحصول على مبلغ المليون جنيه مقابل توقيع إيصالات أمانة وتعهّدات أخرى بعدم التحدّث إلى وسائل الإعلام.

وتحدَّث بعض أصدقاء وأقارب القتيل إلى «الدستور» موضحين أنَّ أسرة المجني عليه بسيطة للغاية ومن محدودي التعليم، وأنَّ محامي أصالة «طرق الحديد وهو ساخن»، وقال للأسرة إنَّ طريق المحاكم طويل ونهايته غير مضمونة وإنَّ الاستفادة بالمبلغ المعروض أفضل من سلك السبل القانونية.

وأضافوا: «نظرًا لصدمة أسرة القتيل وضيق حالهم وخوفهم على أبنائه وافقوا لكن الاتفاق، وتسبب ذلك في أزمة على مستوى قرية القتيل، ووجه غالبية أهالي القرية اللوم للأسرة، واعتبروا الاتفاق تفريطًا في دم قتيل القرية بأكملها، بينما اكتفى والد المجني عليه ووالدته وزوجته بجملة واحدة للرد على الهجوم عليهم (إحنا مكناش عاوزين تعويض إحنا كنا عاوزين هاني يربّي ولاده، حسبنا الله في الظالمين)».
«اتفاق باطل»

واعتبرت المصادر وهي من عائلة القتيل أنَّ اتفاق أصالة مع أسرة القتيل باطل رغم سريانه قانونيًا لأن ابن أصالة كان يقود سيارة ثمنها 15 مليون جنيه بسرعة جنونية ودهس القتيل وتركه غارقًا في دمائه دون أي محاولة لإنقاذه.

وزادت: «اللوحة المعدنية بأرقام السيارة هي مَا دلّ على القاتل ولم يعترف من تلقاء نفسه بسبب تأنيب الضمير، وعقوبته إذا تُرِك الأمر للقضاء العادل كانت ستصل للحبس 7 سنوات بجانب مصاريف المحاماة، لأن اعترافات ابن أصالة تخالف أقوال شهود عيان الواقعة في التحقيقات، وأنَّ جميع الأحداث المتعلقة بالقضية بدأت وانتهت في 38 يومًا فقط، وكانت النتيجة قتيل وأرملة وطفلين بلا مصدر رزق غير تعويض بخس وإفلات متهم من عقوبته دون رادع يضمن عدم تكرارها».

وحسب أوراق القضية، جرى تحرير محضر الشرطة في الساعة الثانية صباحًا عقب وقوع الحادث يوم 21 ديسمبر 2019، بمعرفة النقيب حمدي جمعة، الضابط في قسم شرطة التجمع، ونص المحضر على أنه تبلغت غرفة عمليات القسم بوجود بلاغ مصادمة ومصاب بشارع التسعين أمام مول «عبدالعزيز» في اتجاه الجامعة الأمريكية بمنطقة التجمع.

وانتقلت إلى محل البلاغ قوة من قسم الشرطة، والتقت شهود العيان وهم كل من «معتز. أ»، و«أحمد. ع»، وتبيّن وجود جثة المتوفي ويدعى «هاني شاكر محمد عبدالهادي» قائد الدراجة البخارية رقم «1101834 مرور شبراخيت».

وبمناظرة جثة القتيل، تبيّن وجود كسر بالساقين اليمنى واليسرى وكسر بالجمجمة وجرح قطعي بالحاجب الأيمن، وجرى نقل جثمان المتوفي بسيارة الإسعاف رقم «273 ي. ن. د- كود "2842» قيادة أحمد عمارة، ومسعف محمد محروس إلى مستشفى القاهرة الجديدة.

وبفحص البلاغ، تبيّن أنَّ المتسبب في الحادث قائد السيارة رقم «ر. ج. ص 579- ملاكي مصر»، وفر هاربًا، ولكن وجدت اللوحة الأساسية للسيارة قيادته في مكان الحادث.

وحسب أوراق القضية، حددت الأجهزة الأمنية، المتهم عقب إجراء التحريات اللازمة، إذ تبيّن بالاستعلام من جهة المرور عن مالك السيارة أرقام «ر. ج. ص، 579» وأنّها ماركة «بنتلي» صادر مرور الجزيرة باسم المالك طارق رياض العريان، وحددت الرقم القومي الخاص به.

وعقب ذلك، حددت التحريات شخصية قائد السيارة أثناء الحادث، وأصدرت النيابة قرارًا بضبط وإحضار المتهم «خالد أيمن الذهبي»، وأصدرت النيابة قرارًا بضبطه والعرض فورًا، كما أمرت بضبط السيارة مرتكبة الواقعة التي تحمل لوحات رقم «ر. ج. ص 579» باسم طارق رياض العريان.
الشهود

وقال «أحمد. ع»، مضيف جوي، في شهادته أمام النيابة: «اللي حصل أثناء سيري بالسيارة قيادتي بشارع التسعين أمام مول (كونكورد بلازا) شاهدت أنَّ قائد الدراجة رقم (1101834- مرور شبراخيت) متوقف بالحارة اليسرى بعرض الطريق وفوجئت بقائد السيارة رقم (ر. ج. ص 579 ملاكي مصر) ماركة (بنتلي تبيجا) سوداء اللون يأتي مسرعًا واصطدم بقائد الدراجة، ما أدى إلى وفاته وقام بالفرار هاربًا».

أقوال المتهم خالد أيمن الذهبي

حسب أوراق القضية، توجه المتهم إلى النيابة وسلم نفسه، وجرى فتح محضر تحقيق أثبت فيه الآتي:

اسمي خالد أيمن الذهبي، مواليد 1998، مقيم في فيلا F كمبوند القطامية- ديوان التجمع الخامس، وأحمل جواز سفر أمريكي رقم 506074417.

أنا حضرت للإدلاء بأقوالي في المحضر رقم 12717 لسنة 2019 جنح القسم «اللي حصل أثناء سيري بالسيارة قيادتي وتحمل لوحات رقم (ر. ج. ص 579 مصر) قادمًا من (الماونتن فيو) متجهًا إلى الجامعة الأمريكية، وكان يوجد ملف وفيه موتوسيكل قام بقطع الطريق أمامي، وحاولت تفاديه إلا أنني اصطدمت به من الجنب».

«لا يوجد سابق معرفة بيني وبين المتوفي، والسيارة الآن موجودة أمام ديوان القسم، وهي ملك المدعو طارق رياض العريان وهو زوج والدتي، والسيارة بها كسر بالإكصدام والشبكة الأمامية والرفرف الأيسر والكبوت».
أقوال والد المجني عليه

«اللي حصل إني فوجئت بأحد الأشخاص يقوم بالاتصال بي يخبرني بأن قائد سيارة قامت بالاصطدام بنجلي هاني شاكر، مما أدى إلى حدوث الوفاة وتم نقله إلى مستشفى القاهرة الجديدة، وجدت جثة نجلي بالمستشفى، وعليه حضرت لإثبات الحالة وإنهاء إجراءات الدفن وابني يعمل دليفرى بمطعم بالتجمع الخامس».

وأضاف والد المجني عليه بأنه يتهم قائد السيارة بالتسبب في وفاة ابنه، ولا يتهم أحدًا جنائيًا، لأن هذا قضاء وقدر.

وفي 28 يناير، أصدرت محكمة جنح القاهرة الجديدة المنعقدة بالتجمع الخامس، برئاسة المستشار علي عبدالحميد، قرارًا بإخلاء سبيل خالد أيمن الذهبي، وانقضاء الدعوى الجنائية بالتصالح في حادث التسبب في قتل المواطن هاني شاكر محمد عبدالهادي.