ليبيا تواجه الغازي: سياسي يكشف مناطق تجنيد «مرتزقة أردوغان»
كشف الخبير العسكري والاستراتيجي السوري، العضو المراقب بغرفة عمليات حلب الدكتور كمال الجفا، أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يرسل معظم المقاتلين والمرتزقة السوريين من مناطق "درع السلام" التي دخلتها تركيا شمال شرق سوريا، مشيرًا إلى أن أردوغان يسعى لاستغلال هؤلاء الإرهابيين لتحقيق مصالحه في ليبيا.
وقال الجفا، لـ"الدستور"، إن المشروع التركي وصل لطريق مسدود ولم يعد بمقدور أردوغان الاستمرار في إدارة الحرب في سوريا إلى ما لانهاية بدون تحقيق أي إنجازات ميدانية أو سياسية عدا عن أسباب كثيرة منها تحول محافظة إدلب إلى مرتع للإرهاب العالمي ولم يعد بمقدور تركيا حماية هذا الكم الهائل من أعتى إرهابيي العالم وجميع التنظيمات بمعظم تسمياتها أصبح تصنيفها إرهابيًا في معظم دول العالم، إضافة إلى سقوط المشروع التركي في شمال شرق سوريا أو ما يسمى المنطقة العازلة على كامل الشريط الحدودي والذي أحبط بعد التفاهمات الروسية الأمريكية، ما أدى إلى سحب الذرائع من القيادة التركية وما تبعه من دخول الجيش العربي السوري إلى شرق الفرات ودخوله الى عين العرب ومنبج.
وشدد الخبير العسكري على أنه تم تحديد التواجد التركي لأسباب إنسانية في منطقة لا يتعدى طولها 120 كم بعرض 30 كم بين تل أبيض ورأس العين التي اتفق على أن تكون ملاذ آمن للنازحين السوريين من شتى أنحاء المحافظات السورية الذين رفضوا التسويات مع الدولة السورية وليس منطقة سيطرة او احتلال تركي دائم.
أضاف "كل هذه الأسباب دفعت تركيا للبحث عن انتصارات خارج الحدود بعد بدء المشير خليفة حفتر قائد الجيش الوطني الليبي معركته ضد حكومة فائز السراج وبدء تقهقر قوات الحكومة وخوف أردوغان من قطع اليد التركية من ليبيا التي سارعت لتوقيع اتفاقية تحديد وترسيم الحدود البحرية تمهيدا لتقنين التدخل التركي وتهيئة الأرضية لبدء توريد المقاتلين إلى تركيا وخاصة بعدما تبين ضعف قوات الحكومة الليبية وحاجتها لتعزيز مقاتليها بمجموعات قتالية متمرسة وكان الخيار السوري الوحيد المتاح والمتوفر بشكل عاجل".
وشدد الخبير السوري لـ"الدستور" على أن فائض الأعداد من مقاتلي المعارضة السورية بعد فشل أردوغان في الحصول على شرعية احتلاله للشمال السوري وعدم قبول أوروبا أو أية دول تمويل مشروع إعمار المنطقة الآمنة كما سماها وتفجر الخلافات بين الفصائل السورية والتمييز بين المقاتلين السوريين التركمان والسوريين العرب والتفاهمات الروسية التركية دفعت أردوغان إلى اتخاذ قرار إرسال مقاتلين سوريين من أصول تركمانية ليكون قاعدة متقدمة ورأس حربة للتدخل العسكري التركي رسميا عبر جيشها الذي اتخذ البرلمان التركي قرارا بإرساله إلى ليبيا.
وكشف عن مقتل 7 مقاتلين سوريين وعدد غير محدد من الجرحى بالإضافة إلى بعض الأسرى السوريين وقعوا بيد قوات الجيش الليبي وهذا يدل على أنهم أدخلوا في المعارك بشكل مباشر ولم يتم تدريبهم أو تأهيلهم للقتال في الجغرافيا الليبية عبر مراحل زمنية وبرامج محددة وهذا ما يفسر مقتل عدد منهم بعد وصولهم إلى ليبيا مباشرة، لافتًا إلى أنه لا زالت التحضيرات تجري لإرسال دفعات جديدة منهم إلى ليبيا، كما أن معظم المقاتلين يتم ارسالهم من مناطق درع السلام والتي دخلتها تركيا في شمال شرق سورية بعد توقف التمدد التركي بسبب الاتفاق على مساحة المنطقة واختصارها مابين رأس العين وتل أبيض وبالتالي أصبح هناك فائض بأعداد المقاتلين ويجب الاستفادة منهم وتوظيفهم لتحقيق المصالح الليبية وهذا يدل على أن تركيا لا تهتم لا بالمقاتلين السوريين ولا مصيرهم ولا حتى بمستقبل القضية السورية برمتها بعد أن قامت بما عليها في تدمير سوريا وتشتيت شعبها وتدمير بنيتها التحتية.
أكد الخبير السوري أن عملية التجنيد التي قام بها أردوغان لإرسال مقاتلين إلى ليبيا كانت ضمن الفصائل التركمانية السورية التي تدربها وتديرها تركيا وهم الأكثر ولاء وانصياعا لتركيا ولأردوغان بسبب الدافع القومي والديني والولاء المطلق لأردوغان خاصة وأن عدد كبير من قادة المجموعات من السوريين العرب رفضوا الإغراءات التركية ولم يقبلوا بالذهاب إلى ليبيا.
وواصل "تعد مناطق تل أبيض ورأس العين وإعزاز وعفرين هي المناطق التي يتم تحضير المقاتلين فيها وثم يتم نقلهم الى داخل تركيا في غازي عنتاب لتحضيرهم قبل السفر الى ليبيا، بخلاف ذلك هناك دوافع منها مالية ومنها عقائدية وبعض منها دوافع دينية لهؤلاء المقاتلين لقبول الذهاب إلى ليبيا وبالتالي الأرضية مهيئة لاستمرار الدفع بمزيد من المقاتلين إلى ساحات القتال في ليبيا لأن المعركة مستمرة وطويلة والصراع مفتوح".
ونوه الجفا إلى أن التقارير الدقيقة عن أعداد المقاتلين إلى ليبيا تأتي من المهتمين والناشطين والمتابعين بدقة لشؤون الجماعات المسلحة داخل تركيا سيما وأنه لا يوجد للحكومة السورية مكاتب رسمية أو تمثيل أو تعاون رسمي مع أي جهات تركية لكن العدد الذي تم الإعلان عنه عبر مراقبين ميدانيين هو ٦٠٠ مقاتل وصلوا إلى تركيا وهناك 1500 مقاتل يتم إعدادهم تمهيدا لنقلهم إلى تركيا عبر دفعات لاتتجاوز كل منها 300 مقاتل.
وكشف الخبير السوري عن توزيع استمارات على عدد كبير من الفصائل المحسوبة على "الجيش الوطني السوري" التابع لتركيا لمعرفة أعداد الراغبين بالسفر إلى ليبيا؛ لأن المغريات كبيرة جدًا، خاصة الراتب الشهري الذي قدر المقاتل العادي بـ2000 دولار شهريا و3500 دولار للقائد أو الضابط مع منحه الجنسية التركية بعد سنتين وحتى منح عائلته الجنسية التركية وراتب لمدة سنتين في حال مقتلة في ليبيا.