رئيس «مسد» يكشف تداعيات مقتل سليماني على دول المنطقة (حوار)
أثار مقتل قاسم سليماني قائد قوة القدس بالحرس الثوري الإيراني، العديد من ردود الفعل على بعض دول المنطقة من بينهم سوريا والعراق، وذلك خلال غارة أمريكية على مطار بغداد يوم الجمعة الماضي.
وفي حوار خاص لـ"الدستور" أوضح "رياض درار" الرئيس المشترك لمجلس سوريا الديمقراطية "مسد"، أن هناك تصعيدا كبيرا قادما بين واشنطن وطهران لكنه لن يرق إلى مستوى حرب، مشيرا إلى تأثر العديد من الدول والتنظيمات بمقتل سليماني، وإلى نص الحوار..
- كيف ترى التصعيد الأمريكي في العراق ضد الميلشيات المسلحة والحرس الثوري الايراني؟
الأطراف في المنطقة سواء روسيا أو إيران أو تركيا كلهم يعدون العدة لإخراج أمريكا من المنطقة لأن الحلف "الأستاني" (في إشارة إلى اجتماعات أستانة) بقيادة روسيا هدفه هذا الأمر ونحن أدوات في هذا الصراع بكل أسف.
وبين أمريكا وإيران صراع لم يتوقف منذ الثورة لكن أخطاء أمريكا جعلت إيران تتمدد بالمنطقة وخاصة في العراق ولديها طموح قومي من أجل الحلم الفارسي كالحلم العثماني لدى الترك، لذا الصراع بين واشنطن وطهران سيستمر بأدوات مختلفة وكثيرة لكن ليس بشكل مباشر.
- ما هو توقعك للرد الإيراني على مقتل قاسم سليماني وقادة آخرين من الحشد الشعبي اليوم في ضربة أمريكية؟
بعد مقتل سليماني لابد أن يكون هناك عمليات انتقامية بأشكال متعددة وفي مناطق مختلفة، فإيران لن تسكت على هذا الأمر لأن سليماني رمز من رموز القومية الإيرانية وكان يعد ليكون بمكانة عالية في المستقبل وهو رجل رسم سياسيات لن تتوقف بموته.
- هل تتوقع أن تنفذ أمريكا ضربات أخرى ضد قادة المليشيات؟
بالنسبة لاستمرار أمريكا في قتل قادة الميليشيات فهي وضعت على قوائم الإرهاب عدد من هؤلاء لكن لن تقوم بهذه الأعمال بشكل متواصل، وإنما ستنتظر الفرصة المناسبة وستحرك الأجواء عبر هذه الأعمال الانتقامية لأشياء تريدها، سواء لتحريك موقف ما أو تعطيل موقف آخر.
- هل من الممكن أن تذهب المنطقة إلى تصعيد أكبر بعد هذه الهجمات؟
المنطقة بعد الهجمات الأمريكية الأخير، ستأتي على حساب المنطقة برمتها وربما على حساب شعوبها وسيؤخر الثورات الجديدة التي اندلعت في لبنان والعراق، لتحقيق مطالب الشعب لأن الآخرين سينتقمون من هذه التظاهرات الشبابية ذات المطالب المحقة.
- كيف ترى تعيين اسماعيل قآني خلفا لسليماني ليكون قائد عمليات الحرس الثوري بالخارج؟
صدر الأمر بتعيين سعيد قآني خلفا لسيلماني على الفور، وهو كان مقرب منه ومتابع للأعمال الإيرانية مع سيلماني وليس بعيدا عن الخطط الدائرة، فهو شخص شديد المعرفة ويستطيع أن يحل محل سليماني.
-هل تعتقد أن واشنطن قد تغير النظام العراقي تماما خلال الفترة المقبلة بعد هذا التصعيد؟
لا تستطيع أمريكا أن تغير في النظام العراقي لأنه أصبح الآن ضمن حسابات المنطقة وحفظ التوازن القائم، حتى وإن كان هناك صراع داخل العراق ولا أعتقد أن التغير قادم في الفترة المقبلة ربما هناك بعض التغيرات لأسماء القادة الذين يرسمون مسار العراق في السياسة والإدارة.
- كيف سيؤثر مقتل قاسم سليماني على الأوضاع في سوريا؟
استطاع سليماني أن يقيم الكثير من القوى والتنظيمات في سوريا وسلحها وقام على تدريبها المتواصل، وستتأثر هذه الجماعات بغياب سليماني، ولكن يمكن لإيران عبر البديل أن تستكمل دورها لأن طهران تتحرك عن طريق السياسة والإدارة وقوة الدولة وليس الأشخاص.