«صواريخ مسيّرة».. كيف قُتِل قاسم سليماني في بغداد؟
كشفت وسائل إعلام أمريكية وبريطانية تفاصيل عملية قتل قاسم سليماني، قائد "فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني، في ضربة أمريكية في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة.
وأفادت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية بأن عملية استهداف الجنرال الإيراني تمت بعدة صواريخ من طائرة مسيرة، استهدفت سيارتين كانتا تقلان سليماني ومسئولين آخرين، موضحة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب صادق على الأمر بعد يومين من مهاجمة الحشد الشعبي الموالي لإيران السفارة الأمريكية في بغداد.
وفي تقرير لها، ذكرت وكالة "أسوشييتد برس" الأمريكية أن الغارة التي استهدفت سليماني وقعت قرب منطقة الشحن في مطار بغداد، وأن استهدافه جرى بعد لحظات من خروجه من الطائرة التي أقلته من لبنان.
وقالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن مقتل قاسم سليماني سيزيد من تصاعد التوترات بين أمريكا وإيران ومن الممكن أن يؤدي إلى انتشار العنف على نطاق واسع في المنطقة وخارجها.
ووصفت الصحيفة الضربة الأمريكية بأنها بمثابة "محاولة لشل قوة كانت وراء تشكيل الأحداث في المنطقة منذ عقود طويلة ودائمًا ما كانت في الصفوف الأولى في ظل جهود إيران لميل كفة النزاع لصالحها".
وأشارت إلى أن "سليماني" نشأ في جنوب شرق إيران حيث يعاني سكانها من أعلى مستويات الفقر، وانضم في شبابه لفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني حتى أصبح قائد الفيلق بعد أن سيطر على الجناح الخارجي لها في أواخر التسعينيات.
وأضافت أن مقتل سليماني والذي جاء بأمر من الرئيس الأمريكي يثير التساؤلات حول نهج وسياسة ترامب في الشرق الأوسط في ظل إعلانه الدائم عن رغبته في خروج بلاده من حروب النزاع في الشرق الأوسط والتي وصفها بأنها "لا نهاية لها"، ورغم ذلك تلوح سياسته بمزيد من الهجوم ضد حلفاء إيران، وهو ما يهدد بنشر العنف بشكل أكبر في المنطقة.
ووفق تقرير نشرته صحيفة "الإندبندنت" البريطانية، نشر وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، الجمعة، تغريدة على موقع "تويتر" وأرفقها بفيديو يظهر احتفالات العراقيين بالشوارع بعد مقتل سليماني، وعلق قائلا: العراقيون رقصوا في الشوارع من أجل الحرية، ورددوا (لا سليماني بعد اليوم)".
ونقلت "الإندبندنت" عن كيلي ماكناني، السكرتيرة الصحفية لحملة ترامب لانتخابات 2020، قولها واصفة الهجوم بأنه "أكبر إنجاز للسياسة الخارجية الأمريكية خلال هذا العقد، إن لم يكن خلال على مدار حياتنا"، في حين أن الصحيفة رأت أن الهجوم "من المرجح أن يزيد الوضع تعقيدًا في المنطقة" بعد سنوات من تدهور العلاقات بين الولايات المتحدة وإيران.
وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، صباح اليوم الجمعة، أنَّ ضربة أمريكية قتلت قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" التابع لـ"الحرس الثوري الإيراني".
وقالت الوزارة في بيان: "هذه الضربة تهدف إلى ردع أي خطط إيرانية لشن هجمات في المستقبل"، مؤكدة أنَّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصدر الأمر بـ"قتل" سليماني.
وأضاف البيان: "أن الجنرال سليماني كان يعمل بكدّ على وضع خطط لمهاجمة دبلوماسيين أمريكيين وجنود في العراق وفي جميع أنحاء المنطقة، وأن سليماني وفيلق القدس التابع له مسؤولان عن مقتل المئات من العسكريين الأمريكيين وجرح الآلاف غيرهم".
وعقب إعلان نبأ مقتل سليماني، نشر ترامب في حسابه في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" صورة للعلم الأمريكي دون أي تعليق.
وقُتِل سليماني وأبو مهدي المهندس، نائب قائد هيئة "الحشد الشعبي العراقي" الموالي لإيران، في هجوم صاروخي أمريكي استهدف سيارتهما قرب مطار بغداد الدولي، فجر اليوم الجمعة.
ويأتي مقتل سليماني وأبو مهدي المهندس بعد 3 أيام على هجوم غير مسبوق شنّه مناصرون للحشد الشعبي على السفارة الأمريكية في العاصمة العراقية.
في المقابل، توعد المرشد الإيراني علي خامنئي بـ"انتقام مؤلم" على خلفية مقتل سليماني، وتقدم بالتعازي لأقارب سليماني والشعب الإيراني، وقال إن عمل ونهج قائد "فيلق القدس" "لن يتوقّف برحيله ولن يبلغ طريقًا مسدودًا".
وأكد خامنئي أن "انتقام مؤلم سيكون في انتظار المجرمين"، وأعلن الحداد في البلاد 3 أيام عقب مقتل سليماني.