محلل سياسي يكشف أسباب التصعيد الأمريكي في العراق
قال ماك شرقاوي، المحلل السياسي، إن التصعيد الأمريكي وإرسال قوات إضافية من البنتاجون لتأمين السفارة الأمريكية بالعراق، جاء نتيجة سماح الحكومة العراقية بدخول مسلحين من الحشد الشعبي وحزب الله العراقي، في مشهد غريب الشكل، ومحاولة لإحراج الولايات المتحدة الأمريكية وطرح إلغاء المعاهدة الأمنية التي وقعت إبان انسحاب القوات الأمريكية من العراق، وهي معاهدة أمنية بموجبها يساعد الأمريكان القوات العراقية من الجيش والشرطة على الأمور الأمنية والتنسيق الأمني.
ولفت المحلل السياسي، خلال مداخلة هاتفية لفضائية "إكسترا نيوز"، إلى أن فتح المنطقة الخضراء لقوات الحشد الشعبي، هو غض الطرف واشتراك في الأزمة التي افتعلتها الحكومة العراقية، فجاء الرد قاسي من الولايات المتحدة الأمريكية بغارات جوية أسفرت عن 27 قتيلا والعشرات من الجرحى.
وأشار شرقاوي، إلى أن رد الفعل هذا محسوب من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لأنها ليست المرة الأولى، وإنما خامس مرة تطلق قذائف على المنطقة الخضراء وقرب السفارة الأمريكية وقرب القنصلية الأمريكية بالموصل، لهذا كان لا بد من تصعيد الموقف.
ولفت شرقاوي، إلى أن وزير الخارجية الأمريكي بامبيو، طالب الحكومة العراقية وفقًا لاتفاقية جنيف، بحماية المنشآت الدبلوماسية والمواطنين الأمريكيين الموجودين في العراق.
وأردف المحلل السياسي: "العراق لا حول له ولا قوة، فهو محتل من إيران، وما يحدث حرب بالوكالة، العراق أصبح مسرحا للحرب بين الولايات المتحدة الأمريكية وبين إيران، فإيران استفزت القوات الأمريكية في منطقة الخليج وأسقطت طائرات مراقبة أمريكية وتحرشت بالقوات، واعتدت على حلفاء الولايات المتحدة الأمريكية في الخليج، ومنشآت أرامكو وقامت بقصفها بـ19 صاروخا.
وذكر أن الإيرانيين يريدون تصعيد الأمر للخروج من أزمة العقوبات، فضلًا عن أن الداخل الإيراني مشتعل وفقا للتقديرات الأخيرة أكثر من ألف و500 قتل في المظاهرات، حيث أصدر الخامنئي تعليماته بفض التظاهرات بأي ثمن، وما يحدث الآن تصعيد لإيجاد بديل.
وقصفت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء الأحد، 5 مواقع تابعة لميليشيا «الحشد الشعبي» الموالي لإيران في العراق، ما أسفر عن مقتل 25 شخصًا وإصابة آخرين.
وقال وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، إنَّ الضربات ترسل رسالة مفادها أن بلاده لن تتسامح مع تصرفات إيران التي تعرّض حياة الأمريكيين للخطر، فيما أدانت إيران الهجمات بشدة معتبرة أنها دليل بارز على الإرهاب.
ودعت وزارة الخارجية الإيرانية الولايات المتحدة الأمريكية إلى احترام سيادة واستقلال العراق ووحدته والتوقف عن التدخل في شؤونه الداخلية.
وأقيمت، صباح اليوم الثلاثاء، مراسم شعبية وسط العاصمة بغداد، لتشييع قتلى الحشد الشعبي الذين سقطوا نتيجة القصف الأمريكي في محافظة الأنبار، مساء الأحد.
واقتحم المشيعون المنطقة الخضراء وتوجهوا إلى مبنى السفارة وهم رافعين الأعلام العراقية وأعلام الحشد الشعبي، احتجاجًا على القصف الأمريكي.