الغازي التركي.. "العدوان" وسيلة أردوغان للتغطية على فشله الداخلي
ادعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، العديد من المبررات حول أسباب غزو الأراضي السورية تحت ما أسماه عملية "نبع السلام"، سواء مواجهة الأكراد، وتأمين الحدود التركية من زحف اللاجئين، وغيرها من المبررات التي لا ترتبط بالواقع لدوافع غزو "العثماني" للأراضي العربية.
ـ هروب من الضغوط الداخلية
بالنسبة لمراقبين الشأن التركي، والمعارضة التركية فإن دوافع "أردوغان" الحقيقية تكمن في محاولته الهرب من الضغوط الداخلية وانخفاض شعبيته في الداخل الناجم عن التدهور الاقتصادي الذي تواجهه "تركيا"، وحملات الاعتقالات الموسعة لمعارضيه، إلى "منطقة آمنة" – حسب ما يدعى- يستطيع من خلالها إعادة شعبيته المزعومة، فضلًا عن محاولته لتحرير الجماعات المسلحة والإرهابية التي تهدد مستقبل الأراضي السورية، والعمل على إعادة تنظيم "داعش" مرة أخرى إلى الواقع السوري.
ويقول الكاتب الصحفي التركي جلال بشلانجتش، إن حزب العدالة والتنمية الحاكم وحلفائه يعتبرون العملية العسكرية، في شرق الفرات شمال سوريا "طوق نجاة" للخروج من الأزمة الاقتصادية والسياسية الحالية.
ـ ضمان الأصوات في الانتخابات
وفي مقاله المنشور اليوم بموقع "أرتي جرشاك" التركي، أوضح الكاتب الصحفي، أن ما يسعى له أردوغان وتحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القومية هو ضمان جذب أصوات القوميين مرة أخرى، بافتعال حرب مع الأكراد شمال سوريا.
وأضاف بشلانجتش: "أن الحكومة ستستفيد من خلال هذه الحرب بإلهاء الشعب عن ارتفاع الأسعار المتواصل والبطالة والفقر وغلاء المعيشة"، قائلا: "من خلال هذه الحرب سيتم قطع الطريق على الأحزاب التي ستنشقّ من حزب العدالة والتنمية، وستتوقف الاستقالات من الحزب الحاكم".
ـ افتعال الحرب
كما أكد أن "أردوغان" وتحالف العدالة والتنمية والحركة القومية، الذين يمرون بأزمة سياسية واقتصادية حاليا، دائمًا ما يحاولون بلوغ أزمتهم بسياسة الحرب والتي بدأت مع "غصن الزيتون" في عفرين، مردفًا: "والآن يعملون على الخروج من هذه الأزمة التي سقطوا فيها بخوض حرب جديدة، فهم سقطوا في دوامة حرب معادية للإنسانية، فكلما يحاربون يغرقون وكلما يغرقون يحاربون".
اتفق مع الصحفي التركي، معهد ديزيم الألماني، الذي أكد أن "أردوغان" لا ينظر إلى موضوع اللاجئين والمهجرين من منطلق إنساني، بل يعتبره فرصة لتحقيق أطماعه العثمانية في الأراضي السورية من خلال احتلال أجزاء منها.
ـ الهروب من الفشل الاقتصادي
أما صحيفة أحوال التركية "المعارضة" فقد أشارت إلى أن أطماع الرئيس التركي في احتواء الأزمة الداخلية من خلال العملية العسكرية شمالي سوريا باءت بالفشل، إذ أن في الساعات الأولى من إعلانه بدء الغزو، سجلت الليرة التركية انخفاض سريع في سعر الصرف أمام الدولار الأمريكي، ليسجل في المتوسط 5.89 ليرة، ما قد ينبئ بأزمة اقتصادية جديدة.
وكان الرئيس دونالد ترامب هدد بتدمير الاقتصاد التركي إذا تم الاعتداء على الأكراد في شمال سوريا.
واستهل الدولار تعاملات اليوم عند مستوى 5.8728 ليرة ليرتفع في وقت لاحق إلى حوالي 5.90.
فيما واصلت بورصة إسطنبول، اليوم الخميس، خسائرها لليوم الثاني على التوالي، بعد الأوضاع العنيفة في شمال شرق سوريا، وتستمر عمليات بيع الأسهم في بورصة إسطنبول عقب خسائر يوم أمس، واستهل مؤشر بيست 100 تعاملات اليوم بارتفاع 0.31 في المئة ورصيد 309 نقطة، غير أنه تعرض مجددا لضغوط أعمال البيع.
وكشفت وكالة (بلومبيرج) الأمريكية أمس أن ثلاث بنوك حكومية في تركيا أقدمت على بيع مليار دولار هذا الأسبوع لوقف ارتفاع الدولار أمام الليرة.
وعانى الاقتصاد التركي من تضييقات أمريكية فرضت في أغسطس الماضي على خلفية توتر العلاقات بين البلدين في عدة مسائل من بينها الدور التركي في سوريا، وارتفعت الليرة وقتها من 3.5 إلى أكثر من 7 ليرات في ساعات قليلة، ولم تصل إلى ما كانت عليه سابقا رغم التهدئة.