لماذا طلب الشيخ رفعت فتوى "شيخ الأزهر" قبل قراءته فى الإذاعة؟
كان يتلو القرآن في أحد المآتم الشهيرة، لكن الحظ حالفه عندما وجد ضمن المستمعين، البرنس محمد علي باشا، فأعجب به وبصوته وأسلوب تلاوته، فأرسل إليه وطلب منه أن يفتتح الإذاعة الأهلية المصرية، ليرحب الشيخ محمد رفعت ويسجل له حفلته "زكريا باشا مهران" سورتي الكهف ومريم على أسطوانة لتبدأ الشهرة طريقها مع الشيخ.
بعد غلق الإذاعة الأهلية بدأت شركة ماركوني الإنجليزية تأسيس الإذاعة المصرية ليتم توجيه عرض القراءة على الشيخ محمد رفعت بالإذاعة، لكن فوجئت إدارة الإذاعة بالرفض ولم تكن تعرف سبب رفض الشيخ القاطع.
ظهرت في مخيلة الشيخ رفعت أن هناك شبهة حرمة في قراءته بالإذاعة التي أسستها الشركة الإنجليزية، لكنه توجه إلى الإمام الأكبر شيخ الأزهر وقتها الشيخ محمد الأحمدي الظواهري، وكان الأخير في اجتماع مع الملك فؤاد للنظر على وضع الأزهر بعد استقالة الشيخ المراغي.
قابل شيخ الأزهر الشيخ رفعت، حيث قال له إنه عُرض عليه القراءة في الإذاعة لكنه يرفض نظرًا لأن الإذاعة مكانًا غير طاهر لأنها تحت وصاية بريطانية، فضلًا عن احتمالية وجود محرمات بها وتبرج قريبات الإنجليز.
الشيخ الظواهري أقنعه أن القراءة في الإذاعة أمر عادي ومحبوب لأن الراديو وسيلة تصل للجميع، فالعيب فيما يُقدّم في الراديو وليس العيب في الراديو نفسه، والقرآن خير شيء يُقدم عن طريق الراديو، فاقتنع الشيخ رفعت ووافق على القراءة بالإذاعة، وخبأ القدر للشيخ رفعت أن يكون هو أيضا صاحب التلاوة في الحفل الرسمي للإذاعة بدار الأوبرا.
بدأ البث الإذاعي في مصر في عشرينات القرن العشرين وكانت عبارة عن إذاعات أهلية، كما بدأ بث الإذاعة الحكومية المصرية في 31 مايو 1934 بالاتفاق مع شركة ماركوني، التي تم تمصيرها في عام 1947 وإلغاء العقد مع شركة ماركوني، فيما كان عدد محطات الإذاعة المصرية في بدايتها أربع محطات فقط.
وفارق الشيخ الحياة في 9 مايو عام 1950م وكان حلمه أن يُدفن بجوار مسجد السيدة نفيسة حتى تقرر منحه قطعة أرض بجوار المسجد فقام ببناء مدفنه عليه، وقد كان من عادته أن يذهب كل يوم اثنين أمام المدفن ليقرأ ما تيسر من آيات الذكر الحكيم.