لماذا اعتبر عبد الناصر وزير دفاعه "قطة مغمضة"؟
يعتبر صلاح نصر أشهر رئيس للمخابرات المصرية وله دور بارز في رفع شأن جهاز المخابرات فقد تم في عهده العديد من العمليات الناجحة رغم محاكمته بتهمة فساد الجهاز، فيما يتوافق اليوم مع ذكرى وفاته.
يروى الكاتب «حازم عوض» في كتابه «الأستاذ ينصرف.. محمد حسانين هيكل»، أن صلاح نصر جاء في ظروف ما بعد هزيمة عام 1967 إلى بيت الزعيم جمال عبدالناصر على غير موعد، بحجة أن الرئيس لم يطلب استدعاءه لكي يسمع ما لديه من معلومات جهاز المخابرات العامة خلال ظروف البلد الأخيرة، لكن رد جمال عليه مباشرة كان: أنه مشغولا بالبحث عن حلول لمأزق صعب يواجه البلد قاصدا - وقت الحرب -.
ويضيف أن تعبيرات القلق ظهرت على وجه صلاح وراح يقسم لناصر بأنه حاول بكل جهده أن يساعد على حل مشكلات كثيرة دون أن يزعج الرئيس بها، حينها سأله جمال عن هذه المشكلات التي حلها وكان رده أنه طوال الوقت يخشى من انفلات عبدالحكيم عامر إلى تصرفات لا تحمد عقباها تسئ للدولة، ولم يسكت جمال وإنما راح يقول له إنه هو شخصيا أحد المسئولين عما جرى لعبد الحكيم عامر.
ويذكر عوض في كتابه أن صلاح كانت وصلته معلومة بأن جمال لم يقابله منذ شهور وكان ينوي عزله من منصبه لولا الظروف الخارجية التي طرأت فجأة، مشيرا إلى أنه قال له: إن عبدالحكيم عامر كان «قطة مغمضة» حتى تولى هو وفتح عينيه على ما لم يكن يجوز له أن يتورط فيه.
وتابع الكاتب أن صلاح نصر أقسم بأغلظ الإيمان للرئيس، بأنه لم يكن له يد فيما تروط فيه عبدالحكيم وأنه يعترف بحقيقة أنه هو الذي قدم لوزير الدفاع برلنتي عبدالحميد، لكنه لم يكن يتصور أن تصل الأمور إلى الحد الذي بلغته.
واستكمل الكاتب "عندما سأله جمال عن السبب الذي دعاه وهو مدير المخابرات أن يخفي ما جرى عنه في وقته من علاقة عامر ببرلنتي، قال صلاح إنه تصور أن المشير سيفيق بعد وقت قصير، ثم ينتهي الأمر وينسى الموضوع كله، لكن ما توقعه لم يحدث، وغاص المشير في ورطته إلى شوشته".