حكايات مصرية.. الإخوان والسد العالى
فى السنة السودة "2013 "، التى حكم فيها الإخوان مصر، وجهت معظم مقالات الصحف النصح للجماعة، وطالبتها بالحفاظ على مصر وهويتها، على أمل أن تستجيب وترعى مصالح الوطن الذى طالما سعوا لحكمه، وفعلوا الكثير من أجل الوصول لعرشه، ولكن كلنا يعرف الحكاية، وتأكدنا جميعا أن ديل الإخوان لن ينعدل أبدا.
بدورى، كتبت مقالا نشر وقتها في صحيفة الميدان الغراء، وجهته كله إلى رئيس الدولة الإخوانى محمد مرسي، ولأننى ممن يعتبرون أنفسهم في حالة خصام دائم مع هذه الجماعة، لما شاهدته منهم، وعرفته وفهمته عنهم أنها جماعة أنشأت خصيصا لضرب كل ماهو وطنى، وتكون عكس اتجاه المصلحة الوطنية المصرية، وعُدت في المقال إلى واقعة حدثت بينى وبين زميل دراسة، تصادف وقوفنا معا على ضفة نهر النيل ببلدتنا، وكنا في مرحلة الثانوى، حيث فوجئت به يرفع يده ويقوم بالدعاء والحسبنة على الزعيم جمال عبدالناصر، وعندما سألته عن سر غضبه الشديد لدرجة الدعاء على زعيم أعطى الكثير لمصر، فقال لأنه بنى السد العالى لكى يهدم مصر !!
كانت إجابته صادمة، ولكن عندما راجعت أدبيات الإخوان وما قالوه وكتبوه عن السد العالى، وجدته كفيلا بأن يجعلنا جميعا نكره عبدالناصر، فقد قالو إن مصر سوف تغرق فى المياه الجوفية التى سوف تتسبب فى انهيار جميع المدن القريبة من النيل !!
، واستعانوا بآراء خبراء وأسماء لا يعرفها أحد تقول إن بناء السد كارثة على مصر في كل المناحى، وبالقطع كل ذلك كان يدرس لشباب الجماعة خاصة فى زمن إنشاء السد، كما يفعلون الآن بالضبط مع كل إنجاز للرئيس السيسي ومع كل نجاح يحققه المصريون.
وعندما صعد الإخوان للحكم، راجعت موقفهم من السد العالى الذى أثبتت السنون والأيام كذبهم في كل ما يقولونه على السد وغيره ومن خلال موقع ويكيبيديا الإخوان المسلمين راجعت ما قالوه عن السد، واستشهدت به في مقالى الموجه لمرسي وقلت له نصا " أنت الآن وجماعة الإخوان تحكمون مصر، وكنتم ومازلتم ترون أن السد العالى خراب على مصر وسوف يتسبب في هدمها، رغم مرور 45 عاما على إنشائه، فإن كنت متسقا مع ما آمنت به أنت وجماعة الإخوان والقرار اليوم في يدك فعليك اتخاذ قرار بهدم السد العالى فورا، أو عليك أن تعلن كذب الإخوان وتقدم اعتذارًا للرئيس جمال عبدالناصر،
وبعد نشر المقال بيوم فكرت في توثيق آرائهم عن السد بالحصول على نسخة من ويكيبيديا الإخوان فدخلت على الموقع فوجدتهم قد محوا كل كلامهم عن السد العالى، ولم أجد المعلومات التى كتبت منها مقالى قبل يوم واحد، وهنا تأكدت أن هذه الجماعة المغرضة لها مهام محدده بضرب أى إنجاز للشعب المصرى وأنها تمثل الطابور الخامس والشوكة التى زرعت في ظهر المصريين، فلم يكن غريبا أنهم من ساندوا إسماعيل باشا صدقي ضد الطلبة المصريين، وانهم من قتلوا النقراشي باشا بعد عودته من الامم المتحده ومطالبته برحيل الإنجليز عن مصر، ومطالبة الإنجليز بالتخلص منه، ن ولم تكن صدفة أن تتورط الجماعة فى قتل المطربة اسمهان مجاملة منهم للإنجليز، بعدما عرف عنها قربها من الألمان، ولم يكن مستغربا أيضا وقوفهم ضد اتفاقية جلاء الإنجليز عن مصر بتقديم حجج تنتهى فى الآخر إلى رفض خروج المحتل واعتبار الجلاء نكبة علينا رغم أنها نكبة عليهم وعلى خيانتهم الممتدة والمستمرة، أنقذنا الله منهم وطهر بلادنا من نجاستهم.. اللهم آمين