يسري فودة بطل الثورة والحب: "طيّنَ الله أوقاتكم"
"اليأس خيانةٌ، نعزي بها أنفسنا ونتخذ من حروفه وشمًا وندفعه ضريبة عن طيب خاطر، من أجل هؤلاء الذين ماتوا من كل فريق، ومن أجل من لا يزال منهم ينتظر، من أجل شركاء الخامس والعشرين من يناير، ومن أجل الذين ثاروا لهوية مصر وحدود الوطن، من أجل من يشعرون بالإقصاء دون ذنب تحت طائلة القانون والعرف والأخلاق، ومن أجل من يرفعون رءوسهم وسط تجاذبات الألم في شموخ".
هل تتخيل أن قائل هذه الكلمات الذي كنا نلتف حول الشاشة لنتابعه في ليالي الثورة لا يؤمن بما كان يقول! أو نتساءل بطريقة أخرى: هل الثوري بالضرورة إنسان شريف، أم إنسان مثل الجميع له ما له وعليه ما عليه؟!
يسري فودة العازب الأشهر في الوسط الإعلامي المصري، والذي كانت تتردد دائمًا الشائعات حول مغامراته النسائية، لحق مؤخرًا بركب مشاهير "التحرّش" الذين يتساقطون منذ انطلاق حملة "أنا أيضًا" العام الماضي.
لسنا بصدد رواية واحدة تتّهمه بالتحرش، بل لحظة انفجار القنبلة كانت هناك ثلاث روايات، ولحظة كتابة هذه السطور أصبحت أربع روايات، وربما يزيد العدد بعد قليل.
الضحية الرابعة، الوحيدة التي صرّحت بوضوح بما حدث معها، هى الناشطة الحقوقية داليا الفغّال، والتى اتهمت فودة بالتحرّش بها، واستغلاله لظروفها المادية القاسية التي مرّت بها بعد هجرتها من مصر، بينما الثلاث الأخريات اللاتى زاملنه في القناة الألمانية "دويتش فيلا" لم يتمكّنّ من التصريح نظرًا لكثير من التعقيدات القانونية، وخوفًا من أن يتم استغلال هذه الفضيحة لإغلاق القسم العربي في القناة الألمانية الشهيرة، وأسباب أخرى لا يمكننى التحدّث عنها بناءً على رغبة الضحايا.
القناة أجرت تحقيقًا داخليًا أسفر عن "رفده" قبل أن تنتهي فترة تعاقده بعام كامل، وحين طالبها يسري بالرد نيابة عنه، لأنه يعرف أنهم يخافون من استغلال الفضيحة من قبل اليمين المتطرف لإغلاق القسم العربي، وضعوه فى موقف حرج ولم ينفوا التهمة عنه.
الضحايا الثلاث لم يتضررن فقط من حادث التحرش، بل أيضًا من تسريب ما حدث، مما قد يعرقل الإجراءات القانونية وهن بصدد اتخاذها ضد يسري، وهو ما يجبرهن علي خوض المعركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بينما مكانها الطبيعي هو الجهات القانونية المختصة.
تتحدّث الكثيرات ممّن كنّ معه في "أون تي في"، و"البي بي سي"، في كواليس الجروبات النسائية المغلقة، الآن، عن حوادث له معهن، اعتمد فيها على سلطته الوظيفية، وحاجتهن للعمل، وبالطبع انبهارهن به كإعلامي كبير، كما كتبت خطيبته السابقة، والتي يشاع أنها انفصلت عنه لأسباب أخلاقية، منشورا عبر حسابها الشخصي على موقع "فيس بوك"، يؤكّد قيامه بهذه الأفعال.
هكذا سقط يسري فودة الذي يعتبره أبناء ثورة يناير صوت الثورة، الثورة التي من المفترض أن تدافع عن حقوق المرأة، حقها في العمل في مناخ آمن، حقها في الحماية من المتحرشين، حقها فى الحماية من نظرة المجتمع لها، إلخ.
والآن.. هل يدافع أبناء الثورة عن فودة لمجرّد أنّه يحمل نفس أفكارهم الثورية.. نحن هنا لا نتكلم عن حادثة واحدة بل أربع حتي الآن وما خفي كان أعظم، فهل يصحّ على من يدافعون عن حقوق المرأة، عن حرّيّتها، عن أمانها، أن يكيلوا بمكيالين.
لقد فعلها "الثوّار" منذ عدة شهور، عندما اتهم مرشح الثورة خالد علي بنفس الفعل، وانبروا في الدفاع عنه واتهام الأنظمة الأمنية بتلفيق الاتهامات له، واتهام الضحية نفسها بأنها تعمل لدي الأمن، غير أن مرشحهم أحرجهم عندما انسحب من الانتخابات قبل أن يعترف بما حدث ويعتذر عنه.