مسيحية تتصدر صورتها غلاف "صوت الأزهر"
تصدر غلاف جريدة صوت الأزهر التابعة للأزهر الشريف، الصادر في عدد الأربعاء الأسبوع الماضي، سيدات من فئات مختلفة منهن من ترتدي الحجاب وأخريات لا ترتدينه، حيث سلط العدد الضوء على آراء جميع أطياف المجتمع، في قضية التحرش، ورفضه محاولات التبرير أو إلقاء اللوم على الضحايا لأي سبب كان.
وقامت فكرة العدد على إعطاء مساحة للسيدات للحديث عن جريمة التحرش، من خلال مقالات متنوعة موقعة بأسمائهن، ومن بين المشاركات كانت «ماري مراد»، الصحفية الشابة، والفتاة المسيحية التي تصدر وجهها المجلة في سابقة فريدة من نوعها.
وعن تفاصيل مشاركتها بكتابة المقال في العدد وظهور صورتها على غلافه، قالت، في تصريح لـ"الدستور": "في البداية قرأت بيان الأزهر، وانبهرت به، وآراه غير مسبوق، فلأول مرة يخرج بيان من مؤسسة بعراقة الأزهر تقول للمتحرش تحت أي ظرف أو سبب أنت تخالف الدين والشرع، ولا يوجد مبرر لجرمك".
واعتبرت أن البيان جاء في وقته للرد على مدعي الدين الذين يبررون التحرش بالفتيات تحت دعوة أن ملابسهن غير محتمشة، إلى أن وصلنا لمرحلة التحرش بالمنتقبات، حتى أن أحدهم تمادى في لوم الضحية بقوله: "في منقبات نراها ترتدي شنط حمراء، أو ملابس تحدد أجسامهن، أو لا ترتدي الجوانتي فتظهر جمال يديها"، ما يعني أن الأزهر أنهى هذه المهزلة الكلامية التي كان يتصدرها رجال ينسبون أنفسهم للإسلام.
وتابعت ماري، "لكن بيان الأزهر أكد خروج كل هؤلاء عن الفهم الصحيح للدين لعلهم يراجعون أنفسهم، ويرجعوا يمشوا في طريق الأزهر، اللي هو في الأساس المصدر الرئيسي لفهم الدين الإسلامي ومبادئه".
وأوضحت أن مشاركتها جاءت بعد عرض رئيس تحرير مجلة الأزهر عليها كتابة المقال، وأكد أن كتابتي لن يكون عليها قيود، بل لابد وأن أكتب بحرية تامة دون وضع إطارات للكلام، ورأيت أنه فرصة كبيرة لي كصحفية شابة ومسيحية، "أدركت من اللحظة الأولى مدى أهمية العرض ووجدته شرف كبير أن ينشر لي في مجلة بعراقة صوت الأزهر، وخطوة أعتبرها نقلة هامة في حياتي المهنية".
أما عن ردود الأفعال، فقالت: لم أتوقع أن يصدر العدد بهذا الشكل الذي أبهر كل العاملات في المجال النسوي والحقوقي، فالغلاف تتصدره نساء من كافة أطياف المجتمع المدني، نسويات وصحفيات ومسئولات، محجبات وغير محجبات ومسيحيات، وأعتبر أنه بدون مبالغة من الأعداد التاريخية لأنه أثبت قولا وفعلا أن أن الأزهر يسعى لتجديد الخطاب الديني.
وأحدث الغلاف ضجة كبيرة منذ نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، والآراء أغلبها تشيد بالأزهر وبالتطور الكبير الحادث به، والحراك داخله الذي يثبت أنه يتقبل المرأة مهما اختلف شكلها أو دينها، فكلنا نساء من حقنا العيش في أمان في المجتمع حتى يمكننا أن ننجز ونساهم في تطور المجتمع.
أما عن تفاصيل المقالة، تؤكد "مراد" أن ملخصها تحليل بيان مشيخة من وجهة نظرها كصحفية مسيحية وكفتاة مصرية، و"الحقيقة أن البيان أكد أن الأزهر وفضيلة الشيخ الأكبر الإمام الطيب ليسا منفصلين عن الواقع الذي نعيشه، بل يشعران بكل الضغوط والعواقب التي تتعرض لها نساء مصر ومن هنا ظهر عنوان العدد حقيقي ومعبر "الإمام السند".
وتابعت: "ما لفت نظري أيضًا في بيان الأزهر أنه خاطب المنصات الإعلامية على ضرورة عدم ترويج أي مواد تدعو للتحرش أو تظهر المتحرش بأي شكل كبريء، ما يعني أن الأزهر متابع جيد لما حدث من جرائم كان أخرها دعوة الشاب الغير مقبولة في التجمع التي صورها البعض وكأنها حرية أو أمر عادي، والمؤسف في الموضوع أن التبريرات خرجت من سياق المناقشات العادية لوسائل الإعلام، لدرجة أن "المتحرش" قام بعمل مداخلة هاتفية مع أحد المنصات الإعلامية، وكان سعيد بشهرته.
كان غلاف مجلة صوت الأزهر، في عددها الصادر الأربعاء، أظهر مجموعة من الصور تمثل المرأة بمختلف فئات المجتمع تحت عنوان "بيان الأزهر ضد التحرش بأقلامهن وأفكارهن".
وشدد الأزهر الشريف، في بيان له، على أن التحرش تصرف محرم شرعا وسلوك مدان بشكل مطلق ولا يجوز، وذلك في تعليقه على وقائع شهدتها مصر مؤخرا؛ ودعا إلى "تفعيل القوانين التي تجرم التحرش وتعاقبه على فعله".