رواية بنت محمود "المختلط" عن الثقافة الجديدة
صدرت حديثا عن دار الثقافة الجديدة للنشر والتوزيع٬ رواية" بنت محمود "المختلط" من تأليف الكاتبة الشابة داليا أمين أصلان٬ والرواية هي الجزء الثاني من رواية "المختلط "ود" والصادرة عن نفس الدار قبل عامين في 2016 .
ومن الرواية نقرأ: "آخر عهدي بجدتي أنهم أخرجوها من العناية إلى عنبر الباطنة سيدات، قضيت ليلة أقبّل يسراها وأبكي. أخبروني أنها محقونة بمسكن قوي، سألتهم أن ينقلوا سريري قرب سريرها فوافقوا.
"سامحيني يا تيتة.." كنتُ أردد من وقت لآخر. فكي يؤلمني وفمي متورم. أتمتم بعجز وأبكي. كنتُ أفتقد أمي ساعتها. وأبي وجَدّي.. لم أجد من حولي سوى الغرباء مرضى وممرضات. لم تكن كلمات مواساتهم كافية لتمنحني القوة والأمل.
في الصباح نَظَرت جدتي إليّ كطفل خرج من رحم أمه، مولودة جديدة، تجاعيد وجهها أخف، وصوتها أهدأ وأكثر شبابا. ضغطت بيدها السليمة ضغطة خفيفة على أصابعي، "تيتة" ناديت ولم أصدق أنها تراني. أشارت لعيني المغطاة بالضمادات، وفكي المزرق، بإصبع واهن وبدا الانزعاج على حاجبيها، كان الأطباء قد أخبروني أن عصب عيني سليم لكنهم غير متأكدين بشأن أربطتها التي تثبت البؤبؤ، وأمروني بالراحة لأن حالة الطحال مقلقة، وكدمات كثيرة كثيرة، بكيت ثانية ووضعت رأسي على صدرها بخفة، لم أتمكن من احتضانها. سألتني بلسان ثقيل إن كانت هذه هي المستشفى التي مات فيها أبي. انقبض قلبي ورفعت رأسي أنظر لها، كان بها بعض الوعي رغم كل شيء، فرجوتها ألا تفكر على هذا النحو، سنعود للبيت، سنعود. فقالت باقتضاب: "آه، هانرَوّح".