لماذا وزعت فرنسا أجهزة راديو لا تلتقط "صوت العرب"؟
تمر اليوم الذكري الــ65 علي تأسيس إذاعة صوت العرب٬ حيث بدأ أول بث لها في مثل هذا اليوم 4 يوليو 1953 في القاهرة٬ كأول إذاعة مصرية تبث لجميع أقطار العالم العربي باللغة العربية.
وبحسب المؤرخ سامح جمال، فقد أنشئت "صوت العرب" كوسيلة أساسية استخدمها الرئيس جمال عبدالناصر لبث خطاباته حول الوحدة العربية ومناهضة الاستعمار الأجنبي للبلدان العربية، وبدء بث برنامج واحد تحت اسم صوت العرب على إذاعة راديو القاهرة٬ تطورًا لاحقًا إلى إذاعة مستقلة.
وانطلقت إذاعة صوت العرب من القاهرة، بإرسال لمدة نصف ساعة فقط يوميًا، توزع بين لحن مميز خاص بالفكرة العربية، وكانت أغنية "أمجاد يا عرب أمجاد" أول أغنية تذاع على أثير صوت العرب، وهى من كلمات عبدالفتاح مصطفى، وتلحين أحمد صدقى، وغناء كارم محمود، وتضمنت فترة الإرسال أيضًا نشرة للأخبار مدتها من سبع إلى عشر دقائق، ثم أغنية أو أغنيتين عربيتين ثم التعليق السياسي على الأحداث.
بعد ثلاثة أشهر، وفى أكتوبر 1953 أصبح الإرسال ساعة كاملة، ووصل إلى سبع ساعات في العيد الأول لثورة يوليو، وفى عام 1970 وصل الإرسال إلى 24 ساعة يوميًا.
وأسندت رئاسة إذاعة صوت العرب، إلى المذيع أحمد سعيد، وكان أول مذيع يعمل بها، وهو الذي استخدم شعارات القومية العربية بين الجماهير، ومنها "ارفع رأسك يا أخى"، وكان صاحب فكرة تأسيسها الدكتور محمد عبدالقادر حاتم، الذي تولى فيما بعد منصب وزير المعلومات المصري، ويقال أيضًا إن صاحب الفكرة هو فتحى الديب، رجل المخابرات المصرى وأحد الضباط الأحرار، أما الدعم الأساسي للمشروع فجاء من قبل الرئيس جمال عبدالناصر.
وتمحور فحوى بث صوت العرب، في أثناء حقبة حكم جمال عبدالناصر حول مفهوم الوحدة العربية، والأفكار الثورية، ومناهضة الاستعمار٬ وقد استغلت الحكومة الجديدة في مصر إمكانيات الإذاعة ودعت من خلالها إلى دعم المناضلين العرب ودعاة القومية العربية، ومحاربة ما يسمى بالرجعية، وكانت صوت مجاهدي الجزائر، والمغرب، وتونس، فقد كانت تذيع رسائل مشفرة لجبهة تحرير الجزائر، والمقاومة الفلسطينية، وكذلك جبهات التحرير بإفريقيا، وكانت هي القوة الإعلامية لثورة اليمن.
وحاولت فرنسا، إخماد صوت العرب، بتوزيع أجهزة راديو مجانًا لا تلتقط الإذاعة علي الجزائريين؛ للتعتيم وإبطال تأثيرها٬ كما شاركت صوت العرب في تحرير دول الخليج العربية واستقلالها، وعبر مسيرة أكثر من نصف قرن وسط الأحداث العربية يصفها مؤيدوها بأنها كانت صوت المناضلين العرب وحصن العروبة الإعلامي، والمدافع عن القضايا العربية.