"مناضل وأديب وصحفي".. من هو "محمد عزة دروزة" السياسي السوري؟
هو مفكر، وكاتب، ومناضل قومي عربي، ولد في نابلس، وتوفي في دمشق، إضافة إلى نضاله السياسي، كان أديبًا، ومؤرخًا، وصحفيًا، ومترجمًا، ومفسرًا للقرآن، فهو أحد مؤسسي الفكر القومي العربي، إنه المفكر والمناضل محمد عزة بن عبدالهادي دروزة، الذي يتوافق اليوم 21 يونيو مع ذكرى ميلاده.
واتخذ نضال دروزة، شكلًا تجاوز من خلاله ظروف التجزئة والحدود المصطنعة، فشارك في تأسيس ونشاط الجمعيات والأحزاب الاستقلالية العربية الوحدوية النضالية في سورية الكبرى "قبل تقسيمها من قبل الاستعمار عام 1920"، مثل جمعية العربية الفتاة وحزب الاستقلال العربي، وعارض سياسة التتريك، وهو أحد أعضاء المؤتمر السوري العام "1919 م"، وسكرتير الجمعية التأسيسية، وأحد واضعي الدستور السوري الأول.
أعلن من على شرفة بلدية دمشق في ساحة المرجة استقلال سورية وتأسيس المملكة السورية العربية عام 1920، وقاد العديد من النشاطات المناهضة للانتداب البريطاني على فلسطين، وسياسة تقسيم الأراضي العربية، ودعا إلى توحيد سورية ومصر في خمسينيات القرن العشرين.
ترك دروزة أكثر من 50 كتابًا، في فروع شتى، تتعلق بالعروبة والإسلام والتاريخ العام، ومنها سلسلة كتب في تاريخ الحركة العربية وأصول القومية العربية والوحدة العربية، وتُعد مؤلفاته، وبالذات كتاب "الوحدة العربية"، من أهم ما كتب عن القومية العربية وطرق تحقيق الوحدة العربية.
وساهم دروزة، في تأسيس وأعمال المؤتمر السوري العام الذي انعقد بين أواخر حزيران 1919 وأواخر تموز 1920، وشارك كأحد أربعة مندوبين عن نابلس إلى جانب عادل زعيتر، وإبراهيم القاسم عبدالهادي، وأمين التميمي، وتمّ اختياره أمينًا عامًا للمؤتمر الذي اختتم بإعلان استقلال سورية الكبرى بحدودها الطبيعية، في مواجهة وعد بلفور واتفاقيات التقسيم في سايكس بيكو، وأكد أن فلسطين جزء لا يتجزأ من سورية، وتلا محمد عزة دروزة، هذا القرار على الجماهير المحتشدة أمام مبنى بلدية بدمشق، وفي 1920، وبعد أن أصبح المؤتمر مجلسًا تأسيسيًا، أسهم دروزة في وضع مشروع الدستور السوري الأول.
وأجرى آخر مقابلة صحفية مع الصحفي الفلسطيني محمد مصلح في سنة 1983، على مدى 8 أيام، وفيها سمح له بأن يصوّر كافة مذكراته دون استثناء، ويقول مصلح، إنه من الواضح أن صحة دروزة كانت في تراجع مستمر.
وتوفي محمد عزة دروزة، في حي الروضة في دمشق عام 1984، الموافق 28 من شوال سنة 1404هـ.