اعبد الله بحب دون انتظار مقابل
«الأَعْمالُ صُوَرٌ قَائَمةٌ، وَأَرْواحُها وُجودُ سِرِّ الإِخْلاصِ فِيها».. باختصار تشير تلك الحكمة إلى أن العمل دون إخلاص يساوى عمل ميت هو والعدم سواء، لذا فإن الكثير فى هذه الحياة موتى، بسبب نزع الإخلاص منهم، بما يشتمله ذلك من حماس واجتهاد وحب دون مقابل.
وإذا كان الإخلاص فى العمل يقودك إلى النجاح، فما بالك فى الإخلاص لله رب العباد، أى عبادته بإخلاص دون انتظار ثواب أو خوف من عقاب، فى عشق إلهى خالص لله تعالى يعطيك روحًا ودافعًا ونورًا. وفى ذلك يقول ابن الفارض: «ليس سؤلى من الجنان نعيمًا.. غير أنى أحبها لأراك». والإخلاص عملية نفسية فى المقام الأول، لا يدركها إلا أصحاب النفوس الإيجابية، ورغم أنه من الجوانب الهامة لعلم النفس الإنسانى استكشافه للأبعاد النفسية الروحية للتجربة الإنسانية، إلا أن الإخلاص تجربة غير مستكشفة نسبيًا من هذا النوع، رغم أنها تقع على قلب أو أساس العديد من التقاليد الدينية والروحية العظيمة فى العالم.
ويتدرج الإخلاص على مراحل حتى يصل إلى مرحلة الفناء، والمقصود بها أن تفنى نفسك وتخلص فى السر والعلن، وأن تكون عبادتك خالصة لوجه الله، مع الخلاص من الشرور البشرية والتخلص من الزيف والفساد.
ولا تزال مراجع علم نفس الأديان، وعلم النفس الإيجابى، وعلم النفسى الروحى تبحث عن إجابة لسؤال: هل للمخلصين صفات شخصية وطباع معينة؟.